وجهت جماعة الإخوان المسلمين المصرية، الأربعاء، رسالة مفتوحة، حصلت
"عربي21" على نسخة منها، إلى الملوك والرؤساء وحكام البلاد العربية والإسلامية
قادة منظمة التعاون الإسلامي، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية التركية، رئيس الدورة الحالية
لمنظمة التعاون الإسلامي، رجب طيب أردوغان، محدّدة سبعة مطالب لمواجهة قرار الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.
وقالت الجماعة: "ما نطالب وتطالب به شعوب الأمة في هذه الساعات،
ويجعلها صفا واحدا قويا خلف قادتها وزعمائها، هو الرجوع إلى تلمس طريق العبودية الخالص
لله سبحانه وتعالى، بالعودة إلى صحيح الدين، وإلى التمسك بكتاب ربنا سبحانه وتعالى
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تمسكا لا يلتبس فهمه، كما ضرب مثاله الرعيل الأول من
الصحب الكرام" .
وأضافت: "ثم هي (الأمة) تريد حكما عادلا يعطي كل ذي حق حقه، ويطلق
طاقات الشعوب لبناء استقلالها الحقيقي، وامتلاك إرادتها كاملة، وإنتاج غذائها ودوائها
وسلاحها الذي تحمله الأيدي الطاهرة للدفاع عن قيم العدل والإنصاف"، مؤكدة أن
"الأمة تتوق إلى أن تكون دساتيرها وقوانينها لا تحرم حلالا أحله الله، ولا تحلل
حراما حرمه الله".
وذكرت "الإخوان" أن الأمة تريد "إعادة النظر في مناهج
العلم والدراسة، وبناء برامج تربوية ونفسية صحيحة تعمل على إيجاد علماء فقهاء أمثال
الأئمة أصحاب المذاهب والأئمة المجتهدين الذين جاءوا من بعدهم وقادة أبطال أمثال صلاح
الدين ومفكرين ربانيين أمثال ابن خلدون".
كما دعت إلى "دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني بكل أنواع الدعم
في نضاله لاسترداد حقوقه المشروعة، والمقاطعة الاقتصادية الجادة والفعالة لكل من يعمل
على تخريب بلادنا"، مشدّدة على ضرورة "قطع العلاقات مع العدو الصهيوني، ووقف
التعامل معه على كل المستويات (السياسية، والاقتصادية، والثقافية وغيرها)؛ لمحاصرته
وشلّ حركته".
واستطردت جماعة الإخوان، قائلة: "هذه هي بعض مطالب الشعوب، وتلك
هي الحالة التي نعيشها نحن وأنتم، فاقدروا الأمر حق قدره، وكونوا عند ظنِّ شعوبكم بكم،
واللهَ نسألُ أن يجمعنا جميعا على كلمة سواء ويهدينا سبلنا".
وقالت: "نوقن نحن في جماعة الإخوان أن من أسباب الاستجابة لدعوة
الرئيس رجب أردوغان الكريمة لحضور هذا المؤتمر لنصرة ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، هي الأسباب ذاتها التي أشعلت الحسرة والحماسة في آن واحد
في صدور وأفئدة شعوبكم، عندما استفاقت فجأة على قرار متهور من الرئيس الأمريكي ترامب،
الذي اغتصب به حقا لا يملكه، وأعطاه لكيان محتل لا يستحقه، بالاعتراف بالقدس المحتلة
عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، وهو للأسف الطرف الذي عوّل عليه الكثيرون ليكون وسيطا
للسلام".
وأردفت: "لم تتجاوز الأمة، التي بلغ تعدادها أكثر من مليار وستمئة
مليون نسمة، أحداث المذابح التي وقعت وتقع لمسلمي ميانمار، الذين يحرقون وهم أحياء،
ويلقى بأطفالهم في النار وهم يستغيثون أمام مرأى ومشهد من العالم كله، وغيرها من المآسي
التي تشهدها العديد من أقطارنا وبأيدي بني جلدتنا ظلما وعدوانا، حتى تأتي هذه الفاجعة
الجديدة لثالث الحرمين الشريفين، والتي حاول البعض من أمتنا التغافل عن مسبباتها، على
أمل مراعاة الصديق في البيت الأبيض تجنيبهم الحرج، وإبقاء الغطاء عليهم؛ حتى لا ينكشف
الوهن الذي أصاب نفوسهم".
