أعاد إعلان وزير الدفاع الروسي الاثنين، عن فتح ممر إنساني في الغوطة الشرقية حتى يتسنى للمدنيين المغادرة؛ خشية أهالي سوريا من تكرار موسكو والنظام السوري لسيناريو التهجير القسري الذي تم تنفيذه في حلب سابقا.
وبعد إعلان الهدنة الإنسانية وفتح الممر الآمن لخروج أهل الغوطة؛ هل تنجح القوات الروسية والنظام السوري في تحقيق هدفهما في التهجير القسري للسوريين وخلق أزمة جديدة لهم؟ وفق تأكيدات الفصائل المعارضة السورية.
وفي هذا الإطار، قال فصيل "فيلق الرحمن"، إن إجبار المدنيين في غوطة دمشق الشرقية على التهجير القسري أو الموت "جريمة روسية لا يمكن السكوت عنها".
الصحفي السوري عبيدة عامر نبه إلى أنه "يستسهل ويروج هذه الأيام في ظل الحملة الشرسة على الغوطة عسكريا ونفسيا، استحضار مصير حلب والباصات الخضراء، من داخل الثورة أو من خارجها، كخطاب هزيمة أو إدارة هزيمة".
اقرأ أيضا: اشتعال الغوطة رغم الهدنة.. والفصائل تخرج تحرير الشام (وثيقة)
وشدد عامر في تحليل اطلعت عليه "عربي21"، على أن هناك "فوارق جوهرية بين الغوطة وحلب، على كل المستويات"، موضحا أنه "جغرافيا الغوطة تصل مساحاتها إلى أكثر من تسعين كيلو مترا مربعا، مقابل ثلاثة كيلو مترات مربعة في آخر أيام حصار حلب".
وبين عامر أنه "ديمغرافيا يبلغ عدد سكان الغوطة 400 ألف مدني مقابل 40 ألف مدني كانوا في حلب، مما يجعل إخراجهم عملية مستحيلة تعقد أي اتفاق محتمل، بتركيبة ريفية أكثر تماسكا فيما بينها، وأكثر ارتباطا بالحاضنة العسكرية بحسب أبسط بديهيات حروب العصابات"، بحسب تقديره.
وتابع قائلا: "طبوغرافيا الغوطة ليست مجرد مدن وأحياء محاصرة تجعل حرب العصابات هي الحل الوحيد، لكنها مدن صعبة الاقتحام ومحاطة ببساتين تسهل حروب الكر والفر، والتي قد تصل إلى الحروب النظامية، خصوصا من الجهة الشمالية الشرقية".
ورأى عامر أنه "لهذه الأسباب، لم نشهد حتى الآن أي محاولات تقدم برية حقيقية، باستثناء محاولة وقعت قبل أيام وانتهت بمقتل وأسر عشرين عنصرا من النظام السوري"، لافتا إلى القصف الهمجي الكثيف واستراتيجية الأرض المحروقة واستهداف المنشآت الحيوية.
وأكد الصحفي السوري أن "ذلك يهدف إلى تقويض الحاضنة السكانية وجعل الحياة جحيما، لدفع المدنيين دفعا نحو خيار التسليم".
الخريطة الميدانية للغوطة الشرقية ونفوذ الفصائل (ملف)
كيف حولت روسيا ملاجئ الغوطة إلى مقابر جماعية؟
النظام يمهد لدخول الغوطة.. والمعارضة أمام "خيار وحيد"