نشرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى الهدف الكامن وراء القرار الأمريكي، القاضي بتقليص المعونات الموجهة للاجئين الفلسطينيين.
وعزا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قراره إلى عدم اعتراف الفلسطينيين بفضل بلاده عليهم. من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات هذا القرار المثير للجدل.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الفلسطينيين يشعرون بالقلق إزاء مستقبلهم، منذ أن وجهت الولايات المتحدة الأمريكية تهديدا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بتقليص المساعدات المالية الموجهة لها. وحول هذا الشأن، صرحت مواطنة فلسطينية، تدعى ناريمان قائلة: "لن نتمكن من الذهاب إلى الطبيب في حال لم نتلق مساعدات من قبل الأونروا".
وأكدت الصحيفة أن حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني اعتادوا على تلقي المساعدات من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وتعد هذه الوكالة ثالث مؤجر في الأراضي المحتلة بعد السلطة الفلسطينية وشركة الاتصالات الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وكالة الأونروا تعتمد على التبرعات المقدمة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. أما ميزانيتها السنوية، فتتأتى من المساعدات المالية الأمريكية المقدرة بحوالي 300 مليون دولار. مؤخرا، أعلن الرئيس الأمريكي عن رغبته في التقليص من المعونات الموجهة لهذه المنظمة الإنسانية. ووفقا لما ورد على لسان ترامب، يبدو أن "الفلسطينيين لا يعترفون بالجميل الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لهم، فضلا عن أن السلطات الفلسطينية ترفض الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين".
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن كانت جدية حول تهديداتها بخفض المعونات الموجهة للاجئين الفلسطينيين. ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، قررت الحكومة الأمريكية تحويل القسط الأول من المساعدات المالية المقدر بحوالي 60 مليون دولار إلى حساب وكالة الأونروا، في حين لن يتم إرسال باقي الأموال، علما أن هذا القرار لا يهدف إلى معاقبة أي طرف، وإنما يرمي إلى دفع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين إلى إجراء إصلاحات، وذلك وفقا للوزارة المذكورة أعلاه.
وأضافت الصحيفة أن القرار الأمريكي القاضي بتقليص المعونات الموجهة للاجئين الفلسطينين، أثار احتقان كل من السلطات الفلسطينية ووكالة الأونروا على حد سواء. وفي هذا السياق، أفادت السياسية الفلسطينية، حنان عشراوي، أن "الحكومة الأمريكية تستهدف الجزء الأضعف من شعبنا وتحرمه من التمتع بحقوقه على غرار الصحة والتعليم والحماية، فضلا عن الحياة الكريمة".
وتابعت الصحيفة أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، دعت إلى تنظيم حملة تبرعات. وفي هذا الصدد، أفاد المفوض العام للأونروا، بير كيرنبول قائلا: "نطلق حملة جمع تبرعات عالمية حتى تبقى أبواب مدارسنا ومستشفياتنا مفتوحة أمام الفلسطينيين طيلة سنة 2018 والسنوات القادمة".
وأفادت الصحيفة أن إسرائيل حذرت بدورها من مغبة القرار الأمريكي، حيث نبهت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وثيقة داخلية من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، في حال قلصت الإدارة الأمريكية من المساعدات المالية الموجهة لوكالة الأونروا.
وقالت الصحيفة إن أهالي قطاع غزة اعتادوا على تلقي الدعم من قبل منظمة الأمم المتحدة. ومنذ زمن طويل، تعمل وكالة الأونروا على تقديم خدمات إنسانية لأهالي القطاع، حيث توفر هذه الوكالة عيادات طبية للمرضى وتوزع مساعدات غذائية على المحتاجين. بالإضافة إلى ذلك، تشرف الأونروا على 275 مدرسة.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان مدير مركز بيغن السادات للأبحاث الاستراتيجية بجامعة بار إيلان ، أفرايم كارش، الذي قال: "قد يبدو ترامب رجلا غريبا، لكن لا يمكن اعتبار أن جل أفعاله سيئة". وفي سياق متصل، تابع أفرايم قائلا إنه "في حقيقة الأمر، يعتبر اللاجئون الفلسطينيون محظوظين مقارنة ببقية اللاجئين؛ نظرا لأنهم يحظون بدعم منظمة تسهر على رعايتهم".
وأوردت الصحيفة أن وضعية اللاجئين ستزداد تعقيدا نتيجة عرقلة عمل الأونروا. وفي هذا الصدد، صرح المفوض العام لوكالة الأونروا كيرنبول أن "وكالة الأونروا تأسست منذ 70 سنة نتيجة عزوف المجتمع الدولي عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين".
وفي السياق ذاته، أردف مدير مركز بينغ السادات للدراسات الاستراتيجية كارش، أن "الأونروا لا تسعى إلى حل أزمة اللاجئين، بل ترغب في إثبات وجودها لا غير. في الأثناء، تسعى السلطة الفلسطينية ومختلف الحكومات العربية إلى استعمال اللاجئين كورقة ضغط لتسهيل عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية".
وأشارت الصحيفة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين تعودوا على العيش في مخيمات اللاجئين بعد أن تحسنت ظروف عيشهم وتحولت مخيماتهم إلى قرى سكنية. في هذا الشأن، أورد كيرنبول أن "اللاجئين يشعرون بالراحة في قراهم السكنية، لكن السلطة الفلسطينية لا ترغب في تحمل مسؤوليتها تجاههم؛ نظرا لأن قضية اللاجئين تعتبر إحدى المحاور الأساسية للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".
في الختام، قال كيرنبول إن "اللاجئين يحتاجون إلى المزيد من الدعم طالما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائم. خلافا لذلك، سيتجه اللاجئون للفرار إلى أوروبا في حال أصيبوا بالإحباط".
"الضوء الأخضر" لبناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة
نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس
أردوغان يجدد مهاجمة واشنطن ويصف إسرائيل بـ"دولة الإرهاب"