الغارديان: هل يستجيب بوتين لطلب المعارضة الضغط على الأسد؟

نقلت صحيفة "الغارديان" عن مفاوضين في المعارضة السورية دعوتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل إنقاذ عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة. 

وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن العضو البارز في وفد المفاوضات بسمة قضماني، قولها إن على روسيا إظهار نيتها للحل السلمي، واستثمار نهاية عملياتها العسكرية من خلال بناء السلام، وأضافت قضماني أن المعارضة لا تريد خروج الأسد من الحكم كشرط مسبق للتفاوض، إلا أن رحيله يظل الهدف الرئيسي لها. 

وتابعت قضماني قائلة إنها لا تستطيع التفكير بالكيفية التي سيتأهل فيها الأسد بصفته مرشحا شرعيا في الانتخابات الرئاسية، وقالت إن التركيز غي المحادثات في هذا الأسبوع سيكون على الدستور الجديد وتنظيم الإنتخابات لا مستقبل الأسد، حيث تعتقد قضماني أن الروس يقومون بالضغط على وفد الحكومة السورية؛ للتفاوض بجدية في جنيف في الجولة الثامنة من المحادثات.

وتشير الصحيفة إلى أن وفد الحكومة عاد يوم الاثنين إلى جنيف للتحادث مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، لافتة إلى أن الوفد قرر الأسبوع الماضي مغادرة المفاوضات؛ لأن أعضاءه احتجوا على مطلب المعارضة في الرياض برحيل الأسد.

ويلفت التقرير إلى أنه في إشارة إلى أن الأطراف في جنيف تتعرض لضغوط، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال: "على الأطراف البدء في المحادثات مباشرة حول الدستور الجديد والتحضير للانتخابات". 

وتقول الصحيفة إنه "لم يتضح بعد إن كان بوتين قد تحدث عن الموضوع في زيارته المفاجئة لقاعدة حميميم في اللاذقية، ويشك الكثير من الدبلوماسيين الغربيين في استعداد بوتين للضغط على الأسد والمشاركة في محادثات جدية". 

وينقل التقرير عن قضماني، قولها: "نفترض أن الجولة الجديدة من المحادثات هي أن روسيا مهتمة بالبحث والمساعدة في تسوية سلمية؛ لأنها أعلنت عن نهاية المواجهات العسكرية، وهي تريد في هذه المرة اتفاق سلام في سوريا حتى تدعي أنها ساعدت في العملية السلمية، لكنها بحاجة لشركاء شرعيين لتحقق هذا الأمر".

وأضافت قضماني: "نريد أن تضع روسيا بثقلها على الحكومة السورية، ولديها الوسائل للقيام بهذا الأمر، وهذه هي اللحظة الأفضل لتساعد روسيا على تسوية سياسية والبحث عن استراتيجية خروج". 

وتنوه الصحيفة إلى أن روسيا تواصل الحديث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عملية سلام منفصلة عن تلك التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث قال مساعدو بوتين إنهم طرحوا فكرة مجلس سوري للحوار ينعقد في شباط/ فبراير في منتجع سوتشي، واقترح المسؤولون الروس أن يؤدي حوار سوتشي إلى معارضة أكثر تمثيلا من تلك التي تتحاور في جنيف.

ويستدرك التقرير بإشارة إلى قول قضماني: "إذا كانت قمة سوتشي ستدعم العملية السلمية للأمم المتحدة فيمكن التفكير بها، لكن لا يوجد بالمطلق وضوح حول ما يريد الروس تحقيقه"، مشيرا إلى أنها حثت الغرب على عدم مغادرة العملية السلمية وتركها للروس، قائلة: "غالبية اللاجئين السوريين في أوروبا لن يعودوا طالما ظلت الظروف غير مناسبة، وهذا لا يعني بلدا دون قنابل تسقط من السماء، لكنه يخلو من الخوف".

إعلان انتصار

وتفيد الصحيفة، في تقرير آخر ترجمته "عربي21"، بأن الرئيس الروسي قام برحلة أطلق عليها البعض زيارة انتصار إلى القاعدة الروسية في حميميم، وأعلن فيها بحضور رئيس النظام السوري عن نهاية المهمة لبلاده، بعدما تمت هزيمة تنظيم الدولة.

وقال بوتين للجنود الروس: "الأصدقاء والوطن ينتظرون عودتكم"، وقال في قاعدة حميميم: "ستعودون للبلاد منتصرين"، فيما قال الجيش الروسي بداية الشهر الحالي إن الجيش الروسي حرر سوريا من مقاتلي تنظيم الدولة.

وتعلق "الغارديان" على تصريحات بوتين، التي قال فيها إن جزءا كبيرا من القوات الروسية سيتم سحبه من سوريا، مع أن هناك الكثير من الشكوك حول الخطة، بعدما أعلن مرتين عن سحب قواته ثم عاد وزاد من العدد، قائلة إن "الإعلان هذه المرة قد يكون مختلفا، بالإضافة إلى أن الحديث عن هزيمة كاملة لتنظيم الدولة قد تكون متعجلة، ولا شك أن الطيران الروسي المدعوم على الأرض من جيش النظام والمليشيات الشيعية قد حرف ميزان القوة لصالح نظام الأسد".

وينوه التقرير إلى أنه في عام 2015 كان الأسد على حافة الهزيمة لولا إعلان بوتين عن إرسال قواته لإنقاذه، لافتا إلى أن الطيران الروسي والسوري اتهما باستخدام أساليب وحشية، بما فيها استهداف المدنيين والبنى التحتية، وهي التهم التي كان ينكرها الروس دائما. 

وتقول الصحيفة إن "رحيل الأسد، الذي طالبت به القوى الغربية دائما لم يعد مطروحا على الطاولة، وتأمل موسكو بعقد مؤتمر سلام يعزز من سلطتها في المنطقة بشكل يتجاوز الدور الأمريكي، وتحدث بوتين يوم الاثنين عن استعادة سيادة سوريا بصفتها دولة، وعودة اللاجئين لبلادهم، وخلق الظروف لتسوية سياسة تحت رعاية الأمم المتحدة". 

ويجد التقرير أن توقيت الزيارة مرتبط بالأحداث في روسيا، حيث يحضر بوتين للانتخابات الرئاسية في آذار/ مارس، لافتا إلى أن الرئيس الروسي حريص على تصوير المهمة في سوريا على أنها نجاح، وأن قواته لم تقع في مستنقع الحرب.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه جرى التعتيم على عدد ضحايا الجيش الروسي في الوسائل الإعلامية التابعة للكرملين، وكذلك وجود المتعهدين العسكريين المرتبطين بالدولة الروسية، الذين يعملون قريبا من خطوط النار أكثر من القوات النظامية، وقال بوتين إن بلاده ستحتفظ بفرقة عسكرية في قاعدة حميميم.