تترقب الأوساط السياسية والشعبية الفلسطينية، ما سينتج عنه لقاء المسؤولين
المصريين بوفد حركة "فتح" الذي وصل القاهرة، في ظل بقاء وفد "حماس" رفيع المستوى بالقاهرة بعدما قدم رؤيته الخاصة بإنجاز
المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
ويترأس وفد "فتح" الذي وصل القاهرة اليوم، عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، ويضم كل من وزير الشؤون المدنية بالسلطة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية حسين الشيخ، ومفوض العلاقات الدولية في الحركة روحي فتوح، وسبقه للقاهرة منذ عدة أيام وفد "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
اقرأ أيضا: ناصر الشاعر يطرح لـ"عربي21" رؤيته لحل الأزمة الفلسطينية
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، يحيى موسى، أوضح أن وفد حركته "ينتظر لقاء وفد حركة فتح بالقاهرة مع الجانب المصري، وبناء عليه من الممكن أن يكون هناك تطور في مجريات الأمور في القاهرة".
ونوه في حديثه لـ"
عربي21"، أنه "بعدما وضعت حماس حل اللجنة الإدارية في يد المصريين، أصبحت الكرة في ملعب رئيس السلطة محمود عباس"، مضيفا: "الآن ننتظر ما الذي جاء به وفد فتح وماذا يترتب على ذلك.
وعن أهم ما توصلت إليه "حماس" مع الجانب المصري، أشار النائب موسى، إلى أن "الملف الأساسي هو ملف المصالحة، حيث كان يتعذر عباس دائما بأعذار منها اللجنة الإدارية، والآن وضع مصير اللجنة بيد المصريين".
وتابع: "فليتفضل حاليا أبو مازن لإنجاز المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بواجباتها على الفور، وما يلي بعد ذلك من الترتيبات للانتخابات وغيرها من الأمور".
اقرأ أيضا: وفد فتح يصل القاهرة لبحث المصالحة مع حماس
وحول دلاله سماح السلطات المصرية فتح مكتب لحركة "حماس" في القاهرة، اكتفى القيادي بالقول: "من الواضح أن العلاقة تتقدم بين الحركة ومصر، وتتطور من العلاقات الظرفية إلى علاقات مستقرة تبحث عن القواسم المشتركة ورؤية استراتيجية يمكن للجميع أن يعمل في إطارها".
ومع تضارب الأنباء حول فتح مكتب لـ"حماس" في القاهرة؛ دائم أو مؤقت، لم ينف أو يؤكد المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، ذلك، لكنه أكد أن "العلاقة مع مصر هي علاقة استراتيجية، ولمصر دور كبير في العديد من القضايا والأمور التي تخص قطاع غزة".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن من بين تلك الأمور، العديد من القضايا الإنسانية ومعبر رفح البري، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، والمنطقة الحدودية الآمنة، إضافة لدور مصر الكبير كوسيط في تحقيق صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت القانوع، إلى أن "كل هذه الأمور والقضايا؛ تتطلب تواصل وتنسيق دائم وعلى مستويات عالية، وتواجد لقيادات الحركة في القاهرة، وبقاء أحدهم لفترة زمنية لإنجاز بعض القضايا والمهمات والملفات".
وترددت أنباء حول تولي الأسير المحرر وعضو المكتب السياسي لـ"حماس" روحي مشتهى، متابعة أعمال وملفات الحركة في القاهرة، وهو ما يتطلب وفق أبجديات العمل وجودة مكتب وطاقم عمل لإدارة ومتابعة الملفات المختلفة.
اقرأ أيضا: عرض مصري لحماس لإبرام صفقة تبادل مع إسرائيل.. تفاصيل
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن "كل ما يدور في القاهرة، يدلل على أن هناك محاولة من قبل الجانب المصري للوصول لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام".
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21": "حتى هذه اللحظة كل ما نسمعه هو مجرد كلام وانتظار، وخاصة بعدما قدمت حماس رؤيتها في هذا الموضوع، ونحن في انتظار لقاء وفد حركة فتح الذي وصل القاهرة بالمسؤولين المصريين غدا السبت".
اقرأ أيضا: "حماس": عباس لديه نوايا لإفشال المصالحة الفلسطينية
وقدر الصواف أن "يكون هناك شيئا ما، إن كان لدى عباس النية الجادة في إنهاء حالة الانقسام والاستجابة للنداء الوطني؛ سواء من حماس أو كل القوى الفصائل الفلسطينية، وذلك بتحقيق الوحدة وإنهاء حالة الانقسام"، وفق قوله.
وأكد المحلل السياسي، أن "الأمر لا زال من المبكر الحديث فيه، لأن التجربة الماضية كانت صادمة بالنسبة للمراقبين وأبناء الشعب الفلسطيني، وقد وصلت الأمور إلى مراحل أكثر تقدما مما يجري اليوم وما صلنا من تسريبات سواء كانت من هنا أو هناك، لكنها فشلت"
وأعرب عن أمنيته أن "تستطيع مصر في هذه الفترة الحساسة أن تجمع الطرفين وتنهي الانقسام بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن قيام حماس بوضع مصير اللجنة الإدارية في غزة تحت تصرف الجانب المصري، "يؤكد أن حماس جادة في تحقيق المصالحة، وهي ليست متمسكة بتلك اللجنة بقدر ما هي تسعى لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني".
وتابع: "تشكيل لجنة إدارية يعني؛ أن لا يترك 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة محاصرين دون أن يكون هناك من يدير شأنهم ويحفظ أمنهم"، منوها أن "حماس تنازلت عن الحكومة، إلا يمكن أن تتنازل عن لجنة تدير شأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
يذكر أن مسؤول العلاقات الوطنية في حركة حماس حسام بدران، قال السبت أن الحركة أجلت عودة وفدها من القاهرة؛ لإعطاء مصر المجال من أجل إقناع قيادات حركة فتح في البدء بحوار جاد وحقيقي حول ملفات المصالحة الفلسطينية.
وقال بدران إن موقف "حماس" من اللجنة الإدارية في قطاع غزة واضح ومعلن، والمصريون يعرفون ذلك ويقدرونه؛ مؤكدا أن حركته على استعداد لحلها فورًا، إذا كان رد حركة فتح إيجابيا.
وأضاف: "نحن أتينا إلى القاهرة وأعلنا جاهزيتنا للحوار مع فتح دون شروط مسبقة؛ ونتمنى عليهم أن يعلنوا استعدادهم للحوار دون شروط أيضًا".
وكان وفد من "حماس" يرأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وصل إلى القاهرة قبل أيام، بالتزامن مع وصول وفد آخر من قيادة الحركة في الخارج للمشاركة في اجتماعات مشتركة مع الجانب المصري لبحث ملفات عدة على رأسها المصالحة وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.