دخل حصار خمس أسر تتكون من أكثر من 30 فردا أسبوعه الثاني في جبال "أسامر ن ييل"، بسبب الهبوط الحاد لدرجة الحرارة، وكثرة التساقطات الثلجية، في سلسلة جبال الأطلس المتوسط التابعة لإقليم الراشيدية، في وقت تعالت فيه أصوات الساكنة مطالبة الدولة بالتدخل لإنقاذ المحاصرين.
وحذر المستشار في جمعية "تامونت للتنمية و التعاون أيت توخسين"، موحى أرحال أغرام، من وقوع كارثة إنسانية بفعل ازدياد الظروف المناخية صعوبة، وعدم قيام السلطات بالجهود اللازمة لإنقاذ العالقين.
أسبوع ثاني من الحصار
وقال موحى أرحال أغرم، في تصريح لـ"عربي21": "إننا على وشك أن تقع كارثة إنسانية بجبال "أسامر ن ييل" بين منطقة أكدال ـ إملشيل وتلمي أمسمرير، بين تنغير وميدلت في الجنوب الشرقي بالمغرب".
وشدد موحى على "أن الرحل العالقين محاصرون وسط الثلوج في درجة حرارة تقل عن 13 تحت الصفر، وتساقطات ثلجية غير مسبوقة بالمنقطة، وهذا ما يزيد المخاوف حول مصيرهم".
وكشف أن "فريقا مكونا من عدد من شباب المنطقة حاول صباح الأربعاء، فك العزلة عن السكان المحاصرين بوسائل يديوية، وبعد قطعهم منتصف المسافة، توقفت بهم الطريق بسبب البرودة وكثافة الثلج والضباب الذي غطى المنطقة بعد الظهر".
وزاد أن "قائد سرية الدرك في المنطقة، ومسؤولي الإدارة الترابية بالمنطقة، كانوا بدورهم رفقة الشباب في محاولة لفك العزلة التي لم تنجح".
وتابع: "فالرحل محاصرون منذ الاثنين الماضي، ورغم تدخل السلطات المحلية واستعمال كاسحة الثلوج إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بسبب سمك الثلج الذي بلغ مترين (2 أمتار)، وأيضا وعورة الطريق غير المعبدة أصلا".
وأضاف موحى، أن "عدد العالقين وسط الثلوج يتجاوز 30 فردا، وأنه في منطقة "تمدوين" توجد خَمْسُ أسر فقدت اخبارها، كما أن ثَلاثَ أسر أخرى فقد الاتصال بها في المنطقة".
وناشد السلطات المركزية بضرورة التدخل عبر الجو، من خلال إرسال المساعدات الغذائية بواسطة المروحيات، لضمان استمرار الرحل على قيد الحياة.
وأفاد: "بحسب آخر اتصال مع الأسر صرحوا بأنهم على قيد الحياة لكن الأسر أصبحت تعاني من نفاد المؤن الغذائية والحطب وسيكونون في خطر محقق إذا ما عرفت المنطقة مزيدا من تساقط الثلوج، وإذا قلت قد ننجو، لكن إن حدث العكس فلتسامحونا".
وختم تصريحه مناشدا "رئيس الحكومة، رئيس مجلس جهة دارعة تافيلالت، إلى كل من يهمه الأمر، بقلب حارق نتوجه إليكم نحن عائلات الرحل العالقين بجبال "تمدوين" منذ خمسة عشر يوما والقاطنين بدوار ايت توخسين التابع لجماعة تلمي قيادة أمسمرير مخاطبين ضميركم الإنساني قبل المهني أن تعملوا ما في وسعكم لإنقاد من هم على قيد الحياة".
تحرك بأمر الملك
وفي ساعة متاخرة من ليل الأربعاء، قال بلاغ لوزاد الداخلية المغربية، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أعطى تعليماته إلى القطاعات الحكومية والمصالح المعنية قصد الاستمرار في التجند والتعبئة وبذل المزيد من الجهود للتخفيف من الآثار السلبية لموجة التساقطات الثلجية والمطرية الكثيفة والانخفاض الحاد في درجات الحرارة التي تعرفها بعض عمالات وأقاليم المملكة، واتخاذ جميع الاجراءات لفك العزلة عن المناطق المتضررة وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين بها".
وتابع البلاغ الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه،أن الملك أمر بمواصلة المجهودات عبر التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لتخفيف العبء عن ساكنة المناطق المعنية في مواجهة التداعيات الناجمة عن التقلبات المناخية وسوء الأحوال الجوية".
من جهته قال رئيس الحكومة، إنه "شخصيا بتواصل مع وزير الداخلية، ويتابع عن كثب وضعية المواطنين خصوصا الرحل والقاطنين في عدد من الدواوير".
وسجل رئيس الحكومة، أن "وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء قام بزيارات إلى عدد من المناطق، في مقدمتها ميدلت، وغيرها، حيث ووقف في عين المكان على الوضعية، وحاول بسطها مع السلطات المعنية الإقليمية والمحلية ومع بعض المتدخلين، لاتخاذ الإجراءات السريعة والعاجلة، ولدعم فرق الموجودة".
وعلق وزير التجهيز والنقل على تدوينة أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، حيث قال بعبارة مختصرة جوابا على نداء للتدخل: "بالنسبة للرحل نحن نتابع الموضوع".
من جهته قام عامل الإقليم (المحافظ) رفقة النائب الأول لرئيس جماعة تلمي في وقت متأخر من ليل الأربعاء حول قضية الرحل المحاصرين بين تلمي و بوزمو.
وأكد العامل (المحافظ) أنه يتابع الأمر منذ بدايته و ان مروحية تم تسخيرها للتدخل منذ ثلاثة أيام لكن سوء الأحوال الجوية تحول دون ذلك، كما تم اقتناء المساعدات و الأغذية التي سيتم تقديمها، كما أن جرافة قادمة إلى عين المكان وستحل هناك غدا صباحا".
وخاض عدد من أبناء المنطقة مسيرة على الأقدام إلى مقر القيادة بمطقة أمسمير، يوم الثلاثاء، وطالبوا السلطات بالتدخل لإنقاذ المحاصرين وسط الثلوج.
وفي هذا السياق قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمغرب منذ الاثنين تعليق الدراسة بشكل مؤقت في حوالي 900 مؤسسة تعليمية، بسبب سوء الأحوال الجوية.
وتشهد عدد من المناطق بالمغرب، منذ أسابيع، تساقطات ثلجية مهمة، أدت إلى قطع عدد من المحاور الطرقية الرئيسية والثانوية، وتسببت في عزل سكان هذه المناطق عن العالم الخارجي، ما دفع عددا من الجمعيات إلى دق ناقوس الخطر لإغاثة المنكوبين المحاصرين بسبب الثلوج، داعين الدولة للتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم.
المغرب ينقل مدرعات عسكرية محملة بالصواريخ إلى الكركرات