انتقدت إيران الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووصفته بـ"الكلب المدلل" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلة إن باريس ستفقد مصداقيتها الدولية بسرعة إذا "اتبعت بشكل أعمى خطى" ترامب، في هجوم إيراني متواصل على ماكرون منذ انتقاده البرنامج البالستي لطهران.
ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني علي خامنئي قوله: "لكي تحافظ فرنسا على مصداقيتها الدولية يتعين عليها ألا تتبع بشكل أعمى خطى الأمريكيين... الرئيس الفرنسي يتصرف الآن وكأنه كلب ترامب المدلل".
صاروخ إيران
وانتقد ولايتي كذلك السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي التي عرضت الأسبوع الماضي أجزاء قالت إنها من صاروخ إيراني تلقته حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن. ووصفت الأجزاء بأنها دليل دامغ على خرق طهران قرارات الأمم المتحدة.
وقال ولايتي: "هذا الزعم يظهر أنها تفتقر لمعلومات علمية أساسية وللياقة. فهي مثل رئيسها (ترامب) فهو أيضا يقول أشياء سخيفة لا أساس لها من الصحة. إيران لم تزود اليمن بأي صواريخ".
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قوله اليوم إنهم "يعرضون أسطوانة ويقولون إن بصمات إيران تغطيها في حين يعلم الجميع أن اليمن حصل على بعض القدرات الصاروخية من الاتحاد السوفييتي وكوريا الشمالية في الماضي".
و قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي يجب تسليم قطعة من هذه الصواريخ الى ايران بهدف التحقق من الأمر وإعلان الرأي النهائي فيه.
وتابع، ان الاعداء يمكنهم اطلاق أية مزاعم لكن في سياق تقديم شكوى بناء على طلب الجمهورية الإسلامية
وأردف العميد حاتمي قائلا، لايمكن الرد على هذه المزاعم من دون اجراء تحقيق وسيتم إعداد شكوى الجمهورية الاسلامية قريباً واحالتها الى الامم المتحدة.
وتوخت فرنسا الحذر تجاه تقرير هيلي. وقال ألكسندر جورجيني نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية يوم الجمعة: "الأمانة العامة للأمم المتحدة لم تستخلص أي نتائج في هذه المرحلة. فرنسا تواصل فحص المعلومات المتاحة".
ورحبت السعودية بتقرير هيلي. وتتهم الرياض منذ فترة طويلة إيران بتهريب صواريخ للحوثيين وتقول إنها اعترضت بعض هذه الصواريخ في الحرب الدائرة في اليمن من أجل إعادة تنصيب الحكومة المعترف بها دوليا.
وتملك إيران أحد أكبر البرامج الصاروخية في الشرق الأوسط كما أن بعض صواريخها الموجهة يصل مداها إلى إسرائيل.
وطالبت إسرائيل كذلك القوى العالمية باتخاذ إجراءات عقابية ضد إيران بسبب طموحاتها الصاروخية، وقال وزير إسرائيلي الشهر الماضي إن إسرائيل أجرت اتصالات سرية مع السعودية في ظل قلقهما المشترك من إيران.
وقال ولايتي اليوم الأحد إن الاجتماعات التي وردت أنباء عنها بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين لا تشكل تهديدا لإيران إذ إن كلاهما "ضعيف ولا يشكل أهمية".
وحذر الحرس الثوري الإيراني أوروبا الشهر الماضي من أنها إذا هددت طهران فإنها ستزيد من مدى صواريخها إلى أكثر من ألفي كيلومتر.
توترات
وتصاعدت التوترات بين إيران وفرنسا في الأشهر القليلة الماضية بعد أن قال ماكرون إنه يتعين على طهران أن تحد من تدخلها في الشرق الأوسط مشيرا بالتحديد إلى تدخلها في الحرب الدائرة في سوريا.
وكان ماكرون، على عكس ترامب، قد أكد التزام بلاده باتفاق وقعته إيران في عام 2015 مع قوى عالمية وقلصت بموجبه برنامجها النووي المثير للجدل مقابل رفع أغلب العقوبات المفروضة عليها.
لكنه انتقد تجارب إيران على الصواريخ الباليستية ويريد طرح إمكانية فرض عقوبات جديدة عليها بسبب برنامجها الصاروخي الذي تصفه إيران بأنه دفاعي تماما.
وكان ماكرون دعا للتعامل بحزم مع برنامج إيران الباليستي في مقابلة مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.
وقال للصحيفة الخليجية اليومية: "من المهم أن نظل حازمين مع إيران في ما يتعلق بأنشطتها الإقليمية وبرنامجها الباليستي". كما أكد أنه ليس هناك بديل فوري من الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الست الكبرى مع إيران خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في العام 2015 للحد من برنامجها النووي.
كذلك، أثارت فرنسا غضب إيران الشهر الفائت حين اتهمها وزير خارجيتها جان إيف لودريان بأنها تطمح "للهيمنة" على الشرق الأوسط، واتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني بماكرون مبديا استياءه من هذه التصريحات.
إيران تنشر اعترافات أكاديمي أدين بالتجسس لإسرائيل (شاهد)
ماكرون يدافع عن مزحة "تكييف الهواء" مع رئيس بوركينا فاسو
ماكرون يحرج الرئيس البوركيني ويضطره للمغادرة غاضبا (فيديو)