بعد أيام من انطلاق العملية العسكرية التي بدأتها تركيا بمساندة فصائل سورية معارضة على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، تعددت فيه التساؤلات والآراء عن مصير المدن والبلدات التي سيطرت عليها "قسد" أواخر العام 2015 بدعم الطيران الروسي، إضافة لمحاور الهجوم الأربعة التي ما زال ثلاثة منها مجهولين حتى اللحظة.
وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية "YPG"، التي تعتبرها أنقرة "منظمة إرهابية"، وذراعا لحزب العمال الكردستاني في سوريا، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
وعلى الجانب الآخر، يشكل التواجد العسكري الروسي في مدينة "تل رفعت" التي تعد عقدة الخلاف الأبرز بين فصائل المعارضة في الشمال "درع الفرات" وبين قوات "قسد"، مصدر قلق دائم لدى سكانها الذين ينتظرون منذ عامين عودتهم إلى مدينتهم التي باتت تعج بالجنود الروس، وعلى مداخلها العديد من الحواجز التابعة للشرطة العسكرية الروسية.
القائد العسكري في "فرقة السلطان" مراد محمود الحاج قال في حديث لـ"عربي21": "إن العملية العسكرية على عفرين خُطط لها منذ زمن إلا أن الظروف السياسية والتفاهمات الدولية حالت دون ذلك، وقد بدأت العملية بالفعل من محور واحد في حين أن الخريطة العسكرية التي تم اعتمادها مؤخراً تنص على الهجوم من أربعة محاور، حيث هاجمت فصائل الجيش الحر برفقة الجيش التركي من داخل الأراضي التركية باتجاه شمال عفرين".
اقرأ أيضا: أردوغان: عملية عفرين ستتواصل تمهيدا لإعادة اللاجئين
وبين أنه تبقى ثلاثة محاور أخرى هي محور الأراضي التركية من جهة ريف هاتاي، الذي تدور المعارك فيه الآن، ومحور اعزاز الذي شهد أمس هجوما واحدا على "جبل برصايا" الفاصل بين اعزاز وعفرين، حيث تمكنت فصائل غرفة "غصن الزيتون" من السيطرة على معسكر التدريب التابع لقسد فيه، أما المحور الثالث فمن المتوقع أن يكون من نقاط تمركز الجيش التركي في كل من "جبل الشيخ بركات وقلعة سمعان ودارة عزة" بريف حلب الغربي باتجاه جنوب عفرين.
وأضاف أن "المحور الرابع يبقى موضع جدل في ظل جميع التوقعات التي تشير إلى أنه سيكون على مدينة تل رفعت والقرى المحيطة بها، وهنا يبقى أن يتضح موقف الروس من ذلك لكونهم المسيطر الفعلي على المدينة ومطار منغ العسكري المجاور لها إلا أنه ووفقاً لمراقبين، فإنه من المفترض أن تسيطر قوات المعارضة بدعم الجيش التركي على المدينة، فتصريحات الضباط الأتراك والرئيس التركي رجب أردوغان كشفت عن أن العملية ستستهدف كلا من منبج وعفرين بعمق 30 كيلومتر وفي هذه الحال ستشمل العملية تل رفعت أيضا".
بدوره الناشط الإعلامي معن عبد الرحمن، اعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن مصير "تل رفعت" لا يمكن التنبؤ به في الوقت الراهن، مضيفا أن تركيا ستنتهي من السيطرة على عفرين قبل أن يتم الحديث عن أية منطقة أخرى سواء بريف حلب الشمالي أو الشرقي.
تقدم للجيش التركي و"الحر" بمعركة "غصن الزيتون" (شاهد)
المعارضة السورية تعلن دعم تركيا بعفرين.. والنظام يهدد
تركيا تقر خطوات "فورية" في عفرين وتعزيزات إلى الحدود