وتابعت: "لن نطالب في هذه الساعات والأيام العصيبة بتجهير وحشد الجيوش
أو إعلان النفير العام داخل الأمة؛ خشية أن يلحق ذلك بتلك النداءات التي كان هدفها
فقط تفريغ طاقات الغضب التي تعتمل في صدور أبناء الأمة مع كل حدث يصيبها، فهذا الحدث
الجليل ليس كسابقيه، والغضب هذه المرة يجب ألّا يضيع أو ينتهي بإلقاء خطب وكلمات تنتهي
مثلما تنتهي إليه كل مرة".
وأكملت: "لقد بلغ فداحة الخطب هذه المرة آفاقا أوسع، ليصدم الكثير
من محبي العدالة والإنصاف في بقاع الدنيا، ومن كل الأديان والطوائف والمذاهب، ولدى
الملايين من الأحرار من خارج أبناء أمتنا، الذين استفاقوا جميعا أمام الانهيار المشين
لقواعد العدالة والإنصاف والتجاوز لقرارات منظمة الأمم المتحدة وقواعد العدالة الدولية،
والتي نأمل هذه المرة ألا تكتفي ببيانات رفض وشجب لا ترفع ظلما ولا تحقق عدالة".
وذكرت: "إننا نوقن تمام اليقين أن المسجد الأقصى والأرض التي بارك
الله سبحانه وتعالى حولها لن يدافع عنها غيرنا، بالرغم من التأييد الذي يبديه أصحاب
الضمائر الحرة، ولن يستردها أهل القدس والفلسطينيون وحدهم بحكم ما يحملونه من هوياتها،
وكذلك لا العرب الذي ينطقون بلغتهم ولا باقي الأمة لمجرد انتساب الجميع لدين الإسلام؛
لأن صفة المنقذين والمحررين للأوطان والأمانة المقدسة قد حددها الله سبحانه من فوق
سبع سماوات وفي كتابه العزيز، حيث يقول عز من قائل (عبادا لنا) خالصة عبوديتهم له سبحانه
وحده، وعندها سيأتي وعد الله عز وجل الذي لن يتخلف لأي فئة من هذه الفئات أو لها كلها
بتجليات العبودية لخالق الأرض والكون كله".
واختتمت بقولها لقادة منظمة التعاون إن "جماعة الإخوان المسلمين
والأمة جمعاء وهي ترقب ما سوف تقرِّرون، تبعث إليكم بتحيات أبنائها، وتدعو الله أن
يعينكم على أن توفوا بالأمانة التي أخذتموها على عاتقكم، وهي النظر في خير المسلمين
بحكمة وإخلاص. وتقبلوا منا ومن شعوبكم صادق أمنياتنا بالنجاح والتوفيق".
وتبحث قمة إسطنبول، التي دعت إليها تركيا، التطورات الأخيرة المتعلقة
بمدينة القدس المحتلة، وسبل التصدي لقرار "ترامب"، الذي أدى إلى موجة إدانات
واحتجاجات متواصلة في فلسطين والعديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، وسط تحذيرات
من تداعياته على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ويشارك في القمة ممثلو 48 دولة، بينهم 16 زعيما، على مستوى رؤساء أو ملوك
أو أمراء من أفغانستان وأذربيجان وبنغلادش وإندونيسيا وفلسطين وغينيا وإيران وقطر والكويت
وليبيا ولبنان والصومال والسودان وتوغو والأردن واليمن، فضلا عن الرئيس التركي.
كما ستكون هناك مشاركة على مستوى رؤساء الوزراء من جيبوتي وماليزيا وباكستان،
وعلى مستويات مختلفة من دول أخرى.
ويشارك في القمة أيضا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تحل بلاده
ضيفا على القمة.
وزير الخارجية التركي يتنقد ضعف "موقف العرب" تجاه القدس
هل يعكس حجم التمثيل في قمة إسطنبول موقف المشاركين؟
مدن تركية تنتفض غضبا رفضا لموقف ترامب من القدس (شاهد)