لا زالت إيران تشدد على التزامها ببنود اتفاق البرنامج النووي، في حال التزام الولايات المتحدة به، بالرغم من اتهامها لواشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية، بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة الإيرانية.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي قد قال في منشور على موقعه الرسمي على الإنترنت: "أعداء إيران استخدموا، في الأيام الأخيرة، أدوات مختلفة بما فيها الأموال والأسلحة والسياسة والاستخبارات لخلق مشاكل في الجمهورية الإسلامية".
"مايكل".. هويات مختلفة
في خضم هذا الصراع الثنائي كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن المسؤول عن الملف الإيراني في الاستخبارات الأمريكية.
وقالت الشبكة إن "مايكل داندريا" البالغ من العمر 61 عاما، هو الذي تم تكليفه بالملف الإيراني في حزيران/ يونيو الماضي".
ويصنف داندريا من أبرز رجال الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" وقد عمل لفترة طويلة على ملفي الجماعات الجهادية وإيران، ويشتهر في دوائر الاستخبارات باسم "الملاك الأسود" أو "أمير الظلام" أو "آية الله مايك"؛ لقيادته حربا سرية لسنوات طويلة ضد أسامة بن لادن، وتمكن في النهاية من الوصول إلى زعيم القاعدة السابق وقتله في أيار/ مايو عام 2011 على يد قوات أمريكية خاصة في مخبئه في باكستان.
وكشفت "نيويورك تايمز" الأمريكية اسم داندريا عام 2015 بعد مقتل رهينتين غربيتين في قصف، قامت به طائرة دون طيار لأحد المنازل، وكانت "سي آي إيه" تجهل وجود الرهينتين (أمريكي وإيطالي) في المنزل الذي تعرض للقصف.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد وصفت داندريا عقب هذا التعيين بالمتشدد، وقالت إن تكليفه بهذه المهمة يعكس توجه إدارة ترامب المتشددة نحو إيران.
وقد حقق داندريا الذي اعتنق الإسلام نجاحات في عمليات سرية كرئيس لمركز مكافحة الإرهاب، خلال الفترة بين عامي 2006 و2015.
وأشارت تقارير أن مايكل داندريا شارك مع الموساد الإسرائيلي في عملية اغتيال عماد مغنية، القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني في دمشق في شباط/ فبراير عام 2008.
وذكرت التقارير أن العبوة الناسفة التي تم وضعها في السيارة التي انفجرت وقتلت مغنية، صممتها المخابرات المركزية الأمريكية بينما قام الموساد ببقية المهمة.
اقرأ أيضا: هل تبقي واشنطن على الاتفاق النووي مع إيران رغما عن ترامب؟
كما أدار داندريا أيضا برنامج اغتيالات خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهو البرنامج الذي أتاح قتل آلاف الجهاديين في هجمات بطائرات دون طيار ضد القاعدة في باكستان واليمن والصومال.
كما نجحت هذه الطائرات في قتل عدد من القادة البارزين للجماعات المتطرفة في هذه الدول.
وأدت هذه الهجمات أيضا إلى مقتل العديد من المدنيين، مما أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا خلال حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران، وعندما شارك مؤخرا في قمة أمريكية إسلامية في الرياض، وجه اتهامات لإيران بالتورط في الإرهاب.
كما هدد ترامب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بالانسحاب من الاتفاق "حال فشل الكونغرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه"، متوعدا بفرض "عقوبات قاسية" على طهران.
فيما أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، فيديريكا موغيريني، أن إيران ملتزمة ببنود اتفاقية البرنامج النووي، الذي أبرمته طهران مع الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا في تموز/ يوليو 2015.
ووافقت طهران بموجب الاتفاق على تقييد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج.
ويتهم الغرب وإسرائيل، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول الأخيرة إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، مثل إنتاج الطاقة الكهربائية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي رفض ترامب الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق، وقال إنه سيحيل الأمر إلى الكونغرس.
سفير إيراني: سنستأنف نشاطنا النووي في حال الإخلال بالاتفاق
خامنئي: ترامب غير متزن وبريطانيا وأمريكا وراء الاحتجاجات
طهران تلوح بإعادة النظر في التعاون مع وكالة الطاقة الذرية