بعد إعلان القوات
العراقية استعادة قضاء
الحويجة بالكامل من سيطرة
تنظيم الدولة وما جاورها، فقد انحسرت سيطرته على الأراضي التي بلغت نحو ثلث مساحة العراق قبل ثلاثة أعوام.
وبذلك فإن التنظيم يقف على أعتاب هزيمة كبيرة في العراق، والتي اعتبرها أبو بكر البغدادي في تسجيله الأخير بأنها "إرهاصات للنصر العظيم والفتح الكبير"، عازيا ذلك إلى "اجتماع أمم الكفر، وعلى رأسهم أمريكا وروسيا وإيران" في حربهم ضد التنظيم.
وكان الفريق الركن عبد الأمير يار الله، قائد الحملة العسكرية لاستعادة قضاء الحويجة أعلن، السبت، استعادة قواته السيطرة على سلسلة جبال "حمرين" جنوب غربي محافظة كركوك العراقية من تنظيم الدولة.
وتمتد سلسلة جبال حمرين على طول 45 كم من منطقة "الفتحة" جنوب غربي كركوك باتجاه الحدود مع محافظة ديالى شرقا، وباتجاه محافظة صلاح الدين شمالا.
وشكلت سلسلة جبال حمرين ذات الطبيعة الوعرة للتنظيم، ممرا رئيسا لنقل إمداداته العسكرية واللوجستية بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك.
واستعادت القوات العراقية، الخميس الماضي، بشكل كامل مركز قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك من سيطرة تنظيم الدولة، بعد نحو شهر من خسارة التنظيم لتلعفر وكامل محافظة نينوى في شمال العراق.
اقرأ أيضا: العراق يستعيد "حمرين".. وهذه آثار تنظيم الدولة بالحويجة
ماذا بقي للتنظيم؟
من جهته، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، في حديث لـ"
عربي21" إن "المعارك بدأت تأخذ وتيرة أكثر سرعة بعد استعادة مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة التي كانت تشكل لهم معقلا كبيرا".
وأوضح أن "القوات العراقية استطاعت أن تستعيد شرق قضاء الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين وقضاء الحويجة بالكامل والمناطق المجاورة لها التي كانت تحت سيطرة التنظيم بقترة زمنية قياسية".
وأضاف الأسدي أن "خسائر تنظيم الدولة للأراضي العراقية بالكامل بات وشيكا، فبعدما تمكنت القوات العراقية بمختلف تشكيلاتها من استعادة المناطق الشمالية، فإن الوجهة المقبلة ستكون لاستعادة مناطق غرب العراق".
وبشأن الأراضي العراقية التي لازال التنظيم يفرض سيطرته عليها، قال إن "التنظيم فقد جميع الأراضي التي سيطر عليها في عام 2014، سوى قضائي راوة والقائم غربي
الأنبار، إضافة للصحراء التي تربط شرق محافظة صلاح الدين بالأنبار".
وأردف الأسدي قائلا إن "تنظيم الدولة لا يزال يسيطر أيضا على نحو 200 كلم على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا"، لافتا إلى أن "القوات العراقية على تنسيق مباشر وعلى مستوى عال مع قوات النظام السوري لإنهاء تنظيم الدولة هناك".
وبخصوص مصير قادة تنظيم الدولة، قال الأسدي إنه "وفق المعلومات الاستخبارية التي تتوفر لدينا فإن زعيم التنظيم أبا بكر البغدادي وقادة آخرين، ينحصر وجودهم بين منطقة الميادين السورية وقضائي راوة والقائم وصحراء الأنبار المليئة بالوديان".
وفرض تنظيم الدولة في حزيران/ يونيو 2014 على ما يقارب ثلث الأراضي العراقية. أما اليوم، فقد باتت سيطرته تقتصر على أراض محدودة غربي محافظة الأنبار.