سياسة عربية

انتقادات لفيلم "رجل الثورة": النظام يتنصل من مجازره (شاهد)

المخرج الموالي للنظام السوري نجدت أنزور- أرشيفية
أثار الفيلم السوري بعنوان "رجل الثورة" للمخرج الموالي للنظام نجدت أنزور، انتقادات كبيرة في الأوساط المعارضة، معبرين عن استيائهم من طريقة تزوير الفيلم للحقائق، التي على رأسها استخدام النظام للسلاح الكيماوي.

ويروي الفيلم الروائي الطويل حكاية صحفي أجنبي دخل سوريا بطريقة غير شرعية، يبحث عن الشهرة، لكنه يصطدم بالواقع المغاير تماما لما تنقله وسائل الإعلام الغربية عن الحرب في سوريا.

من جانبه، هاجم الإعلامي بشار سبيعي، ابن الفنان الراحل رفيق سبيعي، شقيقه الممثل سيف الدين، بطل الفيلم، معتبرا أن الغاية من إنتاج الفيلم هي تشويه صورة "الخوذ البيضاء"، وتحديدا فيلمهم الأخير المرشح لنيل جائزة الأوسكار الشهر المقبل.

وقال سبيعي على "فيسبوك": "لم أتفاجأ من وجود المخرج نجدت أنزور على رأس العمل، فهو معروف بأنه رجل النظام الأول المشارك في المذبحة السورية، الذي يجب محاكمته إلى جانب معلمه بشار الأسد، وباقي الجوقة".

وأضاف: "لكن مفاجأتي كانت بمشاركة أخي سيف الدين الذي تفوق على أنزور في النذالة، وانحدر بأخلاقه الفنية إلى هذا المستوى من الوضاعة في التضليل الإعلامي المدفوع والمأجور لنظام مجرم يقتل ويهجر شعبه منذ سبع سنوات".

واختتم سبيعي تدوينته التي لقيت تفاعلا ملحوظا بقوله "يا حيف".

بدوره، اعتبر الصحفي معن خضر، أن الجهة المنتجة (المؤسسة العامة للسينما) التابعة لوزارة الثقافة في حكومة النظام، اعترفت بوجود هجمات كيماوية في سوريا من خلال الفيلم، لكنها نسبت استخدامها لفاعل جديد.

ورأى خضر أن الفيلم يقدم رواية النظام للثورة، لافتا إلى وجه الشبه بين عنوان الفيلم وبين فيلم "آخر الرجال في حلب" الذي دخل دائرة الترشيح لجائزة الأوسكار.



أما الناشط الإعلامي لؤي أبو الجود، فحذر بدوه من محتوى الفيلم، قائلا: "فيلم رجل الثورة فيلم لتشويه صورة النشطاء والخوذ البيضاء، احذروه".




من جانبها، دافعت الصحفية الموالية للنظام ندى السماوي، عن الفيلم، زاعمة أن المخرج أنزور استند إلى "بعض الوثائق الحقيقية" ليحكي عن استخدام الكيماوي خلال الحرب، وما أسمته "فبركة الاتهام للنظام السوري".

وأضافت السماوي في مقال لها، أن "عوالم الفيلم تحاول أن تحلق في فضاءات العالمية، إذ إن اللغة المحكية التي ركز عليها المخرج في الفيلم هي اللغة الإنجليزية، رغبة من المخرج بتوجيه الرسالة إلى الخارج، باعتبار أن الداخل السوري على دراية بوضعه الراهن".

وقالت: "ما سنراه في الفيلم سيكون نوعا من التأريخ الفني المباشر لحقائق الأحداث، ضد التشويه أو النسيان، خصوصا ما  لعبه بطل الفيلم الأجنبي بالتخطيط لمجزرة خان شيخون، ويحاكي سينمائيا تلك المرحلة التي تمّ فيها استخدام غطاء الإنسانية لستر الجرائم، وللتركيز على ما ظهر للعلن وما هو مخفي من تجليات للحدث"، على حد زعمها.

ويصر النظام دائما على توجيه التهم لـ"الخوذ البيضاء" بالتضليل، خصوصا من مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري.