كشفت المعارك الجارية في إدلب وحرستا، عن أساليب جديدة يستخدمها نظام الأسد، في معاركه ضد فصائل المعارضة عبر الزج بالمجندين قسرا في صفوف قواته على الخطوط الأمامية لجبهات القتال.
وأظهرت المقاطع المصورة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لأسرى النظام لدى المعارضة خلال المعارك الأخيرة، أن غالبية الأسرى هم من الجنود غير المحترفين، ولم يتلقوا تدريبا عسكريا، وخصوصا أولئك الذين تم أسرهم خلال الساعات الأولى من المعارك.
وأرجع المحلل السياسي حسن النيفي استخدام نظام الأسد للمجندين قسرا في معارك ريفي حماة وإدلب إلى سببين رئيسين، الأول أن النظام لم يعد يمتلك أعدادا كبيرة من الجنود في جيشه، وأضاف لـ"عربي21" أن أعداد جنود النظام بات محدود جدا، وبالتالي فإن نظام الأسد لولا المؤازرات التي تلقاها من المليشيات الإيرانية والعراقية؛ لما استطاع السيطرة على مساحات واسعة من الأرض السورية.
وأشار النيفي إلى أن السبب الآخر هو أن نظام الأسد يريد الزج بهؤلاء المجندين قسرا خاصة في معارك إدلب العنيفة التي تشهد كرّا وفرّا، ويعتبرها محرقة يزج بها السوريين الذين أجبرهم على القتال.
اقرأ أيضا: حركة نزوح كبيرة إلى شمال إدلب جراء هجمات النظام و"داعش"
وأكد أن نظام الأسد دائما يزج بالجنود الذين أجبرهم على القتال في صفوفه، لأنه لا يريد الزج بالكوادر المحسوبة عليه أو الضباط أو الكفاءات المهنية، التي ربما يوفرها لمعارك أخرى.
من جهته، اعتبر الناشط السوري في مجال حقوق الإنسان، فيصل الأعور، أن قيام نظام الأسد بالزج بالمجندين قسرا في الخطوط الأمامية في معاركه ضد المعارضة يدلل على امتناع الشعب السوري عن إرسال أبنائهم للخدمة الإلزامية، إضافة إلى هجرة الشباب، بينما يعيش القسم الآخر متخفيا في قريته بعيدا عن الحواجز الأمنية.
ولفت في حديث لـ"عربي21" إلى أن نظام الأسد منذ امتناع الشعب السوري عن إرسال أبنائه إلى الخدمة، لجأ إلى أساليب قسرية وغير قانونية لجر أبناء الشعب إلى حرب يقتلون فيها، عبر الاعتقالات في الشوارع والمطاعم والحفلات الرياضية والأسواق، وسحب الشباب إلى دورات قصيرة لا جدوى منها، ثم الزج بهم في المعارك ضد ثوار متمرسين، واصفا الأمر بأنه جريمة بحق الشباب الذين يتعرضون للموت دون استعداد وتأهيل مناسبين.
أما المعارض السياسي السوري درويش خليفة فقد قال لـ"عربي21"، إن نظام الأسد "اعتمد على تقديم كل ما يستطيع التنازل عنه في سبيل بقائه في السلطة، حيث جاء بالمحتل الإيراني والروسي والمليشيات الطائفية لتقتل وتفتك بالشعب السوري، وأهداهم سوريا على طبق من فضة، بينما ما زال يستخدم جميع الأوراق التي تمكنه من البقاء على كرسي الحكم، والتحكم في رقاب السوريين المطالبين بحقوقهم في الحرية والعدالة".
واعتبر أن آخر جرائم نظام الأسد كانت الزج بالمجندين قسرا في معاركه مع الثوار في إدلب والغوطة الشرقية بعد اعتقالهم من على الحواجز المنتشرة في جميع أرجاء المناطق المسيطر عليها.
اقرأ أيضا: مقاتلون من 5 دول عربية يساندون نظام الأسد بمعارك حرستا
وقال: "إن النظام من خلال أساليبه الخبيثة المعهودة يضعهم في الخطوط الأمامية ليكونوا هدفا سهلا للثوار، ومن ثم يستعين بحلفائه الطائفيين برا والروس للمساندة الجوية للفتك بالشعب السوري الأعزل".
وتابع خليفة بأن التجنيد القسري في هذه الحرب التي لا أفق لها، جريمة يجب فضحها على مرأى العالم.
هل تملك تركيا الكثير من أوراق القوة لكبح تقدم النظام بإدلب؟
ماذا وراء اتهام روسيا "أحرار الشام" باستهداف "حميميم"؟
إلى أي مدى يذهب النظام السوري في هجومه على إدلب؟