لم يمضي أسبوع على إسقاط طائرة "F16" إسرائيلية على حدود سوريا، حتى أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس السبت، أن مضاداتها الأرضية تصدت لهجوم إسرائيلي لسلاح الطيران بعد قصفه لمواقع عسكرية تابعة لها.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد وقت قليل من تفجير عبوة
ناسفة تم نصبها على الشريط الحدودي داخل الأراضي المحتلة جنوب قطاع غزة، وهو ما
أسفر عن وقوع 4 إصابات بينهما اثنتين بجراح خطيرة من لواء "جولاني"، بحسب
رواية الجيش الإسرائيلي.
وسارعت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بشن غاراتها
تجاه مواقع عسكرية تابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين من
المواطنين حاولا التسلل إلى داخل الأراضي المحتلة من جنوب القطاع، وأعلنت كتائب
القسام تصديها للغارات الجوية الإسرائيلية بمضادات أرضية للمرة الأولى منذ انتهاء
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 2014.
ويفتح هذا التطور تساؤلات حول قدرة المقاومة
الفلسطينية في غزة على فرض قواعد جديدة للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي عبر تحييد
سلاح الطيران في أي مواجهة عسكرية قادمة.
قواعد جديدة للاشتباك
وفي هذا السياق، قال اللواء المتقاعد والخبير
العسكري يوسف الشرقاوي، إن "ما جرى في سوريا الأسبوع الماضي عبر إسقاط
الطائرة الإسرائيلية أسس لمرحلة جديدة من توازن الردع بين قوى المقاومة والجيش
الإسرائيلي في أي مواجهة عسكرية قادمة، وهو الأمر الذي دفع بحركة حماس إلى فرض قواعد
جديدة للاشتباك مع إسرائيل عبر تذكيره بأن سلاح الطيران بات تحت مرمى نيران
المقاومة".
وأوضح الخبير العسكري أن "هنالك تفاهمات غير
معلنة تشرف عليها إيران بين حزب الله في لبنان وحركة حماس لتشتيت الجانب
الإسرائيلي، وإحداث مفاجآت بين الفينة والأخرى على عدة جبهات، وما جرى يوم أمس من
استخدام حماس لمضادات أرضية يأتي في هذا السياق، كما أن طريقة تفجير العبوة في
الدورية الإسرائيلية تشبه إلى حد كبير الطرق التي يستخدمها حزب الله في حروبه مع
إسرائيل".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: حماس في بؤرة الاستهداف.. ما الدرس المستفاد؟
وفي معرض رده على ما تمتلكه حركة حماس من أسلحة
مضادة للطائرات، توقع اللواء المتقاعد في حديث لـ"عربي21" أن "ما
تمتلكه حماس هي أسلحة متواضعة مقارنة بما يمتلكه حزب الله وهي تنحصر في رشاشات
ثقيلة تُنصب على سيارات عسكرية المعروفة باسم (دوشكات عيار23) وهو سلاح مخصص
للطائرات المروحية من نوع ( أباتشي هليكوبتر) ولكنها أيضا تحدث إرباكا في سير
الطائرات النفاثة إذا كانت في علو منخفض".
وكشفت حماس للمرة الأولى عن امتلاكها لصواريخ مضادة
للطائرات في عرض عسكري أقيم في مدينة غزة في سبتمبر من العام 2013، حين عرضت كتائب
القسام لصواريخ مضادة للطائرات من طراز (سام 7) الروسي المضادة للطائرات.
كما اتهمت إسرائيل حماس في 6 من آب/ أغسطس 2016 بأنها
تمتلك صواريخ مضادة للطائرات قادمة من كوريا الشمالية.
فشل إسرائيلي
بدوره قال أستاذ العلوم الأمنية في كلية العودة بغزة
إسلام شهوان، إن "حركة حماس حاولت من خلال ما جرى يوم أمس أن توصل رسالة
لإسرائيل بأن جبهة غزة لم تعد مستباحة كما كان عليه الوضع في السابق، وأن المقاومة
هي من تمتلك الأدوات لبدء المعركة متى تشاء وهي التي تنهيها، وهذا يفهم من خلال اختفاء
الطائرات الإسرائيلية من أجواء القطاع بعد تصدي المضادات الأرضية لها".
وأضاف المختص الأمني في حديث لـ"عربي21"
أن "الجيش الإسرائيلي حاول أن يستغل عملية تفجير العبوة ضد جنوده بأن يدمر
البنى التحتية للمقاومة في غزة عبر تنفيذ العشرات من الغارات على المواقع العسكرية
ومخازن الأسلحة التابعة للمقاومة، ولكن بعد استخدام حماس للمضادات الأرضية أدرك
الجيش أنه لا يتحمل فشلا جديدا بأن تسقط إحدى طائراته في غزة، وهذا من شأنه أن يهز
من صورة الجيش أمام الجبهة الداخلية".
أما المختص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، بين
لـ"عربي21" أن "المستوى العسكري في إسرائيل بات يدرك في ظل ما جرى
يوم أمس أن جبهة غزة لا تقل خطورة عن جبهة حزب الله، وهو ما دفع بالمسؤولين
السياسيين والأمنيين في إسرائيل بأن يطالبوا الحكومة بضرورة تغيير الاستراتيجية
المتبعة مع حماس، خشية أن تذهب الأمور إلى مزيد من التصعيد في حال تكررت مثل هذه
الحوادث مستقبلا."
إثر تعثر المصالحة.. حماس تتجه للموافقة على مجلس لإنقاذ غزة
خبير إسرائيلي: عصبة حول عباس تتنازع مقعده.. من هم؟
إخلاء مواقع عسكرية في غزة.. هل اقتربت المواجهة؟