أكد محلل
إسرائيلي بارز، أنه في الوقت الذي يبني فيه النظام
المصري بقيادة عبد الفتاح
السيسي العلاقات مع "إسرائيل"، يقوم "بتهميش" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويأخذ في حسبانه المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط آفي يسسخاروف، في موقع "تايمز أوف إسرائيل": "أثبت السيسي مرة أخرى عبر لقائه العلني الأول برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وقادة إسرائيليين، أنه أجرأ قائد عربي في المنطقة"، مضيفا: "لقد تجرأ السيسي على القيام بما يقوم به قادة العرب بشكل سري فقط".
ورأى المحلل، أن لقاء نتنياهو بالسيسي مساء أمس، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، "يدل بوضوح على أن السيسي يشعر بثقة كافية في موقعه بمصر والعالم العربي لكشف وقوع هذا اللقاء".
وورد في بيان صادر عن مكتب السيسي، أن "المحادثات ركزت على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل"، موضحا أن نتنياهو والسيسي بحثا "سبل استئناف عملية السلام وإقامة دولة فلسطينية".
لكن المرجح، بحسب يسسخاروف، أن اللقاء الذي استمر 90 دقيقة، "تطرق لمواضيع كثيرة غير عملية السلام العالقة، على الأرجح أنهما تباحثا في العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب والقاهرة، إضافة للتعاون الأمني الكبير بين إسرائيل ومصر، في شبه جزيرة سيناء".
ورأى أن "أحد المواضيع المركزية خلال اللقاء، هو بحث المبادرات المصرية الكبيرة في الأسابيع الأخيرة، من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس وإعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة".
واستضافت المخابرات المصرية خلال الأسبوع الماضي، وفدا رفيعا من حركة "حماس" برئاسة إسماعيل هنية، حيث أعلنت الحركة و"استجابة للجهود المصرية"، عن حل اللجنة الإدارية التي تدير شؤون قطاع غزة، كما عبرت عن استعدادها لاستقبال حكومة الوفاق الفلسطينية، والشروع في إجراء الانتخابات العامة.
تمهد الطريق
ووفقا لتقارير عديدة، شملت لقاءات القاهرة "بحث ضم مسؤولين في حماس للسلطة الفلسطينية، ونشر الحرس الرئاسي الفلسطيني في المعابر الحدودية مع إسرائيل ومصر، بما يشمل معبري إيريز وكرم أبو سالم"، وفق ما نقله المحلل الذي أوضح أن "السيسي يدرك المخاوف الإسرائيلية الجدية حول عواقب هذه التطورات، ومن المرجح سعيه تخفيفها خلال محادثاته مع نتنياهو".
أما نتنياهو، فمن جهته، "يمكن له الإعلان عن اللقاء كإنجاز، لأن ذلك يمنح الشرعية لادعاءاته بأن علاقات إسرائيل مع العالم العربي في أفضل حالتها"، وفق يسسخاروف.
ولفت إلى أن مصر في الوقت الحالي، وفي حال تم فتح معبر رفح البري بوتيرة أعلى مما هي عليه الآن، فهي "ستأخذ (مصر السيسي) بعين الاعتبار المصالح الأمنية الإسرائيلية، وسوف تعمل على منع التهريب إلى غزة، بالرغم من استبعاد تطبيق هذه التقييدات بشكل فعلي".
ونوه يسسخاروف، أن اللقاء بين نتنياهو والسيسي، "يخلق تناقضا معينا؛ فمن جهة، نظام السيسي يقترب من حماس مؤخرا وقادة الحركة أصبحوا ضيوفا مرحبا بهم في القاهرة، ومن جهة أخرى، المحادثة بينهما قد تمهد الطريق لأوضاع أمنية مستقرة أكثر بين إسرائيل وحماس".
وأضاف: "لكن لا يمكن تجاهل غياب عباس من اللقاء، ومكانته سوف تتراجع في حال توصلت إسرائيل، حماس ومصر إلى أي اتفاق يخص قطاع غزة".