قالت مصادر
مصرية، السبت، إنه سيتم الإعلان رسميا عن تدشين جبهة
معارضة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي داخل مصر خلال الأسبوع المقبل في مؤتمر صحفي بمحافظة القاهرة، بمشاركة
أحزاب وشخصيات عامة.
ولفتت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، لـ "
عربي21"، إلى أن "الخلافات بين أعضاء الجبهة تسببت في تأجيل الإعلان عنها أكثر من مرة، حيث أنه كان من المقرر إعلان التدشين بمؤتمر صحفي نهاية الشهر الماضي، إلا أن تباين وجهات النظر بشأن بعض القضايا أهمها صياغة الوثيقة التأسيسية، وعدم الوصول لاتفاق جماعي، حال دون الإعلان الذي تم تحديده سابقا".
وذكرت المصادر أن "الاجتماع الأخير لمؤسسي الجبهة، والذي عُقد بمقر حزب الكرامة، شهد بعض الخلافات التي أدت لانسحاب البعض من الجلسة".
وأشارت إلى أنه "من بين القضايا الخلافية، الموقف من جماعة
الإخوان والمتعاطفين معها، حيث أن البعض يطالب برفض ومهاجمة الإخوان في الوثيقة التأسيسية للجبهة مثلما سيتم رفض ومهاجمة السيسي ونظامه، بينما رأى آخرون أن مثل هذه القضية ليس محلها وثيقة عمل سياسي مشترك، فضلا عن الوثيقة أقرت بالرفض التام لكل أشكال الإرهاب".
وأضافت المصادر أن "هناك مجموعة من الأحزاب ذات توجه يساري هي التجمع، والشيوعي، والاشتراكي المصري، والعربي الناصري، قررت خلال الاجتماع الأخير الانسحاب وعدم الاستمرار داخل الجبهة، بعدما أصر مؤسسو الجبهة على موقفهم من الوثيقة التأسيسية وورقة المبادئ المقترحة".
ولفتت إلى أن جبهة "التضامن للتغيير" مفتوحة أمام الجميع باستثناء "الأحزاب الدينية، طبقا للدستور، كما أنها لن تضم من الفاسدين من نظام مبارك، وكذلك النقابات والجمعيات غير الرسمية".
وذكرت المصادر أن "الأسبوع الجاري سيشهد آخر اجتماع تحضيري للجبهة، وسيتم حسم كافة الأمور الخلافية بشكل نهائي، وتحديد موعد إطلاق الجبهة بشكل محدد، والمقرر له الأسبوع القادم".
ونوهت المصادر إلى أنه سيتم إطلاق حملة توقيعات كبيرة عقب الإعلان الرسمي عن تدشين الجبهة التي قالت إنها تضم أكثر من 6 أحزاب و100 شخصية سياسية حتى الآن، مؤكدة أنه سيتم فتح باب الانضمام للنقابات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني الرسمية.
ومن بين الشخصيات الموقعة كل من: ممدوح حمزة، وسمير عليش، ومدحت الزاهد، ويحيى القزاز، وعبد الجليل مصطفى، وفريد زهران، وخالد داوود، وحمدين صباحي، وهشام جنينة، وهالة شكر الله، وأحمد دراج، وحسن نافعة، ومحمد نور فرحات، ومصطفى كامل السيد، وفريد زهران، وأسامة الغزالي حرب، ومحمد سامي، وجورج إسحاق، وعمار علي حسن، وأحمد الخطيب، ويحيى حسين عبد الهادي، ومجدي عبد الحليم، وعبد الخالق فاروق، ومحمد عبد الحكيم دياب، وناجي دربالة، وفكري خروب، ومحمد سعد خير الله، وحلمي شعراوي، وتامر القاضي، ومحمد سعيد خطاب، وأحمد طه النقر.
من جهته، نفى محمد سعد خير الله، منسق التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام (كيان مصري معارض)، وجود انسحابات أو انشقاقات داخل الجبهة الجاري تدشينها، مؤكدا أن ما يُنشر في هذا الصدد هو "كلام مغلوط وغير صحيح، فكيف ينسحب من لم يوقع أصلا على وثيقة الجبهة وليس عضوا بها؟".
