تحدثت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية عن إمكانية شن إسرائيل حربا على إيران، على خلفية التقدم الذي أحرزته القوات الشيعية في المنطقة، ما أصبح يشكل خطرا على تل أبيب.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته"عربي21"، إن القوات العسكرية الإسرائيلية تقرع طبول الحرب في المنطقة. ففي وقت سابق، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي إيزنكوت، أنه من المستبعد أن تخوض إسرائيل حربا ضد أعدائها في المنطقة. ولكن، ما انفكت القوات الإسرائيلية تستهدف مواقع تابعة لحزب الله اللبناني وإيران في سوريا، التي تهدف من خلالها إسرائيل إلى عرقلة وصول العتاد العسكري من إيران إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة التصريحات التي أدلى بها قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال نيتسان ألون، لإذاعة الجيش في مقابلة حصرية، الذي أكد "احتمال حدوث تصعيد عسكري خلال سنة 2018، ولن يكون ذلك بالضرورة نتيجة رغبة أحد الجانبين في مهاجمة الآخر، وإنما بسبب التدهور التدريجي للأوضاع في المنطقة".
اقرأ أيضا: أوبزيرفر: لهذه الأسباب لن تندلع حرب بين إيران وإسرائيل
ووفقا للجنرال الإسرائيلي، فإن إمكانية نشوب حرب بين إسرائيل وإيران يعزى إلى التقدم الذي أحرزته طهران وحلفاؤها في سوريا. ومؤخرا، نجحت طهران في تكوين شبكة قوية من الاتصالات تضم كلا من إيران ولبنان وفلسطين، ما ساهم في توحيد صفوف أعداء إسرائيل في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن أكثر ما يخيف إسرائيل هو الممر الشيعي الذي يصل طهران بالبحر الأبيض المتوسط، ويربط إيران بمناطق نفوذها في لبنان وسوريا والعراق. كما يعد هذا الممر البري خطا إستراتيجيا لتمرير الأسلحة والذخائر إلى حلفاء إيران. وبعد اندلاع الحرب في العراق وسوريا، اكتسب الممر أهمية كبرى، حيث يربط الجيش السوري والعراقي مع إيران ولبنان.
وأفادت الصحيفة بأن هذا الممر يعد بمثابة الكابوس بالنسبة لإسرائيل. وفي هذا الصدد، تبذل كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن المملكة العربية السعودية جهودا جبارة للحد من تنامي النفوذ الشيعي في منطقة الشرق الأوسط، الذي أصبح يمتد من العراق إلى اليمن مرورا بسوريا ولبنان.
وأشارت الصحيفة إلى موقف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الذي يسعى إلى طمأنة إسرائيل، حيث اعتبر أن الممر الشيعي لا يشكل تهديدا على مصالحها نظرا لأنه غير مكتمل بعد. في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، عن قلقه من وجود هذا الممر، مؤكدا في الجولة الأخيرة التي قام بها في الشرق الأوسط أن بلاده تسعى لتبديد حلم طهران المتمثل في التحرك بحرية تامة من إيران إلى الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للقوات الكردية في سوريا كان بهدف عرقلة مرور الأسلحة والمقاتلين من إيران إلى سوريا. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، دعمت واشنطن الأكراد في شمال سوريا لتحد من تدفق القوات الشيعية إلى كافة أنحاء المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن إيران أثبتت في الآونة الأخيرة أنها قوة عسكرية قادرة على التحرك في المنطقة بكل حرية، وذلك من خلال الاستعانة بحلفائها في المنطقة. وحيال هذا الشأن، قررت إسرائيل التصعيد ضد إيران على خلفية توغل النفوذ الشيعي في المنطقة بعد الانتصار الذي حققته قوات النظام المدعومة من قبل إيران وروسيا ومليشيات حزب الله.
اقرأ أيضا: صحافة الاحتلال الإسرائيلي تحرض على ضرب إيران بدل "وكلائها"
وبينت الصحيفة أن الانتصار الذي حققه الأسد ساهم في تعزيز النفوذ الشيعي في المنطقة، ما دفع بإسرائيل إلى إطلاق صفارة الإنذار، وفي حال أعلنت تل أبيب الحرب على ألد أعدائها، فإنها مضطرة لخوض حرب ضروس متعددة الأقطاب، ما من شأنه أن يشكل خطرا على مصالحها. ومن جهتها، تملك إيران القدرة على تكوين شبكة هامة تضم قوى إقليمية، على غرار لبنان وسوريا، فضلا عن النفوذ الذي اكتسبته في بعض المناطق الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعتمد إستراتيجية واضحة للتصدي للهلال الشيعي في المنطقة. وفي الوقت الراهن، فقدت واشنطن مكانتها في الشرق الأوسط واكتفت بدور المشاهد لتفسح المجال لإسرائيل للقيام بمناوراتها العسكرية في المنطقة. ولكن، يبدو أن الغارات التي شنتها القوات الإسرائيلية على كل من سوريا وغزة مؤخرا، ستكون بمثابة شرارة الحرب.
نيويورك تايمز: ما هي استراتيجية إيران القادمة بسوريا؟
أوبزيرفر: هكذا خذل الغرب سوريا.. ما هو دور أمريكا؟
فورين بوليسي: ما حقيقة تهديدات ترامب لإيران؟