كشف تقرير اللجنة المكلفة من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بالتحقيق وفحص ما حصل من
انتهاكات إسرائيلية خلال فترة إغلاق المسجد
الأقصى في تموز/ يوليو الماضي عن نتائج خطيرة وعمليات تخريب وسرقة لمقتنيات ثمينة.
وأغلقت السلطات الإسرائيلية، المسجد الأقصى في يوم الجمعة 14 تموز/يوليو الماضي، واستمر طيلة 14 يوما، حيث قامت قوات الاحتلال خلال تلك الفترة بجملة إجراءات أمنية وتعسفية قادت لمنع حراس وموظفي أوقاف القدس من دخول الـمسجد وعاثت قوات الاحتلال تخريبا وعبثا في معظم مصليات ومرافق المسجد الأقصى المبارك.
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن "الفترة التي أغلق فيها المسجد الأقصى، شهدت عبثا كبيرا لسلطات الاحتلال في الأقصى، وخاصة في الأجهزة الإلكترونية وفي قسم الوثائق والمخطوطات".
وأوضح في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن "التقرير الأولي في حينه، كان عاما وشاملا وغير دقيق، لأن التخريب لم يكن واضحا"، لافتا أن "استمرار اللجنة في تحقيقها وعملها، كشف لنا عبث سلطات الاحتلال بتلك الأجهزة وفي العديد من الجوانب رغم وجود توقعات لدينا بذلك".
وأضاف صبري: "الاحتلال لا يمكن أن يترك هذه الفرصة وتلك الأجهزة الإلكترونية دون سرقة محتوياتها، وتصوير الوثائق واخذ نسخ عن السلايدات"، مؤكدا أن "هذه السرقات وهذا العبث، ليس بالأمر الجديد على الاحتلال".
وذكر أن "الجامعة العبرية (في تل أبيب) تحوي العديد من الكتب والوثائق والمجلات الفلسطينية التي سرقت من المكتبات العربية ومن المكتبات الخاصة للمواطنين المقدسيين"، منوها لضرورة وأهمية "الحذر من كافة التصرفات التي تقوم بها سلطات الاحتلال، التي تستهدف تراثنا وتاريخنا وحضارتنا".
وحول ضعف الإمكانيات الفلسطينية في الكشف عن وجود أجهزة إلكترونية متخصصة في الجانب
التجسسي والأمني بشكل عام، كشف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس، أنه "تم طلب خبراء متخصصين متقدمين في مجال الإلكترونيات، للعمل على كشف وجود مثل تلك الكاميرات التجسسيه أو أجهزة التنصت، وهذا ما نسعى إليه".
وبشأن الدور الأردني المشرف على دائرة الأوقاف بالمسجد الأقصى في هذا الجانب، قال: "هناك اتصالات في هذا الشأن".
وكانت النتائج الأولية للجان الفنية، كشفت عن "تحطيم معظم أقفال الغرف والخزائن الـمغلقة في الـمسجد الأقصى، والعبث بمحتوياتها، وفتح أجهزة الحاسوب الـموجودة بها، ومحاولة الدخول إلى أنظمتها والاستفادة من الـمعلومات الـموجودة بها".
وبشأن أهم النتائج التي تم الكشف عنها، أكدت دائرة الأوقاف، أن "سلطات الاحتلال وأجهزتها العسكرية والتقنية، قامت بزرع براغٍ حديدية في أجزاء متعددة من جدران قبة الصخرة الـمشرفة"، مرجحة أن تكون هذه "البراغي الحديدية؛ أجهزة رصد وتصوير".
وأشارت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة منه، أن "قوات الاحتلال قامت بإجراء استكشافات في أنحاء مختلفة من قبة الصخرة أهمها؛ خلع بلاطة من داخل الـمغارة، ومن ثم محاولة إعادتها، وأخذ عينة من الصخرة في موضعين".
وأضافت: "كما قامت سلطات الاحتلال برش مادة بيضاء على أجزاء مُعينة من الصخرة، والعبث بالسجاد وفتح مناهل الكهرباء والعبث بها"، مؤكدا أن هذا "يدل أن موضوع الإغلاق لم يكن أمنيا، بقدر ما يخطط له الاحتلال في الـمستقبل لهذا البناء الحضاري ومحتوياته".