وردا على انسحاب بعض الأحزاب من الجبهة، قال "خير الله" في تصريحات لـ"
عربي21": "نحن لم نجمع توقيعات نهائية من الأساس، وهذه الأحزاب التي تتحدثون عنها لا تزال حتى الآن داعمة بقوة للسيسي، ولا يوجد لها موقف رسمي عكس ذلك".
وتابع:" لكننا حتى لا نُتهم بالإقصاء توجب علينا إتاحة الفرصة لمشاركة الجميع، وقلنا عسى أن يكون حجم التفريط والبيع والخيانات والاستبداد والفاشية والفساد والممارسات الإجرامية للنظام أولى وأدعى لتلك الأحزاب التي قررت عدم مواصلة المشوار معنا بالانحياز للوطن الذي هو في مهب الريح".
وأشار "خير الله"، وهو عضو بجبهة التضامن للتغيير وأحد المشاركين باجتماعاتها، إلى أنهم طالبوا تلك الأحزاب بإصدار "بيانات رسمية ومواقف واضحة عن طريق الأمانات أو اللجان أو المكاتب السياسية لها توضح اعتراضهم على سياسات النظام، وهو ما لم يحدث، وبالتالي أي حديث عن وجودهم معنا هو الهزل بعينه".
وأردف: "نعلم أن المناخ السياسي في مصر حاليا هو نموذج مشوه ومن أسوأ النُظم الفاشية المستبدة المجرمة عبر التاريخ، فنحن بصدد نظام يرتكب جرائم ممنهجة ضد الإنسانية من قتل خارج القانون وخطف وتهجير قسري، بجانب خيانته الكبرى من تفريط في الأرض والمياه والغاز، وبالتالي نظام بكل هذا القدر من الانحطاط والسقوط طبيعي جدا أن يحاول بشتى الطرق اختراق أي كيانات معارض -طور التأسيس- تحاول التصدي والبحث عن كيفية الخروج من المأزق".
وشدّد على أن الكيان الجديد "سيخرج للنور قريبا جدا، فهناك إصرار من قادة الأحزاب الموجودة داخل الجبهة على تدشينه بجانب الشخصيات العامة والمستقلين، خاصة أن هناك إحساسا كبيرا بالمسؤولية ناتج عن حجم الخراب الذي وصلت له مصر"، لافتا إلى أن ما يحدث من جدل وتفاعل وتأجيل أمر متوقع وطبيعي جدا في ظل ما وصلت له الحالة المصرية، وخاصة بسبب ممارسات النظام الذي وصفه بأنه مرتعش وباطش، ولا يريد بالطبع وجود أي جبهات أو شخصيات معارضة له "تفضح إجرامه بحق الوطن".
وأوضح أن القائمة النهائية للأحزاب المنخرطة داخل الجبهة المنتظرة تضم ستة أحزاب حتى الآن، هم: الدستور، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والإصلاح والتنمية، والكرامة، ومصر الحرية، مؤكدا أنهم قيد الاستعداد لجمع التوقيعات النهائية بعدما تم الاستقرار على الصيغة الأخيرة للوثيقة والهيكل الإداري والتنظيمي للجبهة، فضلا عن اسمها.
وأشاد خير الله، بالجهود التي يبذلها الاستشاري الهندسي وأحد مؤسسي جبهة التضامن، ممدوح حمزة، قائلا إنه "بذل جهودا كبيرة، وتحمل الكثير من الصعوبات وواجه التحديات، ويبدو أنه تفرغ تماما منذ شهور لهذا العمل الوطني الهام، ويسعى لإنجاحه بكل الطرق الممكنة، وبالتالي فمن حقه علينا أن نشكره على ما يقوم به، ومن الواجب أن ننسب الفضل لأهله".
وتابع بأنه "لن نكتفي بمجرد إصدار بيان صحفي فقط، بل سيتم تطبيق برنامج تنفيذي وعملي على الأرض خلال 6 أشهر القادمة، وسيكون للجبهة تحركات فاعلة ومؤثرة في الحياة السياسية المصرية، حيث تم وضع خطة عمل لإنقاذ مصر من السياسات الفاشلة الحالية".
وأكمل خير الله: "تم التوصل إلى برنامج شامل يطرح بدائل سياسية واقتصادية واجتماعية، أعده مجموعة من الخبراء والمتخصصين، وسيتم طرحه للرأي العام، وهو مشروع حقيقي وجاد لوحدة القوى المدنية الديمقراطية".