يبدو أن الشارع المصري فقد الثقة في الانتخابات الرئاسية القادمة، ولم يعد يراهن على أي انتخابات في ظل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد انتخابات مجلس النواب وانتخابات الرئاسة السابقة، التي شهدت عزوفا كبيرا، مع مراعاة أن الانتخابات القادمة، تأتي في أجواء أشد قتامة وتشاؤما، بسب التراجع في كل شيء، فضلا عن القتل والقمع والتنكيل، تزامنا مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وتجريف الحياة السياسية.
وفي ظل هذه الأوضاع، ظهرت أكثر من حملة لرفض هذه الانتخابات، ردا على حملة "علشان نبنيها"، التي تطالب بإعادة ترشح السيسي مرة أخرى، وهي حملة تقف وراءها مؤسسات محسوبة على نظام السيسي. ومن بين هذه الحملات الرافضة حملة "لنقاطع انتخابات رئاسة الجمهورية" وهي أحدث الحملات.
عريضة شعبية
وأطلق عدد من السياسيين مؤخرا، حملة لمقاطعة هذه الانتخابات، ووقع على بيان الحملة التأسيسي، الذي حمل عنوان "لنقاطع انتخابات رئاسة جمهورية الاستبداد والتجويع وبيع الوطن"، 270 شخصية عامة.
وطالب الموقعون بحسب بيان لهم من أسموهم "الثوريين والقوى الديمقراطية" بـ"الانضمام إلى الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات، لتحويل المقاطعة الواسعة إلى مقاطعة إيجابية، تفضح حكم الاستبداد والتجويع وبيع النيل والأرض".
رفض الشارع
واعتبر السفير والمرشح الرئاسي السابق، عبد الله الأشعل، "هذه الحملة ردا على حملة (علشان نبنيها) التي انطلقت مؤخرا، لجمع توقيعات تطالب بإعادة ترشيح السيسي لفترة ثانية".
وتابع عبد الله الأشعل في تصريح لـ "عربي 21": "كان الرد من خلال عدة حملات أخرى من بينها هذه الحملة، التي تؤكد هي وغيرها من الحملات، أن هناك رفضا في الشارع المصري للترشح مرة أخرى، وليس كما يدعي الإعلام المصري، والحملات التي تشرف عليها جهات تابعة للسلطة".
وزاد الأشعل: "هذا هو المزاج العام الحقيقي للشارع المصري، الرافض للسيسي وممارساته، بل والرافض لهذه الانتخابات برمتها".
وأوضح أن "هناك العديد من الدوافع والأسباب، حيث لا يوجد نجاح حقيقي للسيسي في أي مجال، حيث الأزمة الاقتصادية، التي أدت إلى أزمة اجتماعية معقدة ومعاناة يومية للأسرة المصرية، فضلا عن القبضة الحديدية والقمع والقتل، وتجفيف الحياة السياسية وغلق المجال العام ومطاردة المعارضة بكافة تنوعاتها، تزامنا مع أزمات تمس أمن الوطن، مثل (تيران وصنافير) و(سد النهضة)، وما يتم تداوله بشأن صفقة القرن والتنازل عن جزء من سيناء".
وأضاف الأشعل: "هذه الحملات تعكس شعورا تلقائيا داخل المصريين، بأنه لا انتخابات حقيقية بمصر في ظل حكم العسكر، ولا حرية ولا تداول للسلطة، وأن أي حكم عسكري لا يقبل أن يكون لديه رئيسا سابقا، وحتى مبارك ترك السلطة مقابل وعد بالحفاظ عليه وعدم إدانته، وهو ما جرى بالفعل، وإن كان ملف التوريث سبب رئيسي في ما جرى له بسبب رفض الجيش للتوريث".
العزوف المنتظر
من جهته، سجل عمرو هاشم ربيع نائب مركز الدراسات السياسية بالأهرام: "دائما ما تحدث مثل هذه الدعوات لمقاطعة الانتخابات، وهو ما جرى مع أنظمة سابقة، ويكون سببها الرئيسي عدم الثقة بنزاهة الانتخابات وشفافيتها، وهو الإحساس الذي وصل لمعارضي السيسي، من خلال وسائل الإعلام المحسوبة عليه، وحتى من خلال مؤسسات مثل مجلس النواب وأعضائه، الذين يتحمسون للسيسي واستمراره لفترة ثانية. كل هذا يرسل برسائل غير مطمئنة، وهو ما أدى إلى ظهور مثل هذه الحملات".
وأوضح عمرو هاشم ربيع في تصريح لـ"عربي 21"، أنه "في كل الحالات سواء بسبب هذه الحملات أو بدونها، فإنه سوف يحدث عزوف كبير عن الانتخابات الرئاسية القادمة، لأسباب كثيرة منها الأزمات الكبيرة التي يعيشها الشعب المصري، بالإضافة الى أن الناس يعرفون أن النتيجة معروفة سلفا وأن هذه انتخابات شكلية، في ظل عدم وجود منافس حقيقي، أو منح فرص حقيقية للمنافسة، وإجراء انتخابات جادة وشفافة".
إفشال الانتخابات
أما سيد أمين الناشط السياسي، وأحد الموقعين على هذه الحملة، فيرى أن "هذه الحملة جاءت كرد فعل على ممارسات السيسي ونظامه، تجاه شعبه حيث لا يوجد شيء يحسب له على أي مستوى".
وزاد سيد أمين في تصريح لـ "عربي21": "الفشل يلازمه في كل شيء فلم يحقق نجاحا واحدا في أي مجال، وبالتالي فكرة المشاركة في مثل هذه الانتخابات يكون عبثا، ولا بد من معاقبة هذا الرجل ونظامه، من خلال إفشال هذه الانتخابات بحيث تكون تحصيل حاصل، حتى تظل شرعيته منقوصة ومجال شك وهذا ما يزعجه كثيرا".
السيسي الرابح من الإرهاب قبل انتخابات الرئاسة المقبلة
مصر تسعى لتحلية مياه البحر لتعويض خصاص سد النهضة
وفاة معتقل مصري داخل محكمة متأثرا بإضرابه عن الطعام