حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أن قرار واشنطن بخفض دعمها المالي للوكالة يمكن أن يؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ويعرّض حياة ملايين اللاجئين لمخاطر جمة.
جاء ذلك على لسان، بيير كرينبول، المفوض العام للوكالة المذكورة، في تصريحات أدلى بها للصحفيين في نيويورك، مساء الاثنين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة (فيديو-كونفرانس).
ونفى المسؤول الأممي، قيام الموظفين الدوليين العاملين في "أونروا" بتقديم استقالتهم علي خلفية القرار الأمريكي تخفيض المساهمة المالية للوكالة الأممية.
والأسبوع الماضي، أبلغت الإدارة الأمريكية "أونروا" رسميًا حجب 65 مليون دولار من ميزانيتها المخصصة للعام الحالي، في حين ستبقي على مساعدة بقيمة 60 مليونًا، مشيرة إلى أن المبلغ المعلق سينظر فيه مستقبلا.
وقال كرينبول: "يشعر الموظفون في أونروا بقلق شديد إزاء تخفيض الدعم الأمريكي.. نحن لدينا 37 ألف موظف؛ 98% منهم هم فلسطينيون والنسبة الباقية (2%) هم موظفون دوليون، منهم 25 أمريكيًا".
وأضاف: "نعتبر كل العاملين في أونروا موظفين أمميين، وهم سيواصلون العمل رغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن القرار الأمريكي، وتداعياته على الاستقرار في المنطقة، وأيضًا علي حياة اللاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية".
وأوضح أن "الوكالة تقدم خدماتها في التعليم الأساسي لحوالي 525 ألفا من الطلبة الفلسطينيين في أكثر من 700 مدرسة تابعة لها؛ فضلًا عن توفير مساعدات غذائية ونقدية طارئة لما يقرب من 1.7 مليون لاجئ".
اقرأ أيضا: تعميم للسفراء الإسرائيليين حول العالم: عهد أونروا انتهى للأبد
ونوّه إلى أنها توفر "الرعاية الصحية الأولية لثلاثة ملايين آخرين بما في ذلك الرعاية السابقة للولادة، وضمان الكرامة والأمن البشري لحوالي 5.3 مليون لاجئ، وهم جميعهم معرّضون للخطر الآن نتيجة للتمويل المحدود".
واستدرك بالقول: "العام الماضي تلقت أونروا 363 مليون دولار من واشنطن... لكن دعوني أؤكد هنا، أنه حتى إن لم توجد أونروا أصلا فإن الفلسطينيين لن يستسلموا أبدا ولن يتخلوا عن كرامتهم أو عن عدالة قضيتهم".
وتحدث المفوض العام لــ"أونروا" عن الحملة العالمية التي أطلقها، أمس أول الأحد، من قطاع غزة تحت عنوان "الكرامة لا تقدر بثمن".
وأشار إلى أن "أكبر مدارس الوكالة ومراكزها الطبية ستبقى مفتوحة رغم التحديات الهائلة لأن أونروا، تتمتع بالحماية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي ليست للبيع".
ولفت إلى أن حملة "أونروا" (الكرامة لا تقدر بثمن)، تستهدف جمع 500 مليون دولار لضمان مواصلة تقديم خدماتها الحيوية للاجئي فلسطين".
اقرأ أيضا: تمويل "الأونروا".. موضوع مباحثات بين الأمم المتحدة والأردن
وتقدم "أونروا" خدماتها لنحو 5.9 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسوريا.
وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 مليون لاجئ، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، بينهم حوالي 5.3 مليون لاجئ مسجلين لدى الوكالة الأممية.
وجاء القرار الأمريكي في ظل حالة غضب فلسطيني من سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب، لاسيما منذ إعلانه، في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال المدينة الفلسطينية منذ عام 1967.
اعتقال ناشط دعا "ترامب" لمؤازرة محتجين جنوب المغرب (شاهد)
الاحتلال يستعد للبدء بمئات الوحدات الاستيطانية بالضفة
قاض أمريكي يعرقل إنهاء ترامب برنامج "داكا" للمهاجرين