استنكر رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا، عبد الهادي أوانج، إعلان دول الحصار (
السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قائمة جديدة لما تصفه بـ"
الإرهاب"، مؤكدا أن تلك الدول دخلت جهرا وسرا في سياسة التطبيع في العلاقة بينها وبين إسرائيل.
وقال في بيان له مساء السبت وصل "
عربي 21" نسخة منه: "ليس بعجب ما تسميه دول الحصار (قائمة الإرهاب) وأدخلت فيها المنظمات الإسلامية الوسطية، ومنها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي والشخصيات المعروفة بمواقفها المعتدلة في أوساط المجتمع المدني في البلدان المعروفة".
وأكد "أوانج"، وهو نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن دول الحصار "دخلت جهرا وسرا في سياسة التطبيع في العلاقة بينها وبين إسرائيل والدول التي دخلت في الشبكة الماسونية والصهيونية العالميتين. فسياسات تلك الحكومات تتحرك كما تحركت السفن الضالة في المحيط".
وتابع: "لا تستطيع سياساتها أن تكون مستقلة رغم طول الأزمنة السوداء والعهود المستعبدة، ورغم غناها في الأموال، ولكنها فقيرة في المروءة والشخصية" مشيرا إلى أنها "زائلة العزة والكرامة، وقد انقلبت مواقف شخصياتها إلى أذلة على الكافرين وأعزة على المؤمنين واحترام الضيوف الصهاينة أولى من الإخوة في الدين ودول الجوار المسلمة إذا لم تقبل سياستها أو سكتت في تأييدها".
واستطرد "أوانج" قائلا:" فويل للعرب من شر قد اقترب بعد تبدل الأمور من عزة الإسلام إلى الخذلان به، والاعتراف بالكيان الصهيوني وخذلان فلسطين وقدسها، لأن الثقة بأولياء اليهود والنصارى أقوى من الثقة بالله والإسلام والمسلمين" على حد تعبيره.
من جهته، هاجم القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، قوائم دول الحصار للإرهاب، قائلا:" القوائم عمل فاشل يلتزم به الفاشلون ليقولوا إنهم موجودون، بينما هم يُفتضحون، ويقل تأثيرهم، ويتبخر حصارهم المخالف للعقل والمنطق".
وتساءل حشمت الذي وضع اسمه على قائمة دول الحصار الأخيرة للإرهاب، عن علاقته بقطر أو البحرين أو غيرهما من دول الخليج، مضيفا:" إدراجي بالنسبة لمصر تحصيل حاصل لا قيمة له، فقط أشعرني بأني مازلت في قلب الثورة عليهم ومؤثر في رفضهم".
وأضاف "حشمت" لـ"
عربي 21" :"لله الحمد والمنة، ويعلم ربي كيف هو حالنا وأعمالنا لنصرة الحق في كل مكان، وعندما يتواجد اسمي مع اتحاد علماء المسلمين فهي الشهادة بأني على الطريق. نسأل الله أن يرشدنا، وأن يوحدنا، وأن يوفقنا".
وأردف: "أعتقد أن زعماء الخليج الذين استضافوا ترامب المأزوم في بلده قد ارتكبوا خطأ كبيرا في حق أنفسهم وحق شعوبهم. لقد فرضوا حصارا على الشقيقة لم يفعلوه ضد أعدى أعدائهم في المنطقة سواء كان الكيان الصهيوني أو إيران، وكلاهما صاحب مشروع يمثل خطورة على العرب وأهل السنة".
وأكمل:" هذا التصرف يعلن بوضوح أنهم في ظنهم مع من يحمي وجودهم (أمريكا والكيان الصهيوني) وضد من يظنون أنه يهز استقرار حكمهم (قطر وتركيا والإخوان)، وهذا تصور خاطئ كرسته وأكدته كل وسائل الدبلوماسية والإعلام المناوئ لهؤلاء بالترهيب والتخويف".
واستطرد قائلا:" لقد استغل أعداء الأمة الحرص الشديد من هؤلاء على البقاء بأي ثمن وأفسدوا لهم بوصلاتهم فاتجهوا إلى الشقيق يحاصروه ويتهموا المخلصين لدينهم، ويتحالفون مع أعداء الحرية والعدالة والكرامة في أوطاننا وهم أعداء تاريخيون لا يمكن تجاهلهم".
وذكر:" لعل ذلك من بركات انتخاب ترامب ليوقظ الأمة، وقد ثبت يقينا ما هدفوا إليه وما ترتب عليه من أحداث بشكل واضح يدعو الشعوب لتقول كلمتها وتحدد موقفها فلا إسلام يخضع له هؤلاء، ولا الحرية هدفهم، ولا كرامة الإنسان مطلوبهم، ولا العدالة طريقهم".
وأضاف "أراد الله أن تنفضح العلاقات المشبوهة وتتحدد الولاءات ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة. ولن يحل مشاكل هذه الأمة المتغربين العلمانيين فيها، بل ستزداد بهم الهزائم والنكسات وتنكسر الأمة أمام أعدائها هكذا يحدثنا التاريخ".
وأعلنت دول حصار قطر قائمة ثالثة لما تصفه بالإرهاب شملت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمجلس الإسلامي العالمي و11 فردا، منهم: خالد ناظم دياب، والمعارض البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان، ومحمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والقياديان بجماعة الإخوان محمد جمال حشمت وعلاء علي محمد السماحي، والمعارضان المصريان يحيى السيد إبراهيم محمد موسى وقدري محمد فهمي محمود الشيخ.
يشار إلى أن قائمتهم الثانية لـ"الإرهاب" صدرت يوم 24 تموز/ يوليو الماضي، والتي شملت تسعة كيانات وتسعة أفراد.
وفي 14 حزيران/ يونيو الماضي، وضعت دول الحصار 59 كيانا وفردا ضمن أول قائمة لها لـ "الإرهاب".
وفرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها، واتهمتها بتمويل الإرهاب، وهو ما نفته تماما الدوحة، مؤكدة أن الهدف من الحصار فرض الوصاية عليها والتدخل في شؤونها الداخلية والمسّ باستقلالها وسيادتها.