أثارت العلاقات غير المسبوقة بين الحكومة الماليزية وإسرائيل كثيرا من الجدل، بعد قطيعة زادت على نصف قرن.
وفي ظل هذه العلاقات التي قد تعد أيضا كسرا لجدار الجليد بعد أن كانت المواقف المعلنة للحكومات الماليزية رافضة لإقامة علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، تثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التقدم في العلاقات ودوافعه.
وأجاب رئيس حزب أمانة الماليزي، محمد سابو، على هذه الأسئلة في مقابلة مع "عربي21"، كاشفا عن سبب مثير وراء ملامح العلاقة الجديدة بين ماليزيا وإسرائيل.
فقد كشف سابو عن أن علاقة رئيس الوزراء الماليزي نجيب تون عبد الرزاق الوثيقة مع النظام السعودي الجديد وحاكم السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز قد غيرت موقف ماليزيا تجاه إسرائيل، وفق قوله.
وأشار إلى أن ماليزيا لم تشهد أبدا طوال تاريخها أي علاقة ثنائية طبيعية مع إسرائيل منذ استقلال الدولة.
إلا أن سابو لفت إلى أن الحكومة الماليزية رغم كل الحديث عن شكوك حول احتمال قيامها ببعض الأعمال التجارية السرية أو غير المباشرة وراء الكواليس مع إسرائيل، إلا أنها لم تعترف أبدا بها، وحتى عندما يثار الأمر في البرلمان، رفضت الحكومة بشكل قاطع هذه الاتهامات.
اقرأ أيضا: ماهي آثار دخول دبلوماسيين إسرائيليين بجوازاتهم إلى ماليزيا؟
واستذكر أن ماليزيا كانت في عهد الدكتور محمد مهاتير، صاخبة جدا في منبر حركة عدم الانحياز، والأمم المتحدة، والمحافل الدولية الأخرى، وكانت تثير القضايا، وتنتقد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات قوات الأمن الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وانتقد علاقة الرئيس نجيب بالنظام السعودي الذي باتت وثيقة جدا مؤخرا، وفق قوله، مشيرا إلى أن الحكومة الماليزية شاركت بوحدة عسكرية صغيرة لمساعدة السعودية في الحرب ضد اليمن، وهو أمر لم تكن الإدارات السابقة فعلته.
وقال: "هناك مخاوف من أن هذا الأمر قد يضر بموقف ماليزيا في حركة عدم الانحياز، وربما يؤدي يوما ما إلى تعرضها لضغوط دولية فيما يتعلق بالنزاعات الشاملة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الإسرائيلية الفلسطينية".
وأضاف أنه "ينبغي لماليزيا أن تظل قوية في حملها لراية عدم الانحياز كدولة محايدة ومستقلة، ولا يمكن إجبارها أو إغراؤها من أي قوة عظمى بهدف أن تتماشى مع أي طرف في الصراعات حول العالم".
وعبر عن اعتقاده بأن العلاقة الوثيقة بين نجيب والسعودية يمكن أن تتسبب بإقامة ماليزيا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مباشرة.
وعن موقف حزبه، قال سابو إن حزب أمانة يعتقد بأن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يخالف ضمير الأمة الماليزية.
وأضاف أن حزبه (المنشق عن الحزب الإسلامي الماليزي) سيعمل مع الشعب الماليزي والمنظمات غير الحكومية والمجموعات المدنية على محاربة أي محاولة للاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات ثنائية تطبيعية مع إسرائيل.
يشار إلى أن زيارة وفد دبلوماسي من تل أبيب لماليزيا، أثار ضجة واسعة، واحتفاء في الإعلام الإسرائيلي، بالإضافة إلى تحذيرات فلسطينية وإسلامية من أي تقارب بين ماليزيا وإسرائيل.
إيران: إسرائيل وأمريكا والسعودية وراء التوترات الإقليمية
سفير فلسطين: الاتحاد الأوروبي ناقش تقريرا سريا ينتقد إسرائيل
الاحتلال: إطلاق صاروخ من غزة نحو المستوطنات المحاذية للقطاع