نشرت مجلة "غيا إنفانتيل" الإسبانية مقال رأي للدكتورة باتريثيا فرنانديز بيريز تحدثت فيه عن القرارات التي يجب أن يتخذها الوالدان عندما يحدث شجار بين الأبناء في حضورهما.
وقالت الكاتبة، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنها اضطرت في عدة مناسبات إلى لعب دور الوسيط بين أطفالها عن طريق معاقبتهم، ووضع حد للنزاع بينهم. وقد كانت تحاول في كل مرة تجنب وقوع مكروه لأحد أبنائها عندما يحاول كل منهم إلقاء الألعاب أو الأقلام أو الملابس على الآخر، لدرجة تفقدها أعصابها. ففي نظرها، لا يوجد شخص أفضل من الأب أو الأم لإيقاف الشجار الذي قد ينشب بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة.
وأشارت الكاتبة إلى جملة من المبادئ التوجيهية التي يجب اتباعها عند التدخل في النزاع بين الأطفال. وفي هذه الحالة، تؤكد الدراسات أن الأطفال يتصرفون بشكل أفضل عندما يتدخل أحد الوالدين بينهم. وبما أن الأطفال عاجزون عن حل خلافاتهم الخاصة بمفردهم، فإنه يتعين على أحد الوالدين التدخل لأن مسألة حل المشاكل بين الأطفال تعتمد أساسا على الأولياء.
وأضافت الكاتبة أن العديد من الأطفال، وخاصة الأقل نضجا، غالبا ما يحاولون إثارة الخلافات بينهم وبين أشقائهم بهدف جلب انتباه الوالدين ودفعهم إلى القيام برد فعل، خاصة ضد الشقيق الأكبر. كما أن غياب الوالدين خلال تطور هذا النزاع يمكن أن يجعلهم غير عادلين تماما عند اتخاذ قرار معاقبة أحدهم، ما من شأنه أن يولد مشاعر الاستياء والضغينة بين الأطفال ويخلق مسافة بينهم.
اقرأ أيضا: لماذا تعتبر قصص ما قبل النوم مهمة بالنسبة للأطفال؟
وذكرت الكاتبة أنه من المهم جدا الاتفاق على معايير عائلية معينة وإتباعها بشكل منتظم، على غرار الاتفاق على عدم ضرب أحدهم للآخر، وتجنب رمي الأشياء والصراخ، وتبادل الإهانات، فضلا عن تعزيز حس التسامح بينهم.
في المقابل، يتعين على الوالدين أن يحاولا وضع حد للصراع بين الأطفال، والتحاور معهم للتوصل إلى اتفاق. ومن الضروري تعزيز حس التعاطف مع الآخر لديهم ضمن التربية اليومية، وتعليمهم أن الحوار هو الطريقة المثلى لحل المشاكل وأن العنف لن يزيد المشكلة إلا تعقيدا.
وأوردت الكاتبة أنه بإمكان الوالدين تقديم العديد من الحلول البديلة لأطفالهم لحل المشاكل التي يمكن أن تنشب بينهم، وإخبارهم أنهم قادرون على اختيار الحل الأنسب لهم. لذلك، من الأفضل منحهم فرصة اتخاذ القرار الملائم لحل مشكلتهم، كأن يقولوا لهم مثلا: "كيف تعتقد أنه بإمكاننا إيجاد حل لهذا الخلاف؟".
وذكرت الكاتبة أنه إذا لاحظ الوالدان أن النقاش بين أطفالهم شبه منعدم فمن الأفضل السماح لهم باستخدام طرقهم الخاصة لإيجاد اتفاق يرضيهم. ومن خلال الحوار سيعرف كل منهم وجهة نظر الطرف الآخر، ولا يجب على الوالدين التدخل إلا عند احتدام النقاش.
وأشارت الكاتبة إلى أنه إذا عاقب الوالدان أبناءهم دون الاطلاع على ما حدث، فيمكن أن يكونا غير منصفين في حق أحدهم، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم المشكلة بين الإخوة. لذلك يستحسن أحيانا عدم التدخل في النزاع، والاكتفاء بالاستماع لكلا الطرفين وحثهما على التفكير في الأمر كل على حدة، بهدف إيجاد حل للمشكلة بهدوء.
وبينت الكاتبة أنه ينبغي على الوالدين تجنب التجسس وراء الستائر لمعرفة ما يحدث بين أطفالهم، وأن لا يترددا في التصرف عند الحاجة وفقا لمعايير وقيم محددة. أما إذا أجبرا على معاقبتهم دون معرفة ما حدث فعلا، فيجب أن يكون العقاب لكل الأطراف بالتساوي، دون البحث عن المذنب الفعلي، لأن معاقبة الجميع كانت بسبب عدم سعيهم في التوصل إلى حل فيما بينهم.
اقرأ أيضا: 10 قرارات تعجز الأمهات عن الالتزام بها
وفي الختام، شددت الكاتبة على ضرورة تعزيز التعاون بين الأطفال، وأن نأخذ بعين الاعتبار أنه كلما تقدم الأطفال في السن، انخفضت وتيرة الصراع بينهم وازدادت قدرتهم على إيجاد حل فعال لمختلف مشاكلهم. فمن المهم ترك المسألة بين أيديهم، وشيئا فشيئا سوف يتعلمون كيفية إدارة مشاكلهم وحلها دون الحاجة إلى تدخل الوالدين.
لماذا تعتبر قصص ما قبل النوم مهمة بالنسبة للأطفال؟
لماذا تسمح الولايات المتحدة الأمريكية بزواج القاصرين؟