قام رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بعدة زيارات دولية وعربية خلال الفترة الماضية، لاقت زخما محليا ودوليا، خاصة زيارته للولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وشكلت زيارة السراج إلى القاهرة ولقاء عدة مسؤولين على رأسهم عبد الفتاح السيسي، أهمية وتطورا كبيرا في المواقف الإقليمية من الأزمة الليبية، تمخضت بدعم النظام المصري للاتفاق السياسي والحل السلمي.
دعم التوافق
وزار السراج الجزائر مؤخرا، التقى خلالها رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، لبحث مستجدات الوضع السياسي في ليبيا، ودعم مسار التوافق، والمجلس الرئاسي، ومهمة المبعوث الأممي.
وأكد أويحي أن بلاده تعتبر الاتفاق السياسي الليبي يمثل الأرضية الوحيدة لتحقيق التوافق، مشددا على عدم وجود حل عسكري للأزمة، وأن "بلاده ستعمل مع دول المبادرة الثلاثية تونس ومصر لدعم خطة الأمم المتحدة المقترحة".
محاصرة حفتر
ورأى مراقبون أن الجولات الإقليمية التي قام بها السراج مؤخرا تمثل ضغطا ومحاصرة للواء خليفة حفتر، حتى يخضع للمسار السياسي، خاصة بعد الدعم القوي الذي حصل عليه السراج من قبل الإدارة الأميركية، وهو ما جعل دول الجوار تخضع لذلك وتعدم الانتخابات في ليبيا وفقط.
والسؤال الآن: هل يستطيع السراج محاصرة "حفتر" إقليميا؟ ومن سيساعده في ذلك؟
ماراثون تنافسي
من جهته، رأى عضو المجلس الأعلى لأعيان ليبيا، مروان الدرقاش، أن "كثيرين في ليبيا سيتخذون من تاريخ 17 كانون الأول/ ديسمبر 2017 مبررا لعدم الاعتراف بكل الأجسام التي جاء بها الاتفاق السياسي ومنها المجلس الرئاسي وحكومته، وهو ما يعتمد عليه حفتر لطرح رؤيته الداعية إلى استلام العسكر للسلطة لفترة انتقالية تمتد أربع سنوات".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "جولة السراج الإقليمية تأتي لمحاولة شرح وجهة نظره الداعية إلى عدم التعاطي مع دعوات إنهاء الاتفاق السياسي، في المقابل نرى تحركات عسكرية تقوم بها قوات حفتر في اتجاه الغرب لمحاولة حشد تأييد شعبي له يساعده في تقديم نفسه للغرب كخيار قوي لتوحيد البلاد واستقرارها"، وفق تقديره.
وتابع: "في هذا المارثون السياسي العسكري بين السراج وحفتر سيستعمل الرجلان كل الأدوات المتاحة لديهما مما يعني تطورات وأحداث مفاجئة قد تطفو على سطح المشهد الليبي في الأيام القليلة القادمة".
انتخابات الرئاسة
وقال الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، إن "تحركات السراج الإقليمية عبر زيارته لمصر ومؤخرا للجزائر هي محاولة منه لتقريب وجهات النظر بين البلدين (مصر والجزائر) بخصوص الأزمة الليبية، ومن ثم دعمهما الحل السياسي وفقط".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "من أهداف جولات السراج الإقليمية أيضا هو إقناع هذه الدول عدم دعم شخصيات معينة في انتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة أن حفتر ربما يترك الجيش ويترشح للانتخابات"، كما قال.
واستدرك: "التحدي الأكبر الآن هو أن يظل البرلمان الليبي متماسكا بعد استقالة نائب الرئيس محمد شعيب، وقدرته على إنجاز قانون الانتخابات وكذلك الاستفتاء".
حياد الجزائر
مستشار وزارة الدفاع الليبية السابق، اللواء سليمان العبيدي، رأى من جانبه؛ أن "السراج يرى في الجزائر الجار الأقرب جغرافيا للغرب الليبي، لذا ربما يطلب السراج من الجزائر أن تقوم بدورها المحايد والمعتاد في تعاطيها مع الملف الليبي".
وأكد خلال تصريحات لـ"عربي21"، أن "السراج يرى في الجزائر، أنها أكثر حيادا من مصر وتونس، وأنا شخصيا خلال زيارتي للجزائر مع وفد عسكري لمسنا صدق المسؤولين الجزائريين ورغبتهم في الحفاظ على ليبيا الموحدة"، حسبما قال.
أموال الإمارات
وأوضح الناشط الحقوقي الليبي، نبيل السوكني، أن "السراج يحارب عدوه بقمة الهدوء، والزيارة تهدف إلى وضع حفتر في زاوية أنه خارج اللعبة الدولية، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة، كما هي (الزيارة) تقوية لموقف السراج من الاتفاق السياسي كونه لم ينته بعد".
وبخصوص إمكانية محاصرة حفتر إقليميا، قال السوكني: "لا أعتقد ذلك كون أموال الإمارات مازالت تضخ لأن المال قوة، ويظل موقف الأمم المتحدة هو الفاصل في موضوع تصريحات حفتر الأخيرة وكذلك موقف مصر"، وفق قوله لـ"عربي21".
وأشار عضو منظمة "تكاتف" الليبية المستقلة، أحمد التواتي، إلى أن "سبب الزيارة هو حث الجزائر على الوقوف ضد مشروع حفتر المدعوم من مصر، خاصة أن مواقف مصر والجزائر مختلفة بخصوص ليبيا ولن يسمح أحدهم للآخر أن يتمدد نفوذه أكثر من المساحات الطبيعية".
وتابع لـ"عربي21": "قد يكون السراج استشعر من مصر أنها في اتجاه دعم مشروع حفتر، ولهذا استنجد بالجزائر، مع الإشارة إلى أن مصر ربما لا تراهن حاليا على مشروع حفتر وتحاول أن تكون متوازنة"، وفق تقديره.
البيان الختامي لدول جوار ليبيا يعلن دعم اتفاق "الصخيرات"
بعد إعلان حفتر.. رئيس البرلمان يوجه كلمة للشعب الليبي
حفتر يعلن انتهاء اتفاق الصخيرات و"الأجسام المنبثقة عنه"