طرحت زيارة قائد القوات التابعة للبرلمان الليبي، خليفة
حفتر، إلى
إيطاليا؛ تساؤلات حول مدى تحسن العلاقة بين الطرفين، بعد تهديدات حفتر تجاه إيطاليا، على خلفية اتفاقها مع حكومة الوفاق في طرابلس لمكافحة الهجرة غير الشرعية وضبط الحدود الليبية.
واقتصرت لقاءات حفتر مع مسؤولين في مجال الأمن والجيش، حيث التقى كلا من وزيرة الدفاع، روبرتا بينوتي وقائد أركان الجيش الإيطالي، كلاوديو غرازيانو، ووزير الداخلية ماركو مينيتي، في مقر وزارة الدفاع بروما.
اقرأ أيضا: تهديدات من قوات حفتر لإيطاليا.. ما علاقة مبادرة فرنسا؟
رسالة لحفتر
وأكدت مصادر إعلامية إيطالية أن روما أبلغت حفتر؛ رسالة مفادها أنه "إذا كان ينوي تقديم نفسه لقيادة
ليبيا، فعليه أن يختار المسار السياسي، وأنه يتعين عليه مواجهة خصومه سياسيا والتخلي عن التحركات العسكرية ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس"، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي؛ قولها خلال لقاء حفتر إن "عملية التفاوض التي قادها مبعوث الأمم المتحدة قد بدأت للتو (في إشارة إلى اجتماعات تونس لتعديل الاتفاق الليبي)، ونحن نؤيد هذه العملية، ويجب على الجميع في ليبيا دعم المفاوضات السياسية، وعدم استخدام السلاح لغرض سياسي".
والسؤال: هل ضغطت روما فعليا على حفتر للقبول بالمسار السياسي وفقط؟ وكيف سيتعاطى الأخير مع هذا الطرح؟
معاملة حازمة
من جهته، أكد الخبير العسكري والضابط الليبي، عادل عبد الكافي، أن "إيطاليا تملك ملفا كاملا عن تورط حفتر في قضية الهجرة غير الشرعية، خاصة بعدما هاجم الاتفاقية التي وقعت بين روما وحكومة الوفاق، لذا أرادت التواصل معه مباشرة وأجلسته مع رئيس المخابرات الإيطالي لهذا الغرض".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21": "روما لديها استراتيجية في محاولة تأمين الجنوب الليبي، وتتواصل مع كل الأطراف المعنية بذلك، ومنها حفتر طبعا، لكني أستبعد أن تناقش إيطاليا طموح حفتر في الوصول للسلطة؛ كونه واضحا (الطموح) للجميع وسبق أن أعلنه مباشرة"، وفق قوله.
وحول دلالة الزيارة عسكريا، قال عبد الكافي: "إيطاليا من أكثر الدول التي تعرف إمكانياة حفتر العسكرية، ودلالة الزيارة أنها رسالة للدول الداعمه لحفتر بأن روما ستتعامل بشكل حازم وجدي في الملف الليبي".
صراع أوروبي
وكشف المحلل السياسي الليبي المقيم في روما، محمد فؤاد، أن "إيطاليا رفضت استقبال حفتر بالبدلة العسكرية بعد يوم من استقبالها رئيس الأركان التابع لحكومة الوفاق في طرابلس عبد الرحمن الطويل بالبدلة العسكرية، وهنا دلالة عدم اعترافها بحفتر كقائد للجيش"، وفق تقديره.
وأوضح في حديث لـ"
عربي21"؛ أن "روما تتصرف على أساس أنها تلتقي جميع الأطراف في ليبيا، لكن ثمة ملاحظة أخرى في زيارة حفتر أن الأخير لم يلتق أي شخصيات سياسية، مثل وزير الخارجية أو رئيس الوزراء مثلا، لكن المخابرات هناك تصر على التعامل معه، وخصوصا في ظل الدعم الذي يتلقاه من فرنسا أي في إطار الصراع الأوروبي"، كما قال.
لكن، الإعلامي من بنغازي، عاطف الأطرش، أشار إلى أن "الزيارة هي محاولة إيطالية للعودة إلى المشهد الليبي بشكل متوازن يجعلها تلقى قبولا بين أطراف النراع الليبي"، مضيفا لـ"
عربي21": "وقد ترى إيطاليا في حفتر شريكا أمنيا بحكم منصبه، ويستطيع تلبية مطالبها، خصوصا فيما يتعلق بأزمة الهجرة غير الشرعية"، حسب قوله.
"الوحيد القادر على الحكم"
من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي في طبرق، جلال الشويهدي، أن "حفتر يحاول أن يقنع الأطراف الدولية والإقليمية أنه هو الشخص الوحيد الذي يستطيع حكم ليبيا بالقوة، هذا الأمر لن يحدث في ليبيا على الأقل في الوقت الحالي".
وأشار في حديث مع "
عربي21"؛ إلى أن "حفتر أقحم نفسه في العملية السياسية بدلا من التركيز على لم شتات المؤسسة العسكرية، وجعل من نفسه طرفا في الصراع السياسي، وكشف عن نواياه بأنه يريد منصبا سياسيا في أعلى السلطة في الدولة"، حسب قوله.
وفي آب/ أغسطس الماضي، هدد حفتر بقصف السفن الإيطالية حال وصولها إلى سواحل ليبيا، بعد الاتفاقية التي وقعت بين حكومة الوفاق الليبية وحكومة روما، وهو ما استهانت به الأخيرة واعتبرته مجرد "دعاية".