قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن بورما تزيد من الحقد الذي كان خلف حملة التطهير العرقي ضد أقلية المسلمين الروهينغيا.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن الجيش البورمي أطلق موجة من العنف في شمال ولاية راخين في آب/ أغسطس 2017، فقتل الروهينغيا، وحرق قراهم، وأجبر 650 ألفا منهم على الهرب إلى بنغلاديش.
وتقول الصحيفة إن صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها "هيومان رايتس ووتش"، تظهر الآن أن بورما، التي تعرف أيضا باسم ميانمار، تحاول تغطية جرائمها بتجريف القرى المحروقة إلى عالم النسيان.
وتكشف الافتتاحية عن أن الصور تظهر بأنه تمت إزالة البنايات والزرع من أكثر من 55 قرية، باستخدام جرافات كبيرة، من 362 قرية استهدفها الجيش، مشيرة إلى أن الصور في 10 قرى أخرى تظهر مئات البنايات التي دمرت جزئيا حرقا، وتم هدمها.
وتلفت الصحيفة إلى أن "الجرافات والحفارات تقوم بتنظيف مسرح الجريمة، وقد أظهر مراسلون شجعان لـ(رويترز) مؤخرا أنه وفي إحدى القرى تم ذبح 10 قرويين من الروهينغيا -صيادي سمك وأصحاب متاجر وطالبين مراهقين ومدرس دين- وتم دفن جثامينهم في قبر ضحل، فكم قبرا ضحلا آخر يتناثر في هذه الأراضي المنكوبة؟".
وترى الافتتاحية أن "مسح هذه القرى عن وجه الأرض يعد شتيمة للتاريخ والذاكرة، ويشير إلى أن مرتكبي الجريمة يعتقدون بأنهم يتصرفون بحصانة من المساءلة، وهو استعراض مقلق للغطرسة، وما يجعله أكثر وقاحة هو أن مئات آلاف الروهينغيا يعيشون في مخيمات ليست بعيدة عبر الحدود في بنغلاديش، وقبل ذلك برأ الجيش البورمي نفسه من مسؤولية ارتكاب أي أعمال وحشية في ولاية راخين".
وتجد الصحيفة بأن "التفسير الذي تقدمه الحكومة، وهو أن الجرافات تعمل على إعادة بناء المنطقة، فيه استخفاف بالعقول، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تاريخ النظام الطويل في اضطهاد شعب الروهينغيا، والأكثر احتمالا هو أن الجنرالات يسارعون في دفن الأدلة لئلا يمكن تقديمها في محكمة دولية تنظر في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت".
وتقول الافتتاحية: "مرة أخرى فإنه من المؤلم أن نسأل، لكن يجب علينا فعل ذلك: أين أنت يا أونغ سان سو تشي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام، والمنادية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، واليوم أنت زعيمة الشعب؟ هل يصعب عليك أن تجدي ضميرك، بالرغم من سطوة الجنرالات في بلادك؟ صوت الضمير هذا هو الذي ألقى محاضرة نوبل في 16 حزيران/ يونيو 2012، حيث أعلنت: (يجب أن يكون هدفنا في المحصلة هو خلق عالم حر من النازحين والمشردين واليائسين، عالم تكون فيه كل زاوية ملاذا حقيقيا، حيث يتمتع السكان بالحرية وإمكانية العيش بسلام)".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "نازحي الروهينغيا من بورما لا يعيشون بسلام، وتقوم الجرافات بتدمير ما تبقى من ملاذهم الحقيقي، ولا تزال هناك فرصة لإيقاف هذا التستر، ويجب أن تكون أونع سان سو تشي هي من يوقفه، فلا أحد يريد أن تأخذ ولاية راخين مكانا في التاريخ إلى جانب مذابح غابة كاتين وبابي يار وسريبرينيتسا ".
ديلي بيست: حكومة بورما تحتفي بمنكري الإبادة وتقصي الصحافيين
التايمز: هذا السبب الذي أشعل أزمة الفلبينيين في الكويت
واشنطن بوست: مرشح ترامب لمنظمة الهجرة معاد للمسلمين