حذر قادة المستوى العسكري والأمني في إسرائيل، من مغبة تفجر الأوضاع في
قطاع
غزة، التي بدورها قد تتسب بحرب جديدة مع الفصائل الفلسطينية فيها.
حالة غليان
وخلال اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية
"الكابينت"، الذي عقد مساء الثلاثاء، "قدم عدد من كبار قادة الجيش الإسرائيلي
أمام الكابينت تلخيصا لمجمل الأوضاع بين إسرائيل وغزة، على ضوء التصعيد الحاصل منذ إعلان
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما يترتب عليها من
نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب"، وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وقارن المسؤولون الإسرائيليون بين الفترة الحالية على الحدود مع غزة
وإسرائيل بالأجواء والتصعيد الذي سبق الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، حيث كشفت
مصادر إسرائيلية بعض المعلومات الواردة في الملخص، التي أوضحت أن "هناك حالة
غليان في غزة، رغم أن
حماس غير معنية حاليا بالدخول في حرب".
وأضافت المصادر: "إلا أن تطورات غير متوقعة قد تحصل لاحقا ستقود حماس
لذلك"، في حين يرى جيش
الاحتلال الإسرائيلي أن "من بين هذه العوامل أزمة
الكهرباء، والبنى التحتية، والأوضاع المعيشية الصعبة، إضافة إلى خيبة أمل جراء عدم تطبيق
اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس".
حالة التوتر
وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حالة غليان وغضبا متصاعدا؛ رفضا للقرار
الأمريكي، حيث استشهد 12 فلسطينا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب نحو 5 آلف
آخرين؛ جراء القمع الكبير للمتظاهرين الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "التصعيد العسكري
الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية محسوب بشكل دقيق، بحيث لا يصل إلى
المواجهة
العسكرية، خاصة في ظل الانتقادات الدولية للقرار الأمريكي فيما يتعلق بالقدس".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن "التصعيد سيبقى في نطاق المعقول
والمحسوب، إلا إذا حدث تجاوز للخطوط الحمراء في أحد الجانبين، بوقوع بإصابات وقتلى
في صفوف الإسرائيليين، أو استهداف لشخصيات قيادية فلسطينية".
ورجح البسوس أن يتسبب "التصعيد المتواصل بتدحرج الأوضاع، وصولا لمواجهة
عسكرية مفتوحة، في الوقت الذي لا ترغب قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن تُبقى على حالة
التوتر على الحدود ورفع حالة الطوارئ لمدة زمنية طويلة".
ونوه أستاذ العلوم السياسية بأن "إسرائيل قد تُقدم على الحرب مع قطاع
غزة إذا بقيت حالة الاستنزاف مستمرة على الحدود الشرقية للقطاع"، خاصة أن المستوطنين
الإسرائيليين الذين يقيمون في مستوطنات قريبة من حدود غزة يعيشون حالة من الرعب المستمر.