وثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا، وقوع 12 حالة وفاة و23 حالة إصابة بجروح في صفوف
المدنيين خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وذلك أثناء سير الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا.
وأوضحت البعثة في تقريرها الصادر اليوم الإثنين، أن من بين الضحايا كانوا سبعة رجال لقوا حتفهم وثمانية جرحى، فيما لقيت ثلاث نسوة مصرعهن ومصابتين بجروح، وتوفي طفلان (فتاة وصبي)، وأصيب 13 أخرين بجروح منهم سبع فتيات وستة فتيان.
أسباب الوفيات والإصابات
وذكر التقرير أن معظم الخسائر في صفوف المدنيين كانت بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب حيث خلفت خمس حالات وفاة، وخمس إصابات، وتوفي أربعة مدنيين وأصيب ستة أخرين بجروح جراء إطلاق النار.
وأوضح، أنه لم تُعرف الأسباب الدقيقة لحالات الوفاة الأخرى البالغ عددها 15 حالة، ويرجح أن تكون إما بسبب القصف أو إطلاق النار.
إحصائيات المدن
ورصدت البعثة الأممية في ليبيا، خمس حالات وفاة و12 مصابا في صبراتة، وخمس وفيات وثماني إصابات بجروح في
بنغازي، وثلاث إصابات بجروح في
درنة، وحالة وفاة واحدة في الزاوية، وحالة أخرى في طبرق.
واندلعت في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي اشتباكات مسلحة في مدينة صبراتة، غرب ليبيا، والتي تستمر بشكل متقطع إلى هذا اليوم، مما أدت إلى وقوع إصابات فادحة في صفوف المدنيين، وقد لقي ما لا يقل عن أربعة رجال وامرأة مصرعهم، بينما أصيب ستة رجال وامرأتين وأربعة أطفال بجروح، ولم تتمكن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من التأكد بشأن الوضع المدني لنحو 37 رجلاً آخرين أصيبوا بجروح أثناء الاشتباكات، بحسب ما ذكر التقرير.
ووفقا لتقرير البعثة الأممية، فقد لقيت في الأول من أيلول/ سبتمبر امرأة تبلغ من العمر 80 عاما مصرعها في منزلها في منطقة الحرشة بمدينة الزاوية عندما تعرضت المنطقة لهجوم من جماعات مسلحة تتخذ من الحرشة مقراً لها وذلك عقب مسيرة مؤيدة لنظام معمر القذافي التي جاءت بالتزامن مع احتفالات "الفاتح".
مخلفات حرب بنغازي
وفي مدينة بنغازي، تسببت المتفجرات من مخلفات الحرب في وفاة ثلاثة رجال وامرأة وطفل، وإصابة رجل وأربعة أطفال بجروح، وفي الثالث من سبتمبر، لقيت امرأة مصرعها في انفجار آخر وسط بنغازي، بينما أصيب زوجها بجروح، وتوفيت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، وأصيبت شقيقتاها الصغيرتان في سن الخامسة والثالثة من العمر وصبي في الثالثة عشرة من عمره بجروح في 21 من الشهر ذاته، أثناء انفجار لغم خلال لعبهم في أسوار منزل جدتهم في منطقة القوارشة، وبترت رجلي طفلي يبلغ من 14 عاما إثر إصابته في انفجار بسبب المتفجرات من مخلفات الحرب أثناء لعبه كرة القدم في التاسع من سبتمبر.
درنة
وحول الأوضاع في مدينة درنة التي تحاصرها قوات عملية الكرامة منذ أشهر، ذكر التقرير الأممي أن موالين لقوات الكرامة متمركزون في نقطة تفتيش بمنطقة مرتوبة جنوب درنة، قاموا في يوم الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر، بإطلاق النار في الهواء لتفريق سكان المدينة الذين يسعون إلى المرور عبر نقطة التفتيش، وأدى ذلك إلى إصابة رجل في الستينات من عمره بشظايا في عينه، وفي 22 من الشهر نفسه، أصيبت فتاتان بجروح جراء طلقات نارية عندما تعرضت سيارتهما لإطلاق النار في منطقة الفتايح في درنة.
المرافق المدنية
أما عن الاعتداءات على المرافق المدنية، فقد طُعن في السادس من الشهر الماضي، أحد العاملين في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث ببنغازي من قبل شخص يرجح أنه من الموالين لقوات الكرامة، واقتيد الجاني المشتبه فيه من قبل الشرطة العسكرية لاستجوابه، وفق ما نقلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في تقريرها الشهري.
وأكد التقرير، توقف وحدتي الطوارئ والجراحة بمستشفى الجامعة في صبراتة عن العمل، جراء تضررها لاستهدافها بقذائف مرتين في يومي 19 و21 سبتمبر المنصرم، كما أصيب موقع التراث العالمي في صبراتة بإطلاقات رصاص.
إصابات أخرى
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إنه جرى في الأول من أيلول/ سبتمبر العثور في إحدى المزارع في مدينة الزاوية، غرب ليبيا، على جثة رجل يبلغ من العمر 59 عاما من منطقة الحرشة وعليها إصابات بطلقات نارية، وقد اعتقل قبل ساعات من ذلك دون أن يصاب بأذى على يد جماعات مسلحة محلية وذلك عقب مسيرة لدعم نظام القذافي تلتها أحداث عنف، ولقي عامل مهاجر مصري الجنسية في الرابع من أيلول/ سبتمبر، مصرعه جراء تعرضه لإطلاق نار داخل متجر في منطقة الصابرية في الزاوية من قبل مسلحين مجهولين.
وفي الرابع من الشهر ذاته، توفي إمام وطالب في الفقه الإسلامي ينتمي إلى المنهج السلفي "المداخلة" يبلغ من العمر 26 عاما أثناء احتجازه من قبل مجلس شورى مجاهدي درنة، وبعد يومين من وفاته أصدر المجلس بيانا أقر فيه باعتقاله للاشتباه في نقله معلومات إلى قوات عملية الكرامة، ولكنه نفى الادعاءات القائلة بأن
التعذيب كان سبب الوفاة، وتشير المعلومات التي حصلت عليها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن الضحية تعرض للضرب أثناء الاحتجاز.
وأفاد تقرير البعثة الأممية، أنه جرى العثور على جثة صبي يبلغ من العمر 17 عاما، وعليها آثار تعذيب وجروح ناجمة عن طلقات نارية، في منطقة القوارشة ببنغازي في 13 سبتمبر، وأنه جرى اعتقال الضحية من الشارع من قبل ثلاثة أشخاص مسلحين وذلك عقب نشوب خلاف بينهم، وفي 25 من الشهر ذاته، على قتل اثنين من أفراد الأمن المتمركزين أمام مستشفى سبها العام جراء إطلاق النار عليهما من قبل مركبة مارة يقلها أشخاص مجهولي الهوية.
يشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد وثقت خلال شهر آب/ أغسطس الماضي، وقوع سبع وفيات، وإصابة 14 شخصا في صفوف المدنيين بجروح، بسبب استمرار الأعمال العدائية في جميع أنحاء ليبيا.