يتعرض الكثير من مسلمي ميانمار لخطر يهدد وجودهم، حيث يقوم جيش ميانمار وعصابات من القوميين والبوذيين المتطرفين بمداهمة المناطق التي يتواجد فيها المسلمون، خصوصا إقليم « راخين»، ويرتكبون بحق المسلمين مجازر بشعة ووحشية؛ حيث تشير التقارير والأخبار إلى أن أكثر من نصف مليون شخص فروا إلى بنجلادش هربا من حملة الإبادة التي تنفذ بحقهم، كل هذا يحدث للأسف في تواطؤ دولي وصمت عالمي رهيب، سوى من بعض الإدانات الخجولة التي تصدر من بعض المنظمات الحقوقية الدولية.
وإذا كنا لا نستغرب هذا الصمت والتواطؤ الدولي، فإنه من الغريب والمؤسف أن تتقاعس دول إسلامية يرى حكامها أنهم قادة العالم الإسلامي عن نصرة مسلمي ميانمار، وتتخاذل عن القيام بواجبها وإنهاء هذه المأساة التي تعصف بمسلمي ميانمار منذ سنوات واشتدت وطأتها مؤخرا بشكل مخيف.!
بعض الدول العربية الغنية لديها من القدرات والإمكانيات التي تستطيع من خلالها تحريك القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها، وكذلك المؤسسات الدولية وتجبيش المجتمع الدولي ضد حكومة ميانمار وجيشها، ولكنها للأسف لم تقدم سوى جهود ضئيلة لا ترتقي إلى مستوى الحدث ولا تحمي مسلمي ميانمار من الخطر المحدق بهم.!
للأسف لا يوجد لدى قيادة الدول العربية والإسلامية الكبيرة والفاعلة وذات الثقل الدولي والإمكانيات المالية الهائلة رؤية استراتيجية مدروسة وفاعلة لنصرة قضايا العالم الإسلامي، بقدر ما لديها من حرص على التفاعل مع قضايا الغرب والشرق البعيدة تماما عن واقع أبناء العالم الإسلامي وإشكالياتهم، وفي هذا الإطار لن نستبعد - كما تحدثت بعض وسائل الإعلام العربية والأمريكية - أن تساهم دول خليجية بإعادة إعمار ولاية تكساس الأمريكية جراء الإعصار الذي اجتاح مدنها مؤخرا، وتنفق في سبيل هذا الأمر عشرات المليارات من الدولارات كما قدمت من قبل ما يقارب 400 مليار دولار للولايات المتحدة الأمريكية عند زيارة ترامب للمنطقة بينما تبخل عن مسلمي ميانمار بمليار أو حتى نصف مليار دولار لمساعدتهم وإيقاف حملات الإبادة التي تستهدفهم.!
ولو أن قيادة هذه الدول حشدت لنصرة مسلمي ميانمار نصف الجهود التي حشدتها ضد بعضها لغيرت مجرى الأحداث في ميانمار، ووفرت لهم الحماية والأمان والحقوق، ولكن للأسف تواصل هذه الدول حشد جهودهما ضد بعضها لاختلاف سياساتهما في بعض ملفات وقضايا المنطقة وتتهم بعضها بـ« الإرهاب « وتتجاهل الإرهاب الحقيقي الذي يحصد أرواح مسلمي ميانمار ويشردهما على مرأى ومسمع العالم.
السبيل الأردنية