أثارت العملية العسكرية التركية في عفرين السورية، تكهنات حول طبيعة الرد للفصائل الكردية المسلحة التي تستهدفها القوات التركية وحلفاؤها في المعارضة السورية.
ويأتي ذلك في ظل العداوة المعروفة بين تركيا والمجموعات الموالية لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا منذ عقود ضد الدولة التركية التي تصنفه "إرهابيا".
تهديد الجنوب التركي
ولم يتأخر الرد الكردي على العمليات التركية في عفرين، إذ شنت هجمات صاروخية على جنوب تركيا.
فقد تعرضت مدينة الرايحانية التركية للقصف من قوات حماية الشعب الكردية، وقالت مصادر محلية "إن ثلاث قذائف سقطت على المدينة".
مظاهرات بالميادين التركية
وعن طبيعة الرد الكردي أيضا في الداخل التركي، تجدر الإشارة إلى تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد، التي أشار فيها إلى دعوات لأحزاب كردية بالخروج إلى الميادين.
وبحسب أردوغان، فإن هناك نداءات إلى الشعب الكردي تحثهم على الخروج في الميادين داخل تركيا، لتهديد الأمن القومي التركي، وفق قوله.
وخرجت مظاهرات محدودة لمجموعات كردية موالية للتنظيمات التي تصنفها تركيا على أنها "إرهابية"، وذلك في عدد من العواصم الأوربية، نددت بالعملية العسكرية التركية في عفرين.
أعمال شغب
وكانت جماعات موالية لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا" قامت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 بأعمال شغب وعنف واسعة في المدن التركية على رأسها إسطنبول، حيث أوقفوا خطوط المواصلات والمترو وأحرقوا عدد من المحال التجارية.
وكان سبب ذلك حينها موقف أنقرة من تدخل الأكراد عسكريا ضد قوات تنظيم الدولة في مدينة عين العرب كوباني.
من جهته، لفت السياسي الكردي ورئيس المكتب الإعلامي لرابطة المستقلين الكرد، آزاد عثمان، إلى إن عملية غصن الزيتون التي أطلقتها تركيا أتت بعد ترتيب الوضع الأمني الداخلي بما يخص مناطق التي يمكن أن تكون قاعدة لانطلاق احتجاجات يقوم بها الكرد المتضامنين مع أكراد سوريا أو التي من الممكن أن تتضامن مع المعتقل صلاح الدين ديمرداش أو غيره.
وأضاف آزاد في تصريحاته لـ"عربي21" أنه "من البديهي أن تسعى قوات YPK بالقصف البعيد المدى إلى داخل الأراضي التركية لتخفيف الضغط على جبهات داخل عفرين".
ولم يستبعد أن يسعى حزب العمال الكردستاني إلى مغامرة انتقامية في بعض النقاط، ولكنه ذهب إلى أنها لن تكون ذات أهمية تؤثر على القرار السياسي للحكومة التركية.
وقال: "لكن من المستبعد تماما أن تتحول إلى احتجاجات شعبية فاعلة في الشارع التركي".
وأكد أزاد اعتقاده أن الحكومة التركية رتبت الظروف على كل المستويات للبدء بهذه العملية.
بدوره، لم يستبعد المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، اندلاع أعمال عنف وشغب وتظاهرات كردية في الداخل التركي.
وأكد أوزجان لـ"عربي21" أن السلطات التركية لديها مخاوف وهواجس من اندلاع أعمال شغب".
أما المؤرخ التركي من أصل كردي، مفيد يوكسيل، توقع أن تندلع مظاهرات ويتصاعد الأمر إلى أعمال عنف، لكنه أوضح أن هناك حالة غضب مبررة عند الأكراد.
وقال يوكسيل لـ"عربي21" إن "الشعب الكردي في تركيا في غالبيته الساحقة لا يؤيد حزب العمال الكردستاني ولا يقف خلفه، لكنه غاضب جدا من طريقة إدارة حزب العدالة والتنمية للأزمة".
وأوضح أن سبب ذلك أن "الحكومة بدأت العملية بعد اتفاق تحالف سياسي مع حزب الحركة القومية، وهو ما ساهم في ترويج دعاية أن العملية العسكرية في عفرين تستهدف الأكراد كعرق"، وفق قوله.
وأضاف يوكسل أن "التحالف مع حزب الحركة القومية من جانب الحزب الحاكم خطأ كبير، ويضر عملية السلم الاجتماعي، وينعكس في أذهان الناس أنه حلف ضد الأكراد".
ضوء أخضر أمريكي
ولم يستبعد يوكسل أن "يلجأ العمال الكردستاني إلى تنفيذ عمليات انتقامية ضد تركيا بعد الضوء الأخضر من أمريكا، وهذا مرتبط برغبة أمريكا في زعزعة استقرار تركيا عبر حليفها المدلل في تركيا حزب العمال الكردستاني"، على حد قوله.
يشار إلى أن أردوغان قال الأحد، إنّ بلاده "ستعمل على إنهاء عملية غصن الزيتون التي بدأت أمس السبت ضد الارهابيين في مدينة عفرين السورية، في أقرب وقت".
إيران تدعو لوقف العمليات العسكرية بـ"عفرين".. وتركيا ترد
الجنوب التركي يتعرض لهجمات صاروخية من الحدود السورية
أردوغان يتوقع إنهاء المعركة في عفرين "خلال وقت قريب"