عمّت مظاهر الغضب بتونس على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث خرج ألاف التونسيين، الخميس، في مسيرات احتجاجية، فيما علّق البرلمان مناقشة قانون المالية ليعقد جلسة خارقة للعادة حول القضية الفلسطينية.
وعبّر أعضاء مجلس نوّاب الشعب في لائحة صادقوا عليها عن رفضهم القرار الذي يمثّل اعتداء على كلّ القيم الإنسانية وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
واعتبر البرلمان التونسي قرار ترامب "سابقة خطيرة واستخفافا بحقوق الشعب الفلسطيني واستفزازا لمشاعر العرب والمسلمين وكلّ أحرار العالم"، واصفا إسرائيل بـالكيان الصهيوني الغاصب.
موقف صارم
وحمّل الكونغرس الأمريكي مسؤولية القرار الذي وصفه بالجائر، داعيا البرلمان الأوروبي "لاتخاذ موقف صارم للتصدّي لهذا القرار الظالم".
كما طالب مجلس نوّاب الشعب، البرلمان الإفريقي "بتأكيد الموقف الإفريقي المساند للقضية الفلسطينية والرافض للسياسة الصهيونية"، محمّلا الأنظمة العربية والإسلامية مسؤوليتها التاريخية، داعيا التونسيين إلى المشاركة الواسعة في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها الجمعة.
وفي سياق متصل، دعت نقابة الصحفيين إلى مقاطعة جميع أنشطة السفارة الأمريكية في تونس "بوصفها الأداة السياسية للتحالف الهمجي الأمريكي الصهيوني"، طالبت في بيان لها، الخميس، "بتفعيل مبادرات مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية".
واعتبرت أنّ قرار ترامب "مجرد مواصلة للإسناد السياسي للإدارة الأمريكية لحليفتها الصهيونية ودعمها في الجرائم والمجازر التي يرتكبها جيشها ومستوطنوها يوميا في حقّ الفلسطينيين، والتغطية على ذلك في كل المحافل والأطر الدوليّة".
مسيرة وطنية
ودعت الصحفيين إلى دعم حضور القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام التونسية، وإنتاج قصص إعلامية إنسانية عن قضايا المقاومة والاستيطان والتطبيع.
من جهته قرّر الاتحاد العام التونسي للشغل تنظيم مسيرة وطنية، الجمعة، ستجوب عددا من الشوارع الرئيسية للعاصمة، وذلك تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي.
وقرّرت الهيئة الوطنية للمحامين الدخول في إضراب عام وطني، الجمعة، نصرة للقضية الفلسطينية.
وشهدت عدد من مدن ومحافظات البلاد، الخميس، مسيرات احتجاجية شارك فيها آلاف التلاميذ والنقابيين وشرائح كثيرة من التونسيين، فيما تمّ حرق علم أمريكا أمام المسرح البلدي بالعاصمة.
وحمّل نشطاء "فيسبوك" بعض الدول العربية مسؤولية القرار الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ترامب، منتقدين بشكل خاص المملكة العربية السعودية التي اعتبروا أنّها "فرّطت في أولى القبلتين بعقدها صفقات مشبوهة مع ترامب".
خطبة الجمعة
وكتب الداعية بشير بن حسن في "فيسبوك": "يصفهم بالبقرة الحلوب! ويأخذ أموالهم الطائلة ويُذِلّهم ويهينهم وفي الأخير وليس آخرا يسلّم قبلتهم الأولى إلى عدوهم في الدين!! بدون أن أصدمكم لا تنتظروا من حكام العرب نصرة للأقصى ولا لأي قضية للأمة".
وقال بمنشور ثان: "لا حج ولا عمرة إلا الواجب منهما وما سوى ذلك إعانة لأمريكا بالمال على إذلالها للأمة الإسلامية.. اللهم إني قد بلغت فاشهد يا رب العالمين.. من لم يخصّ خطبة الجمعة غدا بالحديث عن القدس والأقصى والدفاع عنه فقد خان أمانة المنبر وجانب هدي النبي صلى الله عليه وسلم".
بينما كتب مجدي جاب الله: "وجهة نظري الخاصة.. أول دولة يجب أن يفتحها الإسلام من جديد هي.. السعودية.. عذرا يا حبيبي يا رسول الله ... لقد عادت مكة في أيدي الجهلة".
وقال الإعلامي حسن بن عثمان: "مشكلة العرب والمسلمين، ونحن منهم، طبعا، أنهم لا يعترفون بالهزيمة ويتحيّلون عليها بأسماء مثل "النكبة" و"النكسة" و"الوكسة" و"خسرنا المعركة ولم نخسر الحرب"".
وتابع بمنشور في "فيسبوك": "لأن عقليتهم الافتخارية الذكورية الفاتحة تأبى الهزيمة، ولا تعرف للمصارحة والوضوح وإعلان الحقيقة سبيلا.. فتتراكم الهزيمة في الخفاء وتلد هزائم متتالية".
الأحزاب المغربية: القرار سيدخل المنطقة في صراعات دموية
تنديد بقرار ترامب من داخل الجامعة الأمريكية بالقاهرة (شاهد)
العراق يستدعي السفير الأمريكي احتجاجا على قرار ترامب