تعزز مقابلة نادرة أجراها جنرال إسرائيلي مع إحدى وسائل الإعلام السعودية التكهنات بشأن قيام تحالف بين إسرائيل والمملكة في مواجهة ايران، لكن خبراء يشككون في احتمال أن تنجر الدولة العبرية إلى حرب بالوكالة.
ولا تربط بين السعودية وإسرائيل علاقات دبلوماسية، بل عدو مشترك هو ايران التي يثير توسعها في المنطقة قلقهما.
وأبعد من خلافهما التاريخي، تصاعد التوتر مؤخرا بين القوتين الكبريين في المنطقة ايران والسعودية، من المنافسة الحادثة على النفوذ عبر حلفاء لهما في عدد من ميادين القتال في الشرق الأوسط، إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واعتراض صاروخ بالقرب من الرياض اطلقه المتمردون اليمنيون.
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: ابن سلمان يحاول حصر أضرار انفجاره السياسي
وغذى التصعيد الكلامي بين البلدين المتناحرين التكهنات حول توافق سري بين السعودية وإسرائيل حول إمكانية القيام بتحرك ضد ايران أو حليفها اللبناني حزب الله العدو اللدود الآخر للدولة العبرية.
في هذه الأجواء، لا يمكن تجاهل المقابلة النادرة التي أجراها مع رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت موقع "إيلاف" الإعلامي الإلكتروني الذي أسسه رجل أعمال سعودي ومقره في بريطانيا.
وقال ايزنكوت إن إسرائيل "مستعدة لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة ايران"، مشيرا إلى "توافق تام" بين إسرائيل والسعودية على ضرورة "وقف التهديد الإيراني".
وأشار إلى أن المملكة "لم تكن يوما عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها"، معتبرا أنه مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "توجد فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة".
هدوء كاذب
تغذي التكهنات حول تقارب إسرائيلي سعودي وجهات نظر منسوبة إلى ترامب حول إعادة تموضع إقليمية تسهل الاتفاق "النهائي" الذي يريد الدفع باتجاهه بين الإسرائيليين والفلسطينيين المدعومين تاريخيا من السعودية.
وتروج إسرائيل بنفسها لفكرة أن نفوذ ايران والوقائع الإقليمية الجديدة تؤذن بتحسن في علاقاتها مع دول عربية.
وهي تشعر بالقلق من النشاطات النووية الإيرانية ومن خطر أن تقيم ايران التي تشارك في القتال في سوريا، جبهة جديدة بالقرب من حدود الدولة العبرية. كما تخشى تشكيل هلال متصل موال لإيران يمر عبر العراق وسوريا ولبنان وصولا إلى المتوسط.
وتراقب إسرائيل من كثب أيضا خطوط الفصل مع لبنان وسوريا التي يقف وراءها حزب الله الذي تعتبره الدولة العبرية والسعودية والولايات المتحدة "منظمة إرهابية".
وكانت دبابة إسرائيلية تحرك الخميس مدفعيتها الموجهة باستمرار نحو لبنان من مدينة المطلة الإسرائيلية الواقعة في اقصى الشمال وتحيط بها أراض لبنانية من ثلاث جهات.
وقال اللفتنانت كولونيل العاد افراتي الذي يقود سرية تحرس 25 كيلومترا من الحدود، لوكالة فرانس برس أن "حزب الله موجود هنا، نراه ينشط ليل نهار".
وأضاف أن "الهدوء النسبي كاذب (...) ففي الجانب الآخر يقوم حزب الله والجيش اللبناني بعمليات استطلاع لا تتوقف (...) هذا الهدوء النسبي يمكن أن ينهار في أي لحظة".
وبعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني، اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله السعودية بانها طلبت من إسرائيل ضرب لبنان.
خطر تعثر
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني متهما الرياض "من المشين والمزعج أن يطلب بلد مسلم في المنطقة ويترجى حتى النظام الصهيوني لقصف الشعب اللبناني".
ورد الجنرال ايزنكوت "لا توجد لدينا أي نية للمبادرة بهجوم على حزب الله في لبنان وإشعال حرب"، لكنه أضاف "لن نقبل أن يكون هناك تهديد استراتيجي على إسرائيل".
وتابع رئيس الأركان الإسرائيلي "نرى من الجانب الآخر محاولات إيرانية قد تؤدي للتصعيد ولكنني استبعد ذلك في هذه المرحلة".
ويرى الخبراء أن إسرائيل لا تريد مواجهة جديدة، لكن المنطقة التي تشهد كل هذه الاضطرابات، تبقى رهينة أي خطأ.
وتحدث كريم بيطار من معهد الشؤون الدولية والاستراتيجية في باريس عن "تضافر عوامل مقلقة جدا". وقال إن "الاندفاع السعودي مدعوم من قبل رئيس أميركي مندفع بالقدر نفسه".
وأكد جوشوا تايتلبوم من مركز بيغن-السادات الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية أن "المصالح (الإسرائيلية السعودية) متوافقة منذ فترة طويلة"، لكن إسرائيل توازن بين مخاوفها والمخاوف الخاصة للسعوديين. وأضاف أن "إسرائيل لن تنجر إلى حرب لحساب السعودية".
وكتب عاموس هاريل الخبير في شؤون الدفاع في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الرياض راهنت مرتين في الماضي على قوة الضرب الإسرائيلية على امل شن هجوم على منشآت إيران النووية ومن ثم تنفيذ عملية تدخل ضد قوات النظام السوري.
وأضاف "لقد خاب ظنها في المرتين". لكنه اقر بأنه بما أن كلا من إسرائيل وحزب الله "هما في أغلب الأحيان على بعد زلَّتين من الحرب" فإن اندلاع نزاع يبقى محتملاً في أي وقت.
هل يتغير موقف القاهرة من إيران في اجتماع الوزراء العرب؟
الجبير يفتح النار على إيران وحزب الله.. بماذا طالبهما؟
ولايتي يرد على الحريري ويكشف ما دار بينهما في بيروت