هل انتهى "الخلاف" بين رونالدو وإدارة ريال مدريد؟

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن سعي النادي الملكي للحفاظ على كريستيانو رونالدو بين صفوفه، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في تحسين عقده.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن كريستيانو رونالدو عدل عن موقفه حول مصيره مع ريال مدريد، الذي اتخذه عندما تعرض لتهم التهرب الضريبي التي تدينه بإخفاء أمواله في الملاذات الضريبية. وفي تلك الفترة، فكر كريستيانو رونالدو في الارتماء بين أحضان مانشستر، إلا أنه قرر الآن البقاء بين صفوف فريقه الحالي.

وبالإضافة إلى المسائل الشخصية، غير رونالدو رأيه لأن فريقه تمكن من إقناعه بالبقاء عبر تحسين عقده في نهاية الموسم الحالي. وعلى هذا النحو، عدل رونالدو عن فكرة مغادرة الفريق الذي أبرم معه عقدا ينتهي في سنة 2021.

وأضافت الصحيفة أن رونالدو يعاني من عدة مشاكل على المستوى الشخصي والمهني، إلا أنه لاعب سعيد بتواجده في مدريد وفي النادي الملكي. وقد أظهر رونالدو هذه المشاعر خلال تسلمه جائزة "دونغ تشيودي" الصينية، باعتباره أفضل لاعب خلال سنة 2017.

وفي هذه المناسبة، قال كريستيانو رونالدو إنه "يحب العيش في مدريد، فهو يعيش في هذه المدينة منذ سنة 2009... كما أن إسبانيا بلد عظيم، وهو يحبها... ويحب ناديه الحالي كثيرا".

وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار جاء بعد قطيعة بين كريستيانو رونالدو ورئيس الفريق فلورنتينو بيريز، التي كانت نتيجة للمفاوضات الأولى من أجل تحسين عقد اللاعب. وخلال هذا اللقاء، تحدى رئيس الفريق اللاعب البرتغالي بإرسال رجال الشرطة له لتسليم قيمة الشرط الجزائي للفريق الملكي، في حال أراد مغادرته. وقال له إن "هذه الأموال ستمكنه من التعاقد مع ميسي".

وكشفت الصحيفة أن هذه العبارات أثارت غضب رونالدو، وساهمت في توتر العلاقة بين اللاعب ورئيس فريقه.

ووصلت الخلافات بين الطرفين إلى درجة تفكير خورخي مينديز ورونالدو في سحب جزء من حقوق صور اللاعب وتسليمها لرئيس فريق فالنسيا، بيتر ليم، المقرب من مينديز. في المقابل، أزعجت هذه المناورة الفريق الملكي بدرجة كبرى، وفتحت جراحا لا يمكن أن تلتئم بتاتا.

وأوردت الصحيفة أن فريق ريال مدريد يعيش في ظل أوضاع رياضية واقتصادية معقدة للغاية. فعلى أرض الملعب، يبدو أن المدرب زيدان قد فقد مرتبة الصدارة في الليغا، شأنها شأن مباريات كأس ملك إسبانيا. فضلا عن ذلك، تبدو قطيعة زيدان مع حجرة الملابس جلية للعيان.

أما على المستوى الاقتصادي، فإن الفريق عاجز عن إيجاد مستثمر يمول عملية إعادة تهيئة الفريق، خاصة أن إدارة برنابيو فقدت القدرة الشرائية على التعاقد مع نجوم كرة القدم.

وبينت الصحيفة أن كريستيانو رونالدو مازال يحتل مكانة مرموقة في الفريق، بغض النظر عن تراجع مردوده، لأنه يمثل مصدر دخل له ثقله ولا غنى عنه. ولهذا السبب، سيكون اللاعب البرتغالي عنصرا أساسيا في الخطط المستقبلية للنادي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نيمار هو اللاعب الوحيد الذي يتفوق على رونالدو من حيث مداخيل حقوق الصور.

ونقلت الصحيفة عن رونالدو أنه مقتنع بأن "الموسم الحالي سينتهي بتحسين عقده مع فريق ريال مدريد"، وهو ما أظهرته إدارة برنابيو. كما أكدت العديد من الجهات المنتمية إلى الفريق هذه التحسينات الوشيكة، وأعربت عن تأييدها لها. وفي حال أتمت هذه الإجراءات، سيصبح رونالدو من بين اللاعبين الأغلى أجرا، إذ سيصل أجره إلى حدود 30 مليون يورو في السنة، أي بزيادة تسعة ملايين مقارنة بالأجر الذي يتقاضاه حاليا.

وبينت الصحيفة أن رونالدو على وعي بأن العديد من الفرق مهتمة بالاستفادة من خدماته، على غرار تشيلسي، والفرق الصينية والأمريكية. كما أن الإنجليزيين على استعداد لتحسين عقد كريستيانو رونالدو، لكن دون دفع قيمة الشرط الجزائي الذي يفرضه عقده مع فريق ريال مدريد.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن المؤشرات الحالية تحيل على بقاء كريستيانو رونالدو لفترة من الوقت بين صفوف الفريق الملكي. ومع ذلك، يمكن أن يحدث عالم المفاوضات في سوق الانتقالات العديد من التغييرات غير المتوقعة.