في الوقت الذي تعصف فيه العديد من القضايا الحساسة برئيس حكومة
الاحتلال الإسرائيلية بنيامين
نتنياهو، رجحت كاتبة إسرائيلية أن هذا هو الوقت المثالي لاعتزاله، وترك هذا الواقع المشتعل لمن سيأتي بعده.
حماية السلطة
وأكدت الكاتبة الإسرائيلية وأستاذة العلوم السياسية، رويتال عميران، أن "حكومة اليمين الإسرائيلية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، "تفعل كل شيء لدفن حل الدولتين للشعبين، وتعرضه كمن يتنفس أنفاسه الأخيرة، غير أنه تحت السطح لا تزال هذه الفكرة تعتمل، تغلي وتنتظر يومها".
وأوضحت أن "سلوك نتنياهو في المجال السياسي يفضي إلى ترك الطوفان لمن يأتون بعده؛ سواء كانوا من اليمين أم من اليسار، والذين سيتعين عليهم أن يتصدوا للإحباط
الفلسطيني المتراكم من جهة، وللحاجة إلى إنزال اليمين عن شجرة أحلامه ودفعه للتسليم بفكرة إقامة دولة فلسطينية من جهة أخرى".
فمنذ بضعة أشهر، يواصل وزير المالية موشيه كحلون، عقد لقاءات في إسرائيل وكذا في رام الله، مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، بمن فيهم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، وهو ما اعتبرته عميران نشاطا إسرائيليا "يهدف إلى الإبقاء على قناة الحوار مع الفلسطينيين، ومساعدة السلطة على الصمود من ناحية اقتصادية".
حل الدولتين الذي يعرضه نتنياهو كمن يتنفس أنفاسه الأخيرة، ما زال فكرة تحت السطح تغلي وتنتظر يومها.
وقالت: "كما تعطي هذه اللقاءات صدى لتصريحه قبل نحو سنة بشأن ضرورة حل الدولتين"، منوهة أن "نتنياهو على علم بهذه اللقاءات، ويتلقى تقارير جارية عن مضمونها".
وذكرت الكاتبة الإسرائيلية، أنه "إلى جانب المصلحة الاسرائيلية في حماية السلطة من الانهيار، يمتنع نتنياهو منذ أكثر من عشر سنوات عن ضم المناطق المحتلة في الضفة الغربية أو حتى الكتل الاستيطانية".
مصلحة اسرائيلية
وأما بالنسبة لمدينة
القدس، فقد عملت النائبة عنات باركو والنائب زئيف ألكين، بتعليمات من نتنياهو، على "صياغة مخططات ترسم طريق الانفصال البلدي للقدس عن بضع من أحيائها الشرقية التي تضم نحو 150 ألف فلسطيني"، وفق عميران.
وأضافت: "نتنياهو، مثل كثيرين في حكومته، يعرف أن دولة فلسطينية هي مثابة مصلحة إسرائيلية"، موضحة أنه "رغم محاولة طمس الواقع، والعناق الحار من جانب الرئيس الأمريكي، فإن الأمر سينتهي بتقديم الحساب الذي سيتضمن اعترافا بدولة فلسطينية عاصمتها القدس".
وإلى جانب التحقيقات التي تجري مع نتنياهو في العديد من قضايا الفساد، نبهت الكاتبة إلى أن "رئيس الحكومة يحتاج لأن يفعل كل شيء كي يحافظ على قاعدته، وليس معقولا أن يتخذ الآن أي خطوة خارقة للطريق، في الوقت الذي بدأ فيه الوضع على الأرض بالاشتعال؛ فغزة في حالة طوارئ، ورئيس السلطة محمود عباس أمر بوضع خطة لقطع العلاقات مع إسرائيل".
وفي هذه المرحلة، "ليس من الواضح كيف يمكن للشارع الفلسطيني أن يحتوي الهجمة الأمريكية على تطلعاته الوطنية، وكيف ستترجم في هذا السياق معارك الخلافة على حكم عباس (يبلغ من العمر 83 عاما)".
وقدرت أستاذة العلوم السياسية الإسرائيلية، أن "هذا هو الوقت المثالي على الإطلاق لاعتزال نتنياهو، قبل دقيقة من انفجار كل شيء في وجهه؛ من الداخل والخارج".
وتابعت عميران: "وذلك قبل دقيقة من أن يطالب بخطوات ضرورية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة"، موضحة أن "اعتزاله سيسمح له أن ينظر إلينا من بعيد ويفرك يديه ويقول: أترون؟ في زمني كان حالكم أفضل بكثير".