تحدث محلل إسرائيلي بارز، عن الانتخابات الرئاسية
المصرية التي تجري في أجواء من تراكم الغضب الشعبي، و"المعاملة العدائية" من قبل زعيم الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، في الوقت الذي فرغ فيه
ميدان التحرير.
ميدان التحرير
وانتقد محلل الشؤون العربية لدى صحيفة "هآرتس" العبرية، تسفي برئيل، "المعاملة العدائية" من قبل نظام السيسي ضد رموز الثورة المصرية التي اندلعت عام 2011، مثل المطرب رامي عصام صاحب أغنية "أرحل"، التي سرعان ما أصبحت النشيد الوطني لثورة الربيع العربي في مصر، والمطربة دينا الوديدي، التي تجد صعوبة في كسب لقمة عيشها، بعد أن حظرت عليها جمعية الموسيقيين عام 2016 الظهور في مصر.
وهناك فرقة الروك "كايروكي" المعروفة بأغانيها الانتقادية ضد النظام المصري، والتي تم إلغاء عروضها خمس مرات، ولم يتم تقديم أي تفسير لسبب هذا المنع، ولكن من الواضح أن الأغاني التي تنتقد الوضع الحالي في مصر لم تعجب الرقابة الثقافية في حكومة السيسي، وفق برئيل.
ورأى أن "المس بحرية التعبير لدى الفنانين المصريين تدل على عملية ابتعاد الدولة عن رؤيا الديموقراطية، التي اجتمع مصريون كثيرون قبل عدة سنوات في ميدان التحرير من أجلها".
وأضاف: "حتى الفنانين الذين غمرت رسوماتهم الجدران والأسوار، في جميع أنحاء القاهرة خلال الثورة، تفرقوا أو توجهوا إلى طرق جديدة للتعبير، وبدلا من رسم الشعارات التي تحولت إلى نوع من صحافة الحائط للمتظاهرين، يرسم بعضهم الآن صورا لاعبي كرة القدم، وهنا أيضا لا يسمح بكل شيء".
وقبل ثلاث سنوات، "بدأ مفتشو البلدية بمسح اللوحات عن جدران الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما حظر بأمر بلدي الرسم على جدران الممتلكات العامة بادعاء أنه يلطخ المدينة"، وفق المحلل الذي نوه أنه "كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المتوقع أن تجرى في نهاية آذار/مارس المقبل، كلما ازدادت الضغوط والتهديدات التي يتعرض لها منتقدو السيسي".
غضب متراكم
وتابع: "من يريد قراءة مقالات تنتقد السيسي أو إخفاقات الثورة، سيجد صعوبة في العثور عليها في الصحافة المكتوبة، ولن يسمع مثل هذا النقد في البرامج الحوارية على شاشة التلفزيون".
وأكد المحلل الإسرائيلي، أن جميع المرشحين للرئاسة المصرية، ومن بينهم الفريق سامي عنان، الدكتورة الجامعية منى البرنس، ورجل الأعمال محمود رمضان، "انسحبوا جميعهم الواحد تلو الآخر بسبب التهديدات والضغوطات التي تعرضوا لها".
ولفت إلى أن رئيس الحكومة السابق، أحمد شفيق، الذي كان ضابطا في سلاح الجو المصري، "أعلن عن استقالته من قائمة المرشحين للرئاسة بسبب ضغوطات مارسها عليه النظام، الذي بدأ بالتحقيق معه بتهم الفساد في الفترة التي عمل فيها وزيرا لشؤون الطيران المدني وهدد بمحاكمته".
وهناك نموذج آخر، على مضايقات تعرض لها منافسي السيسي وهو الفريق سامي عنان، وحتى قبل نحو أسبوع، شهدت المنظومة السياسية المصرية ضجة بعد إعلان رئيس الأركان السابق عنان، نيته الترشح للرئاسة ومنافسة السيسي، حيث تم اعتقاله وتوجيه عدة تهم له.
كما تعرض هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، والذي كشف في حينه أن حجم الفساد في السلطة يتجاوز 67 مليار دولار، وكان مرشحا لأن يشغل منصب نائب الرئيس في حال فوز عنان، إلى الاعتداء من قبل مجهولين ملثمين، حيث أكد جنينة أنه كان على وشك الموت لكنه نجا بعد أن تلقى مساعدة من أسرته.
واعتبر بارئيل، أن جنينة "رجل مستقيم، وكان يفترض بعرضه كنائب للرئيس، إظهار نية محاربة الفساد".
ورأى المحلل السياسي بلغة ساخرة، أن كل ما تبقى هو متابعة حساب "تويتر" الذي فتحه أنصار السيسي والذي يحمل هاشتاغ "ادعم الرئيس ببيت شعر"، ويدعو المواطنين إلى دعم السيسي عبر كتابة الأغاني، لافتا إلى أن أي "سخرية خصوصا اللاذعة يمكن أن تشهد على الغضب المتراكم".