نشرت صحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن وجهة مقاتلي تنظيم الدولة بعد انسحابهم من مدينة الرقة. فوفقا لبعض التقارير الإعلامية، أبرمت ميليشيات تنظيم الدولة اتفاقا مع مسؤولين بمدينة الرقة يقضي بتوجه عناصر تنظيم الدولة نحو نهر الفرات على الحدود العراقية، مع استثناء الأجانب منهم.
وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الأطراف تتساءل بشـأن وجهة عناصر تنظيم الدولة بعد انسحابهم من مدينة الرقة. فوفقا لقناة "بي بي سي" البريطانية، يبدو أن مقاتلي تنظيم الدولة غادروا مدينة الرقة بموجب تسوية توسط فيها مسؤولون محليون بالمدينة.
وأكدت الصحيفة أن هناك تقارير غير رسمية تشير إلى أن عناصر تنظيم الدولة قد اتفقوا منذ تاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع مسؤولين محليين بمدينة الرقة على الانسحاب من المدينة.
وفي سياق متصل، راجت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تصور قافلة من العربات والحافلات وهي بصدد ترحيل المئات من مقاتلي تنظيم الدولة رفقة عائلاتهم من المدينة أمام أعين قوات سوريا الديمقراطية.
اقرأ أيضا: وزير الداخلية: قواتنا سهّلت تفجير "داعش" لمفخخاته ببغداد
وبناء على التحقيقات التي أجرتها قناة "بي بي سي"، غادر عناصر تنظيم الدولة الرقة في اتجاه نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية. والجدير بالذكر أن عملية الترحيل تهدف إلى إنقاذ أهالي الرقة من سيناريو دموي كان يخطط له تنظيم الدولة.
وأوردت الصحيفة أن عملية إجلاء عناصر تنظيم الدولة تمت بعلم من الجيش الأمريكي. وحيال هذا الشأن، صرح المتحدث باسم عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، ريان ديلون، أنه "تم ترحيل حوالي 200 عنصر من مقاتلي تنظيم الدولة بناء على قرار من شركائنا السوريين" . خلافا لذلك، أفاد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، خلال شهر أيار/ مايو الماضي "سنحاصر معاقل تنظيم الدولة حتى لا يتمكن مقاتلوه الأجانب من الفرار".
وأضافت أن الاتفاق المذكور آنفا استثنى مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب، ولكن أكد بعض سائقي العربات، التي أمنت عملية نقل عناصر تنظيم الدولة، على أن عملية الإجلاء شملت أيضا بعض العناصر الأجانب. وأشارت التحقيقات، التي أجرتها قناة "بي بي سي"، إلى أن شبكة منظمة من المهربين تولت، قبل إجلاء ميليشيات تنظيم الدولة من المدينة، نقل مجموعة من العناصر الأجانب إلى الحدود التركية بمقابل مالي.
وأوضحت الصحيفة أن تركيا انتقدت هذا الاتفاق، حيث أوردت وزارة الخارجية التركية أن "هذا الاتفاق يثبت أن تركيا كانت محقة عندما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية".
وبينت أن تركيا انتقدت في العديد من المناسبات دعم الولايات المتحدة الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية في حربها ضد تنظيم الدولة. وتجدر الإشارة إلى أن أنقرة تصنف وحدات حماية الشعب الكردية، التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية وذلك على خلفية علاقتها بحزب العمال الكردستاني المحظور.
اقرأ أيضا: هكذا أصبح داعش أداة تصفية حسابات بين القوى الفاعلة بسوريا
وأشارت إلى أن الإمارات العربية المتحدة حذرت من تداعيات فرار "الإرهابين" من مدينة الرقة. وفي هذا الصدد، صرح رئيس مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، علي راشد النعيمي، أن "بعض عناصر تنظيم الدولة فروا من الرقة في اتجاه ليبيا والصومال، فضلا عن دول إفريقيا جنوب الصحراء والفلبين، كما خير مقاتلون آخرون الذهاب إلى أوروبا".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن اتفاق ترحيل ميليشيات تنظيم الدولة جنب بالفعل مدينة الرقة من التحول إلى حمام من الدم، لكنه في الوقت نفسه منح العديد من مقاتلي تنظيم الدولة فرصة التواري عن الأنظار. ومن المحتمل أن يكون البعض من هؤلاء العناصر قد لقوا حتفهم أو اعتقلوا خلال عملية الترحيل. في المقابل، قد يكون المقاتلون الأجانب الذين توجهوا إلى أوروبا على استعداد لتنفيذ عمليات إرهابية هناك.
هكذا انتهى تنظيم الدولة.. هذه الجماعة تستعد لتعويضه
ماذا حمل العبادي في جولته "الخاطفة" لثلاث دول عربية؟
أنور عشقي يكشف تفاصيل حول زيارة "السبهان" للرقة