نشر موقع "ستيب تو هيلث" الأمريكي تقريرا، تطرق من خلاله إلى الأخطاء التي يرتكبها الأولياء، في إطار محاولتهم معاقبة أطفالهم الذين عصوا أوامرهم. وفي الغالب، يتبنى الآباء ممارسات خاطئة، عادة ما يكون لها تبعات خطيرة على أطفالهم، وتأثيرا بليغا على المدى القصير والطويل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن تربية الأطفال ليست بالأمر الهين، ما قد يجعل الآباء يقعون في عدة أخطاء، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعاقبة الطفل على خلفية عصيان أوامرهم. وفي هذا الصدد، قد تؤدي المسؤوليات الملقاة على عاتق الوالدين -بالإضافة إلى الإجهاد- إلى استفزازهم بسهولة، خاصة حين يتعلق الأمر بالتعامل مع طفلهم المشاغب.
واعتبر الموقع، أولا، أن محاولة فرض السيطرة بالقوة على الطفل لن يكون لها نتائج إيجابية. وعموما، يعتقد الوالدان أن طفلهما المشاغب يعمل في الواقع على التقليل من احترامهما، من خلال تصرفاته التي تجسد تحديه للسلطة الأبوية. في المقابل، يكمن السبب الحقيقي وراء مثل هذه التصرفات في أن الطفل نسي التعليمات، أو لم يتمكن من فهمها منذ البداية.
وبالتالي، ينبغي على الآباء أن يتفهموا محدودية قدرات أطفالهم على فهم المطلوب منهم، وألّا يعتبروا تصرفاتهم الصبيانية دليلا على عدم احترامهم. في الوقت ذاته، يجب ألّا يتسرع الوالدان أثناء معالجة مثل هذه المشاكل، حيث من الضروري أن يبذل الأهل مجهودا لفهم الأمور من منظور طفلهم، وتبيّن مدى استيعابه لتعليماتهم منذ البداية.
وأضاف الموقع، ثانيا، أن من بين أكثر الأخطاء التي يرتكبها الآباء عند محاولتهم عقاب أبنائهم نظرا لعصيانهم لأوامرهم، التسلح بالغضب عند محاولة التحدث معهم، بالإضافة إلى التصرف على شاكلة طفلهم. في الواقع، يمثل هذا التصرف دليلا دامغا على فقدان الوالدين للسيطرة. في المقابل، لن يفهم الطفل ما تريده منه في حال كان الصراخ وسيلتك الوحيدة للتواصل معه طوال الوقت. وفي الغالب، سيتسبب هذا التصرف في انزعاج الطفل، ما سيساهم في خلق بيئة عدائية ومناخا يشوبه التوتر وتردي العلاقة بين الوالدين والطفل.
وأوضح الموقع، ثالثا، أن عدم جدية الوالدين في تطبيق القوانين التي يضعونها للتعامل مع طفلهم في حال عصى أوامرهم، تعد من الطرق التربوية الخاطئة التي يعتمدها الآباء. فعلى سبيل المثال، قد ترفض الأم الامتثال لرغبات طفلها، على غرار شراء الحلوى له، ما قد يجعله يصاب بنوبة غضب، ثم يشرع في الصراخ. وقد يدفع ذلك الأم للانصياع لرغباته.
بناء على ذلك، سيستنتج الطفل أن ابتزاز والديه من خلال القيام بهذه التصرفات سيؤدي إلى كسر القواعد وانصياع والديه لرغباته. نتيجة لذلك، يجب على الوالدين تطبيق القوانين مهما كانت الظروف، نظرا لأن تجاهل هذا المبدأ من قبل الوالدين سيجعل الطفل يعتقد بأن القواعد التي وضعت له يمكن تجاهلها وخرقها بسهولة.
وذكر الموقع أن الخطأ الرابع الذي يقترفه الآباء أثناء تعاملهم مع طفلهم، الذي أقدم على عصيان أوامرهم، يتمثل في غض الطرف عن الأخطاء البسيطة، وعدم معاقبته عند قيامه بها. ففي بعض الأحيان، يعمد الآباء إلى مراقبة تصرفات أطفالهم الخاطئة بامتعاض، في حين لا يبادرون باتخاذ أي موقف لردعهم.
نتيجة لذلك، يرسخ في ذهن الطفل أن تصرفاته مباحة، وبالتالي، يأبى الامتثال لأوامر والديه عند قيامه بتصرف غير صائب؛ نظرا لأنه لم يقع نهيه عن القيام بذلك في المناسبة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، يجد طفلك صعوبة في استيعاب غضبك أو رفضك لتصرفه، حيث لم تبد أي اعتراض عندما ارتكب هذا الخطأ في المرة الأولى.
والجدير بالذكر أن تناقض ردود فعل الوالدين قد يخلف انطباعا لدى الطفل بأن مواقفهما قد تختلف وفقا للظروف. في سياق متصل، قد يشك الطفل في أن والديه غير مهتمين بما يفعله، ما قد يؤدي إلى فقدانه ثقته بنفسه، وهو ما سيؤثر حتما على حياته في المستقبل.
وأورد الموقع أن أحد أسوأ الأخطاء التي يقوم بها الآباء يتمثل في عدم وضوح موقفهم تجاه القوانين التي يضعونها ويجبرون أطفالهم على اتباعها. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الوالدان بنهي طفلهما عن وضع قدميه على الطاولة، في المقابل يبادران شخصيا بالقيام بذلك، غير مباليين بالقدوة السيئة التي يعكسانها لأطفالهما. في هذا السياق، يجب أن تكون القوانين عامة، كما ينبغي أن تطبق على جميع أفراد العائلة. في الحقيقة، سيحول ذلك دون تمرد الأطفال، خاصة أنهم قد يجدون مشقة في فهم السبب وراء منعهم من القيام بأمر ما في حين يقوم أهلهم بفعل ذلك.
وفي الختام، ذكر الموقع أنه لا وجود لوالدين مثاليين. ولكن، من المهم أن يبادر الآباء بنقد أنفسهم وتصحيح أخطائهم حين يتعلق الأمر بمعاقبة أطفالهم الذين قد يبادرون بعصيان أوامرهم. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يحاول الوالدان إيجاد حلول ناجعة لهذه الأخطاء، وذلك من أجل تربية أطفالهما بشكل سليم.