قال مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية،
سعد الدين إبراهيم، إن كل المؤشرات والتطورات التي تشهدها الدولة
المصرية تقول إن عبدالفتاح
السيسي، حتى الآن، هو المرشح الأول والأكثر فرصا في النجاح في
الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في منتصف العام المقبل، مرجعا ذلك إلى أن "السيسي" لايزال يتمتع بجزء كبير من الشعبية لدى المصريين.
ورغم أن "إبراهيم" أقرّ، في تصريحات لـ"
عربي21"، بتراجع شعبية "السيسي"، إلا أنه أكد أن هذا التراجع ليس حادا أو مهددا لاحتمالية استمراره في الحكم، مقدّرا نسبة الشعبية التي لايزال السيسي يتمتع بها بنحو 65%، وهي التي كانت، وفق رأيه، عقب 30 حزيران/ يونيو 2013 تتجاوز الـ 90%.
وأردف: "هناك أسماء أخرى تتردد في المشهد، وهناك أقاويل حول خوضها الانتخابات الرئاسية، لكنها لم تعلن الترشح رسميا، لكني لا أرى فرصا كبيرة لكل هذه الأسماء، ويبدو أن الشعب مستسلم لواقع استمرار السيسي لفترة رئاسية ثانية"، مؤكدا أن شعبية "السيسي" تقلصت لأسباب كثيرة، أهمها سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
اقرأ أيضا: سعد الدين إبراهيم للسيسي: انتخابات مبكرة وإلا فهذا مصيرك
وبشأن ترشح أحمد
شفيق في انتخابات الرئاسة، أضاف "إبراهيم"، وهو أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، :"طبقا لآخر اتصال بيننا منذ حوالي شهرين، فالفريق شفيق لا ينوي الترشح للانتخابات المقبلة".
وبسؤاله عن فرص "شفيق" حال إعلانه رسميا الترشح للانتخابات في مواجهة "السيسي"، أجاب بقوله:" لو ترشح شفيق ستكون المنافسة حامية، لكنه (شفيق) قد لا ينجح، نظرا لما قلته بشأن تمتع السيسي بشعبية كبيرة تتجاوز نصف الكتلة التصويتية، وبالتالي فلن تكون فرص شفيق كبيرة في الفوز".
وأشار "إبراهيم" إلى أن المعارضة داخل وخارج مصر ضعيفة ومشتتة ومنقسمة على نفسها، وبالتالي تأثيرها محدود"، لافتا إلى أن "المعارضة لم تفرز زعامات حقيقية لها بريق وزخم لدى الجماهير، ولهذا لا توجد شخصية كاريزمية تستطيع قيادة المعارضة"، بحسب قوله.
وعن الأسباب التي حالت دون حدوث مصالحة بين النظام وجماعة الإخوان رغم توقعه السابق بقرب حدوثها، قال:" المصالحة لها طرفان، ويجب أن يكون لديهما استعداد لتلك المصالحة، إلا أن موقف الإخوان متشدد ويضع شروطا بعضها غير واقعي، والنظام لا يريد إعطاء الجماعة أي مشروعية".
واستدرك بقوله:" إلا أنني أتوقع بحدوث تلك المصالحة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية أكثر أو عقب إجراء هذه الانتخابات، فالرئيس السيسي سيمد يده للإخوان ولمختلف أطياف المعارضة عقب نجاحه، لأنني اعتقد أنه سيسعى لإنهاء فترة حكمه وخلال آخر فترة رئاسية له بعمل توافقي ومصالحات مع الجميع، وبالتالي سنشهد تلك المصالحة عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية".
وذكر أن "إعلان حالة الطوارئ مجددا لمدة 3 شهور أخرى له سبب منطقي لوجود بعض التوترات الأمنية التي تشهدها البلاد، فنظام السيسي لم يستطع السيطرة تماما على الحالة الأمنية إلى الآن، وبالتالي لجأ لفرض حالة الطوارئ التي يرى أنها ربما تمكنه من إحكام السيطرة على الأوضاع".
اقرأ أيضا: هل يلعب شفيق دور "المحلل" أم "البطولة" أمام السيسي؟
وانتقد موقف نظام السيسي من المجتمع المدني، قائلا:" أحد أكبر سوءات النظام أنه لم ينجح في الوصول لمعادلة صحيحة وعلاقة سوية وصحية مع المجتمع المدني، بل أنه وقع في الكثير من الأخطاء بحقه، لأنه لا يوجد عسكري يدرك أهمية المجتمع المدني، والسيسي بالطبع له خلفية عسكرية".
وأضاف أن "التقارير الحقوقية الدولية، التي صدرت مؤخرا، وأعلنت رفضها واستنكارها للانتهاكات التي يرتكبها نظام السيسي هي تقارير محقة فيما تذهب إليه، رغم أن أنصار النظام قاموا بنفي ما جاء فيها، إلا أنني كمؤسس للحركة الحقوقية المصرية إن النظام يرتكب بالفعل هذه الانتهاكات التي يجب وقفها"، مؤكدا أن تلك التقارير الدولية ليس لها تأثير حاسم أو مهدد لنظام السيسي.
وحول موقف المجتمع الإقليمي والدولي من الأوضاع بمصر، ذكر أن المجتمع الإقليمي في حالة صراع وحروب أهلية عديدة، وبالتالي لن يهتم كثيرا بما يحدث في مصر، ويعتبره شيء ثانوي، وبالنسبة للمجتمع الدولي سيظل داعما للسيسي ولأي نظام يراه هو حريصا على محاربة الإرهاب وصديقا للغرب"، واصفا التقارير التي تتحدث عن احتمالية رفع المجتمع الدولي يده عن دعم السيسي بأنها غير دقيقة ولا تتسم بالواقعية.
وعبّر، إبراهيم، عن تفاؤله الحذر بما ستُقبل عليه مصر خلال الفترة القادمة، قائلا:" أنا متفائل بعض الشيء، لكن ليس بنفس الدرجة التي كانت منذ 4 سنوات تقريبا، فقد كنّا في حالة فرح وسعادة بعد ثورة، لكن هذا الفرح بدأ يتآكل تدريجيا بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية واستبداد السيسي برأيه".