طرحت الأنباء الواردة من الشرق الليبي سواء حملة الاعتقالات التي تقوم بها قوات اللواء خليفة حفتر أو الحكومة الموالية له أو اعتذار قبيلة العبادلة (فرع من فروع قبيلة العواقير) لحفتر عما بدر من تصريحات للنقيب فرج قعيم، عدة تكهنات حول مدى سيطرة حفتر على الحكومة وعلى قبائل الشرق.
واعتقلت الحكومة المؤقتة، غير المعترف بها دوليا، وزير الداخلية الأسبق، عمر السنكي، وأخضعته للتحقيق، كونه أحد المرتبطين بالأحداث الأخيرة في مدينة بنغازي (شرق ليبيا).
كما طالبت الحكومة باعتقال كل من يتواصل مع حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، ومنهم عمداء بلديات في الشرق الليبي وشيوخ قبائل.
تساؤلات
وسبق لقوات حفتر اعتقال بعض الناشطين في المجتمع المدني وصادرت عدة كتب، كما اعتقلت بعض الضباط من بين صفوفهم وآخرهم العقيد علي الشيخي وهو أحد قيادات عملية "الكرامة"، التي أطلقها حفتر في الشرق الليبي.
وأثارت هذه الحملة سواء من حفتر أو حكومته عدة تساؤلات من قبيل: هل يستغل حفتر الحكومة الموالية له كواجهة سياسية للتخلص من مناوئيه؟ وما دلالة اعتذار قبيلة العبادلة له؟ وما صحة إحكام قبضته على حكومة وقبائل الشرق الليبي؟ وكيف تم ذلك؟
غطاء سياسي
ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "حفتر حتى لا يظهر أنه ديكتاتور مستبد، يستغل حكومة الثني (المؤقتة) في التبرير لتصرفاته وإعطائها نوعا من الغطاء السياسي بعيدا عن العسكرة".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "حفتر يحكم السيطرة في الشرق بقوة السلاح ونتيجة للدعم الخارجي فهو لديه المال والعتاد في الاستمرار، وهذا ما تفقده قبائل الشرق، فالقبائل انصاعت له من باب الخوف فقط وليس التأييد، وفي تقديري حفتر انتهى وصفحة ستطوى قريبا".
مصالح متبادلة
وأكد العضو السابق في المؤتمر الوطني الليبي، محمد دومة، أن "علاقة "المشير" (حفتر) بالحكومة غير المعترف بها دوليا، هي علاقة مصلحة وفقط، فالحكومة تستفيد من الزخم الشعبي للجيش (قوات حفتر)، وحفتر يتخذها واجهة سياسية لأي تحرك.
وبخصوص سبب اعتقال وزير الداخلية الأسبق، قال دومة لـ"عربي21": "واضح أن القبض جاء على خلفية أزمة "قعيم" الأخيرة، لوجود علاقة محتملة بينهم خاصة وأن "السنكي" (الوزير المعتقل) هو الذي كلف "قعيم" بمكتب مكافحة الإرهاب حينما كان وزيرا"، وفق تقديره.
في حين، أشار الناشط الليبي، خالد الغول، إلى أن "اعتقال السنكي ربما لكونه كان في جهاز الداخلية ويملك معلومات خاصة ومهمة فوجب تنبيهه وتخويفه وأخذ بعض المعلومات منه، أما الاعتذار من قبل القبيلة فليس غريبا كونها قبائل نفعية سهل احتواؤها وليس بينها كثير من الوحدة والارتباط كما يصوره المفاخرون".
وتابع: "وبخصوص سيطرة حفتر على قبائل الشرق، فهذا صحيح خاصة أنه متواجد منذ 4 سنوات هناك وخبرهم وأخضع الجميع له بالقوة واستخدم في ذلك كثيرا من سياسة القذافي"، وفق قوله لـ"عربي21".
اعتذار مخز
وقال الناشط السياسي من الشرق الليبي، أحمد محمد علي، إن "الثني (رئيس الحكومة الموالية لحفتر) بيدق يحركه حفتر كما يشاء، وهو يسعى حاليا للسطو على الأموال التي حولها المجلس الرئاسي لبلديات في الشرق الليبي".
وأوضح لـ"عربي21" أن "اعتذار العبادلة لحفتر بدون طلب التحقيق في وقائع اغتيال "قعيم" مرتين والهجوم على مقراته هو أمر مخز ومحبط لشباب 'العواقير' الذين يعانون من درجة إحباط كبيرة من تصرفات شيوخ الدفع المسبق المحسوبين على العواقير الذين تعودوا على إلقاء بيانات العهد والمبايعة تحت الطلب"، حسب تعبيره.
أمر حتمي
الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، رأى من جانبه؛ أن "حفتر يدرك أهمية تحقيق الاستقرار الأمني في شرق ليبيا وهو يواصل معركته التاريخية ضد "الإرهاب"، إضافة إلى تكوين جيش وطني لحماية البلاد، لذا فمن المنطقي أن يتخلص من كل من يحاول عرقلة هذه المسيرة".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "القضاء على أي شوشرة لا تخدم الأهداف المذكورة أمر حتمي، أما اعتذار القبيلة فهو رد فعل طبيعي أمام تغليب قبائل الشرق الليبي لدور الجيش وقائده "المشير" حفتر، وإحكام "المشير" سيطرته على الشرق أمر مفروغ منه في مرحلة الحوار من أجل التوافق على تكوين قيادة سياسية واحدة وجيش موحد"، كما قال.
فرج قعيم.. ما الذي يخشاه حفتر من النقيب الشاب في ليبيا؟
حفتر يعتقل ضابطا كبيرا في قواته.. هل بدأ الصدام؟
اتهامات للنظام المصري بقصف درنة وحفتر ينفي مسؤوليته