قالت وزارة الري
السودانية، الثلاثاء، إنها "لم تتلق أي إخطار رسمي يفيد بطلب الحكومة
المصرية من إثيوبيا إبعاد
الخرطوم عن مفاوضات
سد النهضة".
ونقلت وسائل إعلام سودانية، الثلاثاء، تصريحات عن مصادر إثيوبية (لم تسمها)، أفادت بإبلاغ وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين طلب عبد الفتاح السيسي البدء بمفاوضات ثنائية حول سد النهضة، برعاية البنك الدولي، بصفته جهة محايدة، واستبعاد السودان من
المفاوضات، الأسبوع الماضي.
وقال رئيس الجهاز الفني للموارد المائية في وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية، عضو لجنة التفاوض في مشروع سد النهضة، سيف الدين حمد: "لم يصلنا إخطار رسمي بذلك".
وأشار إلى أن "الطلب المصري، وإن صح، فإنه لا يمكن أن يتم من الناحية القانونية التي تحكمها وثيقة إعلان المبادئ التي وقعتها السودان ودولتا مصر وإثيوبيا، والتي تشترط مشاركة الدول الثلاث في مفاوضات السد".
وفي آذار/ مارس 2015، وقعت مصر والسودان وإثيوبيا وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم، وتعني ضمنياً الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد، مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية من نهر النيل للدول.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول حكومي سوداني، الثلاثاء، مفضلا عدم الإفصاح عن هويته كونه غير مخول له الحديث للإعلام، إنه "لا يستبعد تقديم مصر لطلب تجاوز السودان في مفاوضات سد النهضة".
ومضى قائلا: "ينظر الجانب المصري دائماً للمقترحات السودانية بموضع الريبة، رغم أننا نؤكد في كل مرة حرصنا على حقوق الجانب المصري في حصة مياه النيل".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قال وزير الري السوداني، معتز موسى، إن "السودان لم يتآمر على مصر في قضية بناء سد النهضة".
وأضاف موسى، آنذاك: "كان السودان واضحاً في مواقفه، ويستند في حديثه عن القضايا الخلافية المتعلقة ببناء السد، على المستندات القانونية".
ولم يصدر أي تعلق فوري من الجانبين المصري أو الإثيوبي بشأن التقارير الصحفية السودانية.
ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء الماضي، إلى وضع إطار لتجاوز أي اختلافات حول سد النهضة الإثيوبي، فيما قال نظيره الإثيوبي ورقينة جبيوه، إن بلاده كانت شفافة بقدر ما تسطيع في بناء السد.
وعقب مباحثات مغلقة في أديس أبابا، قال شكري: "مصر لم تعلق مفاوضات اللجنة الفنية، وإنما قدرت أنه ليس هناك طائل من استمرار مفاوضات استغرقت 10 أشهر دون نتيجة.. ضرب من الخيال أن يتصور أحد أن يستمر في طرح المواقف ذاتها، ويتوقع نتائج مغايرة".
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت مصر تجميد المفاوضات الفنية مع السودان وإثيوبيا بشأن سد "النهضة"، بعد فشل الاتفاق بشأن اعتماد تقرير لمكتب استشاري فرنسي حول السد.
وتتخوف القاهرة من احتمال تأثير السد سلبًا على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب)، المصدر الرئيسي للمياه في مصر، فيما تقول إثيوبيا إن السد سيمثل نفعًا لها، خاصة بمجال توليد الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي مصب النيل، السودان ومصر.