شكك كاتب إسرائيلي في استمرار التمسك الروسي الإيراني في نظام الأسد إلى "الأبد"، متوقعا أن تنسحب روسيا من المشهد العام في سوريا، خشية أن تغرق في "الوحل الشرق أوسطي" مثلما هرب الاتحاد السوفيتي من مصر وأفغانستان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
وقال الكاتب الإسرائيلي سيفر بلوتسكر في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن الأسد يعتقد بأن انتصاره على المعارضة في محاور عديدة واستراتيجية ومجازره في الغوطة، بدعم روسي إيراني، سيؤمن بقاءه، لكن روسيا مستعدة أكثر من أي وقت مضى للتخلي عنه، رغم مناوراتها الداعمة للنظام السوري في مجلس الأمن.
وفيما يتعلق بإيران قال بلوستر، إن طهران تخشى من انفجار "وعاء الضغط" لمواطنيها المستائين والمحبطين من الاقتصاد المتعثر والفساد المستشري في البلاد، معتبر أن الأوضاع المتردية هناك ستدفع النظام الإيراني إلى الخروج من سوريا والتخلي عن نظام الأسد.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن التحليلات العديدة في وسائل الإعلام المختلفة، والتي تدعم فكرة بقاء الأسد، لا تستند على أرضية صلبة، والتي تقول: "إن روسيا ستضمن بقاء نظام الأسد إلى الأبد، وهي تعزز وجودها هناك، و أن إيران ترسل بمقاتلي الحرس الثوري إلى سوريا كي تقيم فيها قواعد شبه عسكرية، ومنها ينتشر نفوذها إلى المنطقة وفي لبنان على وجه التحديد".
ويدعم بلوستر رؤيته حول استعداد الحلفاء للتخلي عن الأسد على ضوء "الثمن الدموي الرهيب الذي دفعه ويدفعه الشعب السوري كضريبة لتمسك الأسد في الحكم بلا هوادة".
اقرأ أيضا: هكذا قرأت الصحافة الغربية مجازر الغوطة الشرقية
وأضاف أنه وبحسب المعطيات "المتحفظة" للأمم المتحدة فقد قتل نحو 490 الف من السكان، خلال قمع الثورة السورية، مشير إلى أن هذا العدد أكثر بعشرات الأضعاف من ضحايا حرب البلقان في التسعينيات.
وقال إن ملايين هربوا من سوريا إلى البلدان المجاورة والى قارات أخرى، وملايين آخرين تنقلوا كلاجئين في داخلها، إضافة ثلاثة ملايين لا يزالون يعيشون في مناطق محاصرة، منقطعين عن المساعدة، وتابع: " لا توجد عائلة في سوريا لم تعاني من القتل، والدمار والمنفى، بأمر الأسد، وبغض نظر روسيان وحتى قبل وقت قصير يتواصل استخدام السلاح الكيميائي على أنواعه". حسب قوله.
ولفت الكاتب إلى المجازر التي يرتكبها النظام في الغوطة التي تمثل آخر معاقل المعارضة في دمشق وسقوط المئات من القتلى والجرحى، قائلا "إن العالم لم يتدخل بالقوة ولم يمنع المذبحة، ولكن من يعتقد بأن الجراحات ستندمل هناك من تلقاء نفسها فهو مخطئ".
وأشار إلى أن الكلفة العسكرية والاقتصادية ستدفع روسيا لأن تكون مستعدة أكثر من أي وقت مضى للتخلي عن الأسد، رغم مناوراتها الدبلوماسية في مجلس الأمن، وقال: "إن قرار بوتين ترك الأسد وإلقائه إلى الكلاب، مجرد مسألة وقت".
وعن إيران تابع بلوستر: "إيران هي الأخرى ستخرج من التدخل العسكري في سوريا. وحسب مصادر أوروبية، يتبين من استطلاعات الرأي العام التي تجرى أن هناك معارضة جارفة ومتزايدة من الجمهور الإيراني لهذا التدخل، وحزب الله أصبح المنظمة الأكثر كرها لدى الجمهور الإيراني، والأسد رئيس الدولة الأكثر كرها؛ والدعم الحكومي لهما يعد عبئا اقتصاديا وأخلاقيا لا يطاق".
اقرأ أيضا: واشنطن تتهم موسكو بالتقاعس عن وقف هجمات حليفها الأسد
وختم الكاتب بالقول إن "الإمبريالية" الروسية والإيرانية لا تلقى حاضنة شعبية في بلادهم، باعتبار أن تدخلهم في سوريا والمنطقة ليس له أي مبرر استراتيجي، لذلك فإن الروس والإيرانيين يبحثون عن سبيل دبلوماسي غير مهين كي تنسحبا، أما الأسد فمثل كل الطغاة عبر التاريخ، كلما شعر أنه آمنا، كان أقرب للزوال.
موقع إسرائيلي يحتفي بمشاركة أدرعي في "الاتجاه المعاكس"
تقدير إسرائيلي مثير.. هكذا تعيد روسيا تشكيل الشرق الأوسط
مواجهة إسرائيل لإيران لم تعد خيالية.. أين موقع حزب الله؟