أعلنت حركة نداء تونس، قرارها بالقطع رسميا مع مرحلة التوافق التي طبعت علاقاتها بشريكها في الحكم النهضة، وإعلانها كمنافس رئيسي خلال الانتخابات البلدية القادمة في أيار/ مايو 2018، في إجراء وصفه الكثيرون بأنه محاولة من نداء تونس لاستعادة أنصارها العلمانيين، مع اقتراب موعد أول انتخابات بلدية بعد الثورة، في إطار ما أسماه الحزب " الدفاع عن مشروعه الوطني العصري المدني في منافسة رئيسية للمشروع الذي تمثله حركة النهضة".
وأكدت الحركة في بيان رسمي، خاطبت خلاله
أنصارها وقواعدها، بأنها ستتقدم للانتخابات البلدية بقوائمها الحزبية المفتوحة على
الكفاءات، دفاعا عن ما أسمته مشروعها العصري والمدني، في مواجهة المشروع الذي تمثلة
حركة النهضة، في إشارة إلى مرجعيتها الدينية.
وقدمت الحركة نفسها باعتبارها "الضامن الوحيد لبقاء المشروع
الوطني العصري الذي بنته دولة الاستقلال على مدى أكثر من ستين سنة"، بحسب ذات
البيان.
وفي هذا الإطار، أكد الناطق الرسمي باسم نداء تونس
المنجي الحرباوي، في تصريح لـ"عربي21"، أن بيان الحزب الجديد هو إعلان
رسمي لإنهاء مرحلة التوافق مع حركة
النهضة.
وتابع: "تلك الشراكة التي قبل بها نداء
تونس ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، اقتضتها هشاشة الوضع السياسي في فترة ما، وكانت تتطلب التفاف كافة الفرقاء
السياسيين حول مصلحة الوطن".
وشدد أن نداء تونس يسعى حاليا لإعادة الثقة
في ناخبيه الذين خسرهم، بعد تقديمه تنازلات كبيرة بقبوله الدخول في شراكة سياسية مع خصمه السياسي
التي اقتضتها تلك المرحلة، مؤكدا أن التوافق مع النهضة أضر بنداء تونس وبصورته
أمام قواعده.
وأعرب الحرباوي في السياق ذاته عن سعي نداء
تونس استعادة بريقه السياسي في إطار ما أسماه "مرحلة بناء ديمقراطي، وتنافس
بين قطبين؛ قطب عصري متطور ونمط مجتمع معين نمثله نحن، والقطب الإسلامي الذي تمثله حركة
النهضة".
النهضة ترد
من جانبه، اعتبر الناطق الرسمي باسم حركة
النهضة عماد الخميري، في حديثه لـ "عربي21"، أن جوهر الديمقراطية كما
يراها حزبه، تقوم على مبدأ التنافس، مضيفا: "كنا سباقين قبل حزب نداء تونس في
إعلان دخولنا ضمن قائمة حزبية خاصة بنا ومنفتحة على المستقلين منذ تحديد الهيئة
العليا للانتخابات، أول موعد للانتخابات البلدية في 17كانون الأول/ ديسمبر 2017، والذي تم تغييره بعد ذلك".
واستنكر في ذات السياق إعادة نداء تونس
لإستراتيجيته الانتخابية في 2014، القائمة على إحياء مبدأ الصراع العقائدي
والإيدولوجي وشيطنة الخصوم السياسيين.
وواصل الخميري بالقول: "التونسيون أقروا
دستورهم الذي يعتبر الخيمة التي تظلل الجميع، وأنهوا معركتهم العقائدية والأيديولوجية".
وتابع: "إذا كان مشروع نداء تونس لخوض
الانتخابات البلدية قائم على العصرية، فحركة النهضة في قلب العصرية، والحداثة ليست
حكرا على أحد، وقد ناضلنا طويلا في سبيل دولة ديمقراطية مدنية في تونس مابعد
الثورة".
واعتبر أن مبدأ التوافق بين الحزبين أملته
نتائج انتخابات 2014 الرئاسية، وانبنى على أساس المصلحة العليا للوطن.
السيسي يعد المصريين بمياه المجاري.. ماذا عن نهر النيل؟
هل دخلت العلاقات السودانية المصرية منطقة الخطر؟
تونسيون يطالبون الإمارات باعتذار رسمي بعد أزمة الرحلات الجوية