قال
نصر الحريري رئيس وفد
المعارضة السورية اليوم الأربعاء إن المعارضة تريد من روسيا ودول أخرى أن تمارس ضغوطا حقيقية على الرئيس بشار
الأسد للمشاركة في محادثات السلام في جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي خلال ستة أشهر.
وقال الحريري لرويترز: "نريد مزيدا من الضغوط على النظام للمشاركة في المفاوضات والاستمرار في التفاوض للتوصل إلى حل سياسي خلال ستة أشهر كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأضاف الحريري: "الحديث فقط عن انتقال سياسي دون أي تقدم سيفقدنا ثقتنا في العملية وشعبنا سيفقد ثقته فينا وفي العملية نفسها".
والحرب الأهلية السورية في عامها السابع حاليا ولم تحقق جولات تفاوض سابقة تقدما فعليا في ظل عدم وجود اتصال مباشر بين الوفدين المتعارضين اللذين كان يلتقي كل منهما على حدة بمبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.
ودائما ما يرفض وفد الحكومة السورية مطلب المعارضة رحيل الأسد عن السلطة ويصفهم "بالإرهابيين" الذين يفتقرون إلى الشرعية اللازمة للتفاوض.
واكتسب موقف الحكومة في ميدان القتال قوة دافعة كبيرة منذ انضمام روسيا للحرب إلى جانب الأسد قبل نحو عامين مما أثار توقعات بأن المعارضة قد تخفف موقفها التفاوضي.
بيد أن اجتماعا لمندوبي المعارضة أصدر الأسبوع الماضي بيانا كرر مطلبها باستبعاد الأسد من أي حكومة انتقالية وهو موقف تقول دمشق وحلفاؤها إنه منفصل عن الواقع على الأرض.
وكان من المقرر أن تستمر المحادثات في الأساس أربعة أو خمسة أيام لكن الحريري قال إن دي ميستورا يعتزم الآن تمديدها حتى 15 كانون الأول/ ديسمبر، مضيفا أن فريق المعارضة أتى أملا في عقد محادثات مباشرة مع الوفد الحكومي للمرة الأولى.
ويطالب دي ميستورا الجانبين بالقدوم إلى المحادثات بدون شروط مسبقة. وقال الحريري إن المعارضة ليس لديها شروط مسبقة لكنها تعتزم الحديث بشأن مستقبل الأسد في إطار المفاوضات.
ومن المفترض أن تغطي المحادثات أربع قضايا رئيسية هي الانتخابات ونظام الحكم والدستور ومحاربة الإرهاب. وقال الحريري إن هذه القضايا الأربع جميعا سيجري بحثها لكن لن يكون ممكنا التطرق مباشرة إلى العناصر الرئيسية.
وأضاف: "إذا كنا سنتحدث عن الدستور أو الانتخابات في ظل الظروف الراهنة داخل
سوريا مع نظام كهذا، فإنني أعتقد أن ذلك سيكون مستحيلا".
مهمة صعبة
وتبدو مهمة دي ميستورا الذي كان يأمل بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي في هذه الجولة أكثر صعوبة مع تبادل طرفي النزاع الاتهامات بمحاولة عرقلة الجهود السياسية لوقف الحرب السورية.
وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف أن تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن اسمه لصحافيين الثلاثاء: "ننتظر أن يكونوا (المعارضة) واقعيين ومرنين".
وسبق لدي ميستورا أن دعا المعارضة السورية في أيلول/سبتمبر إلى التحلي "بالواقعية" وإلى أن تدرك أنها "لم تربح الحرب".
وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لأي ضغوط، رغم إعلان شخصيات قدمت استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة في الأسبوعين الأخيرين، عن ضغوط سعودية ودولية.