ضربت تفجيرات ضخمة مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، أسفرت عن مقتل 35 شخصا وجرح أكثر من 50 .
وانفجرت سيارتان مفخختان أمام مسجد بيعة الرضوان، بالقرب من مقر مصلحة الجوازات والجنسية بمنطقة السلماني وسط مدينة بنغازي، وحتى الآن لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير.
جريمة حرب
ولاقت هذه التفجيرات الضخمة، ردود فعل غاضبة محليا ودوليا، فقد دان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الحادث، مؤكدا أنه "سيسخر كل إمكاناته للمساهمة في الكشف عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة"، حسب بيان له.
في حين، دعت السفارة الإيطالية في ليييا "كافة الليبيين إلى توحيد القوى لمكافحة "الإرهاب" الذي يزرع الموت والخراب".
من جهتها، اعتبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنّ "التفجيرات المروعة في بنغازي تدخل في إطار الاعتداءات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين والتي هي محرمة بموجب القانون الإنساني الدولي، وتعد بمثابة جرائم حرب".
ما الدلالة؟
وطرحت التفجيرات النوعية عدة استفسارات وسيناريوهات لما ستبدو عليه المدينة مستقبلا، وأكدت "زيف" ما زعمه اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر من تحرير المدينة من "الإرهاب" وأنها أصبحت مدينة آمنة ومؤمنة بالكامل، وهو ما عرضه للانتقادات بعد هذه التفجيرات التي راح ضحيتها بعض القيادات الأمنية.
اقرأ أيضا: ردود فعل محلية ودولية مستنكرة لتفجيرات بنغازي الليبية
ومن التساؤلات جراء الحادث: ما الدلالة الوقتية لارتكاب مثل هذه التفجيرات الكبيرة؟ ومن يقف وراءها؟ وهل ستسبب حرجا دوليا ومحليا لحفتر كونها إحدى مناطق نفوذه؟ وكيف سيؤثر ذلك على عملية الاقتراع وتسجيل الأسماء للناخبين القائمة الآن؟
تفجير "خوارج"
وقال الكاتب والأكاديمي من بنغازي، جبريل العبيدي، إنه "بالنظر إلى المكان والزمان والهدف والمستهدف فإن بصمة التنظيمات الإرهابية واضحة، تفجير مزدوج الثاني فيه يضرب المسعفين لإحداث أكبر ضرر.. يؤكد أن الخوارج يقفون وراءه خاصة أنهم قاموا بمثله من قبل في مدينة القبة شرق ليبيا".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الرسالة واضحة، فبعد خسارة التنظيمات الإرهابية للمعركة في بنغازي، لجأت إلى إيقاظ الذئاب النائمة وإحداث أكبر ضرر بتفجير جبان يمكن أن يحدث في أي مكان في ليبيا، وبالتالي فليسارع الجميع في لملمة شتات الوطن وإلا لن يكون هناك أحد آمنا حتى في بيته".
كذب "حفتر"
ورأى الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل، أن "التفجير الإرهابي الذي وقع في بنغازي له عدة دلالات، منها: أنه جاء متزامنا مع بداية الحملات الانتخابية وأنه مؤشر أن البلاد غير آمنة ولا يمكن إجراء انتخابات فيها".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21"، أن "أهم ما يؤكده الحدث هو ضعف وكذب جيش "الكرامة" وقائده حفتر والأمن المزعوم هناك، وبالتأكيد سيؤثر هذا التفجير على شعبية حفتر ويقلل من رصيده في الانتخابات المقبلة"، وفق تقديره.
خلط أوراق
وقال عضو المؤتمر الليبي السابق، محمد دومة، إنه "واضح جدا أن هناك رسالة مفادها أن الإرهاب ما زال موجودا في بنغازي ويستطيع الضرب في أي وقت، وأن سيطرة الجيش على بنغازي لن تمنعه من شن هجمات كهذه".
وأضاف لـ"عربي21": "هناك أيضا محاولة لخلط الأوراق قبل الوصول إلى اتفاق بشأن حكومة جديده وقبل الذهاب لانتخابات عامة، ولا أظن أن هذا العمل الإرهابي يؤثر على تسجيل التاخبين"، وفق رأيه.
"المؤقتة".. خلايا نائمة
وقال الناشط والمدون من بنغازي، فرج فركاش، إن "التفجيرات دليل قوي على مدى عجز ما تسمى الحكومة المؤقتة (غير معترف بها دوليا)، والتي تعد الخلية النائمة الوحيدة في بنغازي، وكذلك يوضح مدى عجز الأجهزة الأمنية هناك كونها في حالة تخبط لعدم وجود دعم لها".
اقرأ أيضا: 34 قتيلا وعشرات الجرحى آخر حصيلة تفجير بنغازي (شاهد)
وتساءل: "ماهي صلاحيات الحاكم العسكري وما علاقته الوظيفية بالحكومة المؤقتة وبالأجهزة الأمنية؟، ولماذا تتكرر مثل هذه الأعمال رغم وجود كل هذ الأجهزة وإعلان التحرير والقضاء على الخلايا النائمة هناك؟ الحل في تحقيقات حقيقية تكشف الجناة الحقيقيين".
تصفية حسابات
وأوضح الكاتب والناشط الليبي، مختار كعبار، أن "التفجيرات تأتي ضمن عملية تصفية حسابات بين حلفاء حفتر، كون الأخير وعصاباته المسلحة يسيطرون على بنغازي، وهناك خلافات بدأت تظهر انتقادا لحفتر وأبنائه وقبيلته التي بدأ يوكل لها مهام على حساب القبائل الأخرى المتحالفة معه".
وتابع: "ولا أعتقد أن حفتر تهمه سمعة عصاباته التي يسميها جيشا، وهي ارتكبت جرائم فظيعة منها القتل والإعدامات الميدانية المصورة وحرق الجثث ونبش القبور، أما الانتخابات في شرق ليبيا فهي ستسير حسب رغبات حفتر"، كما قال لـ"عربي21".
34 قتيلا وعشرات الجرحى آخر حصيلة تفجير بنغازي (شاهد)
جيفري فيلتمان: الأمم المتحدة تؤيد إجراء انتخابات في ليبيا
الأمم المتحدة: عملية سياسية تفضي إلى انتخابات هي الحل بليبيا