تضاربت الأنباء عن وصول نحو 59 جنديا نيباليا إلى
ليبيا، خلال الأسبوع الماضي، لتأمين موظفي
الأمم المتحدة العاملين في البلاد، ضمن ترتيبات خطة أمنية تسعى لضمان سلامة الموظفين الأمميين، وخاصة العاملين لدى مفوضية اللاجئين.
وقال ممثل أممي في بروكسل إنه "لا تزال هناك بعض المشاكل التقنية الخاصة بتخليص أسلحة مجموعة أخرى وأمور من هذا النوع"، بحسب جريدة "يو أوبسرفر" البلجيكية، الخميس.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، قد أكد الشهر الماضي أن "قوة قوامها نحو 250 عنصرا تابعين للأمم المتحدة ستتوجه إلى ليبيا في الأسابيع المقبلة، وستكون مهمتها ضمان أمن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا".
نفي
في المقابل، نفت الناطقة باسم البعثة الأممية إلى ليبيا، سوسن جو، هذه الأخبار، مؤكدة أن "البعثة لديها حرس بمقراتها وليس جنودا"، وأن "الحرس الدبلوماسي يقوم بحراسة أعضاء البعثة خلال تنقلاتهم، ولا توجد قوات تابعة للأمم المتحدة"، حسب تصريحات صحفية الخميس.
وطرحت هذه الأنباء ونفيها تكهنات بشأن محاولة الأمم المتحدة العودة قريبا إلى طرابلس، أم إن نشر قوات أممية، في حال حدوثه، سيكون بمنزلة رسالة ضمنية على فشل الأمن والاستقرار في الغرب الليبي؟
مغازلة للوفاق
من جهته، رأى الناشط الحقوقي الليبي، طاهر النغنوغي، أن "إرسال جنود تابعين للأمم المتحدة لتأمين مقر البعثاث، إذا حدث سيكون عبر حكومة الوفاق، وسيتم الأمر بهدوء وتكتم، وسيلزم الإعلام الصمت تجاه هذا خوفا"، حسب قوله.
وتابع في حديث لـ"عربي21": "لو حدث هذا؛ فسيدل في الوقت نفسه أن هذه المقرات غير آمنة بحسب تحركاتهم ورصدهم للوضع الأمني هناك"، مضيفا: "الحقيقة البعثة الأممية منذ فترة تغازل الحكومات بلهجة لطيفة، على أن القادم سيكون سيئا لليبيا إن بقيتم هكذا دون مفاوضات حقيقية".
تشويش على البعثة
لكن الناشط السياسي الليبي، فرج فركاش، أكد أن "مثل هذه الإشاعات تم نشرها في السابق ونفتها البعثة مرارا، وهدفها واضح، وهو ضرب مساعي الأمم المتحدة لإنتاج أي توافق بين الليبيين، وكذلك التشويش على عمل البعثة داخل ليبيا".
وأوضح في حديث لـ"عربي21"؛ أن "المستفيد من هذا الأمر هو من يريد استمرار الحال على ما هو عليه من تجار الحروب والأزمات، ومن لا يريد لليبيا أن تنهض من الذين يبكون على أطلال الماضي ويحلمون بعودة نظام القذافي"، وفق تقديره.
واستبعد المحلل السياسي الليبي المقيم في إيطاليا، محمد فؤاد، قيام "البعثة الأممية بنشر قوات تابعة لها في الداخل الليبي"، مضيفا لـ"عربي21": "الدول المهمة لا تريد أن تنزل جنودها في الفوضى التي تشهدها البلاد حاليا"، على حد قوله.
خطوة جيدة
رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان، جمعة العمامي، أشار من جهته؛ إلى أن "إرسال قوات أممية إلى طرابلس لو كان حسب تعليق غسان سلامة، فإنه سيكون خطوة نحو ترتيب عودة البعثة إلى ليبيا هذه خطوة مهمة جدا، وهي مؤشر على تحسن الوضع الأمني حسب تقديراتهم".
واستدرك بقوله: "لكن هذا العدد للقوات (250) عددا كبيرا على مجرد التأمين، وقد يعتبره البعض تدخلا لقوات دولية، وهو بهذا الرأي سيساهم في تأجيج الوضع بدلا من المساهمة في استقراره"، كما قال لـ"عربي21".