تساءل محللون عن مغزى زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، مناطق خاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في
سوريا، والتي تعتبر بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي.
وزار المسؤول السعودي بلد عين عيسى شمال
الرقة، كما التقى السبهان خلال زيارته التي بدأت الثلاثاء في قاعدة "خراب عشق" الأمريكية، في محيط مدينة عين العرب (كوباني)، شمال حلب، بصحبة المبعوث الأمريكي للتحالف ضد تنظيم الدولة، بريت ماكغورك، مع ممثلين عن مجلس الرقة المدني؛ الذي شكلته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، ومع قيادات من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ووجهاء من عشائر الرقة.
رسائل لتركيا
ورأى مراقبون أن هناك أهدافا ورسائل عدة من هذه الزيارة. وفي هذا الإطار، تحدث الباحث السياسي نواف الركاد؛ عن جملة أهداف سعودية من وراء إرسال السبهان إلى شمال سوريا، أبرزها "تلويح
السعودية بالورقة الكردية لتركيا، على أمل أن تتراجع الأخيرة عن دعمها لقطر"، وفق قوله.
ويضيف الركاد لـ"عربي21"؛ أن الزيارة لا تخرج عن كونها "لعبة استعراض الأوراق" (الملف الكردي السوري) من قبل السعودية وإمكانية تحريكها، مشيرا إلى أن "الكل يعلم حساسية هذا الملف بالنسبة لتركيا".
وإلى جانب ذلك، رأى الركاد أن السعودية أرادت أن تكون متواجدة في الرقة لتظهر بمظهر الطرف العربي القوي في محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، مضيفا: "المملكة تشكل ثاني أقوى دولة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة".
وبالمقابل، استبعد الركاد أن تكون زيارة السبهان بغرض البحث في مستقبل مدينة الرقة، كونها مركز ثقل عشائري عربي، وقال في هذا الصدد: "لا أظن أنها مشغولة بعروبة الرقة؛ بقدر ما هي منشغلة بتحقيق مصالحها الاستراتيجية على رقعة الشطرنج السورية"، كما قال.
إعادة الإعمار
وفي تفسير آخر لأهداف الزيارة، ذكرت مصادر إعلامية تركية، أن الهدف من الزيارة "الترتيت أمريكيا لإعادة إعمار الرقة بأموال خليجية ضمن توافقات رتبت خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى السعودية".
وفي هذا الصدد، لم يستبعد الباحث السوري أحمد السعيد؛ أن يكون من بين أهداف زيارة الوزير السعودي أجندات تبحث في مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار السعيد في حديث لـ"عربي21"؛ إلى أن اجتماع السبهان بالمجلس المحلي يعطي دلالة واضحة في هذا المنحى، لكنه استدرك قائلا: "دعنا لا نستبق الأمور؛ لأن مرحلة إعادة الإعمار لن تبدأ بدون توافقات واجتماعات دولية، وكذلك لن تكون دون دور للجارة
تركيا".
ما علاقة الجربا؟
مصدر رفض الكشف عن اسمه؛ ربط بين زيارة السبهان، وبين الرغبة السعودية بأن يكون لرئيس الائتلاف السابق، أحمد عاصي الجربا، دور مستقبلي في حكم سوريا، أو في شرق سوريا على أقل تقدير.
وأوّل المصدر الزيارة على أنها "جهد سعودي من جملة جهود أخرى تبذلها المملكة في سبيل جعل الجربا متصدرا المشهد". وأشار في هذا السياق إلى اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات التي جرت في الرياض قبل أيام، بغرض توسيع الهيئة.
ولفت المصدر إلى دعم السعودية لترشيح الجربا، لتولي منصب المنسق العام للهيئة، بدلا عن منسقها الحالي رياض حجاب، وفق قوله.