حفر وتكسير
وعلى صعيد الفحوصات التي جرت في الـمصلى القبلي، فقد كشف أن "سلطات الاحتلال قامت أيضا بتركيب براغي على اللوحات الكتابية الخشبية في مقام الأربعين، كما لوحظ كسر في طرف قطعة رخام فوق الباب، وفي الزاوية السفلية من اللوحة، وتكرر مثل هذا الفعل في محراب زكريا، وفي الشدادات العلوية بين الأعمدة وفي الجسر الـموجود في محيط القبة، وفي بعض واجهات الرخام في الواجهة القبلية".
وتابعت: "تم خلع السجاد وتكسير الباب وكسر الغطاء الحجري للقنوات، كما تم فتح جميع الـمناهل الـموجودة في الـمسجد الأقصى ومسجد عمر والعبث بها".
ونوهت إلى أنه "تم كسر أقفال الآبار الـموجودة في الأقصى القديم والـمكتبة الختنية، وتبيّن بأنها أجرت عمليات استكشاف للقصارة القديمة في مناطق عديدة من البئر، ولوحظ آثار تكسير على بعض حجارة الجدران، وقد تكرر هذا في الـمنطقة العلوية الـموجودة في الجهة الشرقية أسفل جامع عمر".
كما تم "خلع حجارة مختلفة في ذات المكان وإعادة بنائها في الواجهة الجنوبية، وتبيّن وجود كسر جزء كبير من العامود الحجري الدائري الـموجود عند أسفل مدخل الختنية، والجزء الـمكسور غير موجود".
وفي المصلى المرواني، "قامت قوات الاحتلال بتحطيم جميع خزائن الكهرباء، وعبثت بعدة لجنة الإعمار، وقامت بفتح بلاطة حجرية من أغطية قنوات الـماء على سطح الـمرواني، وتم خلع جزء من رخام مصطبة الـمهد كما لوحظ آثار حفر بجانب مهدي النبي عيسى (عليه السلام)".
تحطيم الأقفال
كما ثقبت قوات الاحتلال الشباك العلوي لباب الرحمة من الجهة الشرقية، واخترق الثقب الجدار إلى الخارج، ولوحظ آثار حفرية في الـمنطقة، وتبيّن وجود كسر في طرف زاوية الكورنيش الحجري، ووجود قطعة من الرصاص مزروعة بالكورنيش، كما وجد تكسير لأجزاء من الحجارة في الشباك الحجري الثاني".
وفي الساحات والـمكاتب، أكدت نتائج الفحص، أن "سلطات الاحتلال قامت بخلع بلاطة أثرية قديمة على سطوح قبة الصخرة من الجهة الجنوبية، وحاولت إعادتها وأجرت العديد من الاستكشافات في قواعد البوائك".
وأوضحت أنه "تم مصادرة بعض الـمواد الكيماوية؛ التي كانت تستخدم في مختبر الـمخطوطات ومختبرات الـمدارس ومصادرة الحقائب الإلكترونية الطلابية"، مؤكدة أنها عثرت على "كسر في الصخرة الموجودة في القاعة السفلية لـمكتب الـمهندس الـمقيم، ولوحظ وجود فتحة صغيرة أسفل الجدار الغربي للغرفة".
وبخصوص أنظمة الكهرباء والصوت والإنذار والاتصال؛ الخاصة بالمسجد الأقصى المبارك، نبهت اللجنة أنه تم العبث من سلطات الاحتلال بغرفة الآذان، الإنذار والاتصالات، وفقدت بعض القطع الإلكترونية، وهي دقيقة وغالية الثمن، كما سرقت كاميرا تصوير فيديو والعبث بحواسيب غرفة الصوتيات".
وإضافة لهذه الاعتداءات والسرقات والعبث الكبير، قالت دائرة الأوقاف: "من الـممكن أن نجد في الـمستقبل أمورا أخرى مخفية وغير ظاهرة للعيان، نظرا لـمساحة الـمسجد الأقصى الكبيرة"، مشددة على عزمها المضي قدما في "الـمحافظة على هذه الأمانة الغالية نيابة عن الأمة الإسلامية".
وطالبت قادة وعلماء وشعوب الأمية، بتقديم الدعم والمساعدة، من أجل "الدفاع عن أحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام أولى القبلتين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا يتكرر العبث والخراب الذي حل بالأقصى في الفترة 14-27 تموز/يوليو 2017".