أثار فرار اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل
علي عبدالله صالح، من قبضة جماعة الحوثيين في صنعاء باتجاه محافظة مأرب، التي
تسيطر عليها الحكومة الشرعية قبل ثلاثة أيام، تساؤلات عدة حول وزن الرجل عسكريا.
وعقب وصول اللواء الأحمر، الثلاثاء، إلى مأرب (شمال شرق)، انتقل في
اليوم التالي (الأربعاء) إلى العاصمة السعودية. وفقا لما ذكرته مصادر عسكرية
لـ"عربي21".
حساسية
وحول طريقة فراره من صنعاء، أبدت المصادر خشيتها من حساسية نشر
تفاصيل هروبه، والطريق التي سلكها إلى مدينة مأرب.
ويكمن ذلك، وفقا للمصادر التي تحدثت لـ"عربي21"، في أن
شقيق صالح تنقل بين أكثر من منطقة لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل أن يصل إلى
مأرب، في الوقت الذي ترتبط عملية تهريبه بشخصيات قد يعرّض الإفصاح عن تفاصيلها
حياتها للخطر.
وزنه
العسكري
وحول
الوزن العسكري الذي يتمتع به، قالت المصادر إنه لا يشكل أي ثقل عسكري كبير، ولا
يتمتع بأي تأثير أو حضور واسع كما كان يملكه أخيه، وإنما قد يتم توظيف الغل
(الحقد) السياسي تجاه الحوثيين، في حال تم إيكال أي مهام عسكرية.
لكنها استدركت قائلة إنه (اللواء الأحمر) قد ينجح فيها وقد يفشل هنا.
وبحسب المصادر، فإن وصول الرجل إلى مدينة مأرب، ومن ثم الانتقال إلى
الرياض، قد يدفع بعض أبناء قبيلة سنحان التي ينتمي لها، للالتفاف حوله؛ بدافع
الانتقام من الحوثيين من جهة، ودفاعا عن مصالحه من جهة أخرى.
وحول ما إذا سيكون لاعبا موازيا أو رديفا للفريق علي محسن الأحمر، نائب
الرئيس اليمني، في المرحلة المقبلة، علقت المصادر بالقول: لا يمكن أن يحل محل
الفريق الأحمر، ولا أن يكون موازيا له.
ولفتت المصادر إلى أنه في حال تم إسناد أي مهمة عسكرية له ( اللواء
الأحمر)، خاصة في جبهة صنعاء، بناء على ضغط قد تمارسه الإمارات؛ لتقليل تأثير حزب
التجمع اليمني للإصلاح، وإحداث توازن في القوة مستقبلا، فسيكون تحت إمرة الفريق
محسن.
وفي حين ذكرت مصادر أخرى أن عملية هروبه من صنعاء تمت بالتنسيق مع
الفريق علي محسن، فهما ينتميان للقبيلة ذاتها "سنحان"، فضلا عن ذلك، فإن
الفريق الأحمر يشرف على استقبال أي شخص يفر من قبضة الحوثيين في صنعاء، ويولي ذلك
اهتماما كبيرا.
شخصيته
وعلاقته بأخيه
وتغلب
على شخصية اللواء علي صالح الأحمر الهدوء والبعد عن الأضواء، بسبب علاقته بأخيه
صالح، وحالة التهميش التي تعرض لها، فيما تشير معلومات متداولة على نطاق عسكري
محدود إلى أن علاقتهما لم تتسم بالوئام والود، إثر خلافات نشبت بينهما، على خلفية
قيام الثاني بقتل نجل الأول.
وفي حزيران/ يونيو عام 2011، لعب الأحمر دورا في وقف عملية القصف
التي قادها نجل صالح، العقيد خالد، على منزل الفريق الأحمر، وكان حينها قائدا
للفرقة الأولى مدرع، في منطقة حدة (جنوب صنعاء)،بعد حادثة الهجوم الذي استهدف
والده في القصر الرئاسي.
ووفقا لمصادر "عربي21"، فإن الرجل وصل إلى القصر الرئاسي
بعد الهجوم على أخيه، وأمر "خالد" بوقف القصف على منزل علي محسن، وخاطبه
قائلا: يا خباني -في إشارة إلى البلدة التي تتحدر منها والدة نجل صالح في
محافظة إب وسط البلاد- أوقف القصف... فعلي محسن سيقوم بقصف قصر الرئاسة
الواقع وسط صنعاء، من مقر الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها وقتئذ، ردا على
استهداف منزله.
واللواء الأحمر، أخ غير شقيق لصالح، كان أبرز القادة العسكريين الذين
اعتمد عليهم في بداية حكمه، حيث كان يتولى قيادة قوات الحرس الجمهوري حتى عام
1998، قبل أن يعزل من قيادتها، ليتقلدها نجل صالح، العميد أحمد، الذي حولها إلى
جيش، بعدما كانت مهمة الحرس تأمين القصر الرئاسي وتنقلات صالح.
كما شغل الأحمر منصب مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي
ظل فيه حتى سقوط نظام صالح عام 2011.
المالكي: الحوثيون استهدفوا السعودية بـ83 صاروخا
مقتل 11 مدنيا في غارة للتحالف على صعدة شمالي اليمن
كيف أثبت صاروخ الحوثي نحو الرياض فشل ابن سلمان باليمن؟