كشفت صحيفة "البايس" الإسبانية عن قلق إسبانيا من عزم
المغرب إطلاق أول قمر صناعي له متخصص في
التجسس في الثامن من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، من قاعدة "غويانا" الفرنسية، لافتة إلى أن من شأن هذا القمر الصناعي الإخلال بالتوازن العسكري وتقوية ميزة التجسس لدى المغرب.
وقالت الصحيفة الإسبانية في
التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن القمر الصناعي "إيل موروكان إيو سات 1" الذي سيحمله صاروخ إيطالي الصنع، سيمكن المغرب من تعزيز ترسانته الأمنية، وسيكون من مهامه الرئيسية التجسس على دول الجوار ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية ومراقبة الحدود.
وأوضحت الصحيفة أن المغرب اقتنى
قمرين اصطناعيين في صفقة قيمتها حوالي 500 مليون أورو سنة 2013، وقالت إن لهما القدرة على التقاط صور مراقبة عالية الدقة، لافتة إلى أن القمر الأول سيتم إطلاقه في 8 من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، أما القمر الثاني فسيطلق في عام 2018.
وسجلت الصحيفة أن القمرين الصناعيين بإمكان كل واحد منهما التقاط 500 صورة يوميا بجودة عالية يتم إرسالها إلى المحطة الأرضية كل ست ساعات، مشيرة أن كل قمر يزن 970 كيلوغراما، وله مدار يبعد عن الأرض بـ 695 كيلومترا.
وذكرت الصحيفة أن المغرب سيصبح أول بلد جار يمتلك هذه التكنولوجيا، حيث سيمكنه من رصد كل ما يتحرك على الأرض بدقة عالية، مشيرة إلى أنه "على الرغم من أن المغرب دولة صديقة لإسبانيا في مجالات تتعلق بالتعاون البناء في مكافحة الهجرة غير الشرعية والتنظيمات الجهادية، فإن خبراء عسكريين إسبان يحذرون من أن الميزة التكنولوجية التي كانت تميز إسبانيا عن جارتها المغرب قد بدأت بالتقلص".
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن من شأن هذا القمر الصناعي أن يمكن المغرب من "الحصول على معلومات مفصلة حول المنشئات العسكرية وتحركات القوات العسكرية للجيران، إسبانيا والجزائر، أو جبهة البوليساريو"، ليصبح المغرب بذلك "ثالث دولة في القارة الأفريقية بعد مصر وجنوب أفريقيا تتوفر على هذه القدرات".
وكشفت "البايس" عن أن القمر الصناعي المغربي تم بناؤه بسرية تامة بعد توقيع العقد سنة 2013 إبان الزيارة التي قام بها في نيسان/ أبريل من ذات العام إلى الرباط الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وجرى بناؤه من قبل عملاق الصناعة الأوروبية إيرباص.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القمر وصل إلى قاعدة كورو التابعة لمنطقة غوايانا يوم 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، أي قبل 45 يوما من إطلاقه صوب الفضاء، وأضافت أن محطة مراقبة القمر تتواجد قرب مطار الرباط (عاصمة المغرب)، وستكون تابعة لإدارة الدفاع المغربية.
وبحسب الصحيفة، فإن المغرب يهدف من خلال هذا القمر الصناعي إلى "محاربة الهجرة غير النظامية والتهريب بشتى أنواعه، ومطاردة الجماعات الجهادية التي تنشط في الساحل، مثل القاعدة في المغرب الإسلامي، ورصد تحركات القراصنة على مستوى خليج غينيا، وكذلك مراقبة حدوده التي من السهل اختراقها".
وذكرت الصحيفة أن المغرب أقدم في السنوات الأخيرة على تحديث ترسانته العسكرية، باقتنائه لـ 47 مقاتلة من صنف "إف 16" و200 دبابة من نوع "أبرامز" الأمريكية الصنع، إضافة إلى فرقاطة متطورة من فئة "فريم"، الفرنسية الإيطالية الصنع.