انتهت سريعا أزمة عابرة للمخرج السينمائي زياد دويري في بلده الأم
لبنان بعد أن سحبت منه السلطات الأمنية جوازي سفره اللبناني والفرنسي وأحالته للقضاء العسكري.
وفوجئ دويري لدى وصوله إلى مطار بيروت أمس الأحد بسحب جوازي سفره واستدعائه للمثول أمام القضاء العسكري بشأن بلاغ بدخوله إلى
إسرائيل دون إذن في 2012 لتصوير فيلمه (الصدمة) المأخوذ عن رواية (الاعتداء) للجزائري ياسمينا خضرا.
وبعد التحقيق معه خلص القضاء العسكري اللبناني إلى عدم إقامة دعوى ضد دويري وقرر إخلاء سبيله مع إعادة جوازي السفر إليه.
وينص قانون العقوبات اللبناني في مادته 285 على عدم السماح للمواطن اللبناني بزيارة إسرائيل دون علم السلطات اللبنانية وموافقتها وإلا يحاكم ويسجن في عقوبة أقصاها سنة وغرامة مالية تصل إلى 200 ألف ليرة.
وقال محامي دويري إن موكله "كان قد وجه كتابا إلى السلطات اللبنانية عام 2012 يعلمها فيه أنه يعتزم تصوير فيلم عن القضية الفلسطينية، ويريد لهذا الفيلم أن يكون على أرض الواقع لأنه ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وأبدى المحامي اندهاشه من تحريك هذا الأمر اليوم والتحقيق مع دويري بعد مرور هذه السنين.
وعقب إخلاء سبيله نفى دويري أن يكون لقي معاملة سيئة من جانب السلطات اللبنانية قائلا: "تمت محاربتي من الصحافة وليس من الدولة، فالدولة اللبنانية تصرفت بشكل مؤدب وعادل.. عاملوني بشكل ممتاز".
وشغل نبأ سحب جوازي سفر دويري (54 عاما) وإحالته للقضاء العسكري مواقع التواصل الاجتماعي التي شهدت سجالا بين المدافعين عن المخرج والمهاجمين له.
وكان الصحفي في جريدة الأخبار بيار أبي صعب أول من أثار مسألة دخول دويري إلى إسرائيل لتصوير فيلم (الصدمة) وطالبه بالاعتذار من الشعب اللبناني، قبل أن يعرض فيلمه الجديد (قضية رقم 23) الذي نال هذا الأسبوع جائزة أفضل ممثل من مهرجان البندقية السينمائي.
وقال أبي صعب لـ"رويترز" إن دويري "يمثل اليوم دور الضحية"، مضيفا أن المخرج اللبناني "مكث في تل أبيب 11 عشر شهرا، صور فيها فيلم الصدمة واستعان بممثلين وفريق عمل إسرائيلي وتمويل إسرائيلي ودفع ضرائب للإسرائيليين وانخرط في مجتمعها".
ووقفت والدة دويري إلى جانبه أمام المحكمة العسكرية، إذ أشار إليها قائلا: "هذه والدتي عندما أرضعتني من صدرها.. أرضعتني الحليب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهناك أشخاص من عائلتي توفوا أثناء قتالهم مع الفلسطينيين، إنما هناك بعض الأشخاص يريدون المزايدة علينا".
ولد زياد دويري في بيروت عام 1963 وبدأ مشواره المهني كمساعد تصوير ثم مصور في لوس أنجليس من عام 1987 وحتى 1997. وفي عام 1998 كتب وأخرج فيلمه الطويل الأول (وست بيروت) الذي حقق نجاحا ملموسا ولاقى إشادة من النقاد وقدم بعده فيلم (قالت ليلى) الذي عرض في مهرجان صن دانس. أثار فيلمه التالي (الصدمة) جدلا سينمائيا ومُنع من العرض في لبنان ومعظم الدول العربية لمشاهده التي صورها في تل أبيب وضواحيها.