شهدت مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي حالة توتر واستنفار أمني غير مسبوق لقوات النظام المتمركزة في "الفرقة التاسعة"، تبعها حملة اعتقالات على حواجز قوات النظام المنتشرة في محيط المدينة؛ على خلفية إطلاق النار على سيارة قائد "الفرقة التاسعة" اللواء "رمضان رمضان" وإصابة سائقه قبل أيام، إضافة لاختطاف جهة مجهولة الهوية لأحد عناصر "اللواء 43".
ونشرت غرفة عمليات مدينة الصنمين التابعة للجيش الحر بيانا جاء فيه أنه بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير الحالي تفاجأ أهالي مدينة الصنمين بإذاعة بيان صادر عن قيادة الفرقة التاسعة عبر مكبرات المساجد، يطالب بتسليم أحد عناصرها كان قد تعرض للخطف حسب ادعاء قيادة الفرقة، خلال مدة أقصاها 48 ساعة .
سلام محمد عضو المكتب الإعلامي في المدينة أوضح لـ"عربي21 "حقيقة ما يجري قائلا: "طالبت قيادة الفرقة بإخلاء مدينة الصنمين اعتباراً من الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/ يناير الحالي، عبر بابها الرئيسي مصطحبين معهم هوياتهم الشخصية وحتى الساعة التاسعة صباحا، وقالت إن مدينة الصنمين ستكون منطقة أعمال قتالية تبدأ بقصف جوي وصاروخي ومدفعي يليه دخول قوات الجيش إلى المدينة، في حال عدم تسليم العنصر المخطوف".
وأردف محمد، "تزامنت تلك التهديدات مع إطلاق النار من قبل حواجز النظام داخل المدينة بشكل عشوائي، إضافة لرصد عدد من الدبابات والآليات أمام المساكن العسكرية والفرقة التاسعة المتاخمة لمدينة الصنمين، وذلك بعد صدور أوامر من قائد الفرقة التاسعة، ومنع بعدم حركة العناصر على الطريق العام للمدينة".
وتابع محمد، "استنفر عناصر الجيش الحر المتواجدين في المدينة تحسبا لأي طارئ، تزامنا مع نزوح الآلاف باتجاه بلدة جباب والقرى القريبة منها، في ظل تخوف أبناء المدينة من مجزرة قد ترتكبها قوات النظام بحق من بقي في المدينة".
اقرأ أيضا: نظام الأسد يروج للمصالحات على حساب خفض التصعيد بالجنوب
وأكد محمد أن هوية الخاطفين لاتزال مجهولة، مشيرا إلى احتمال افتعال قوات النظام لتلك الحادثة لتهجير أكبر عدد ممكن من أبناء المدينة، ثم التوغل في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش الحر في الأيام المقبلة، ما سيحول المدينة إلى ساحة حرب جديدة، وسيؤدي لنزوح ساكنيها، الذين وصل عددهم لأكثر من 75 ألف نسمة.
وأشار محمد إلى أن حالة التوتر والاستنفار مازالت مستمرة، حيث تم استدعاء وجهاء وخطباء المدينة للاجتماع مع قيادة الفرقة التاسعة مساء الثلاثاء 23 كانون الثاني /يناير الحالي.
بدورها، أعلنت معظم فصائل الجيش الحر العاملة في المنطقة الجنوبية أنه في حال قيام قوات النظام بتهجير المدنيين وقصف منازلهم، سيتم الرد بكافة الوسائل المتاحة، واستهداف جميع النقاط العسكرية الواقعة تحت سيطرتها.
وتعتبر مدينة "الصنمين" أكبر مدن ريف درعا الشمالي، ويقع إلى جوارها مقر الفرقة التاسعة ومساكن عسكرية، وتخضع بعض أحياءها لسيطرة الجيش الحر، بينما تخضع أخرى لسيطرة قوات النظام بموجب اتفاق أبرم مطلع كانون الأول/ ديسمبر من عام 2016، ونص على وقف إطلاق النار بين الطرفين وتسليم بعض قطع السلاح للنظام واحتفاظ كل طرف بالمناطق التي يسيطر عليها.
بعد السيطرة على "أبو الظهور".. ما هي وجهة النظام وحلفائه؟
ما حقيقة وجود صفقة تركية مع روسيا حول عفرين مقابل إدلب؟
ضابط إسرائيلي: بقاء الأسد رئيسا لسوريا مصلحة إسرائيلية