اختار رئيس
الحكومة المغربية،
سعد الدين العثماني، مهاجمة خصوم مفترضين دون تسميتهم، معلنا أن المراهنين على تفجير التناقضات داخل الحكومة وبين أحزاب الأغلبية قد باءت آماله بالخيبة، مسجلا أن حكومته موحدة ومنسجمة، وتشتغل في الميدان.
جاء ذلك في اللقاء الذي نظمته أحزاب الأغلبية الحكومية لعرض 120 يوما من عمل الحكومة، مساء الإثنين بالرباط، شارك فيه زعماء أحزاب الأغلبية باستثناء أمين عام حزب
العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران الذي رفض المشاركة في اللقاء.
العثماني: حكومة منسجمة وأغلبية موحدة
هاجم سعد الدين العثماني خصوما مفترضين لحكومته دون أن يسميهم، معتبرا أن "الذين كانوا يراهنون على انفجار التناقضات داخل الحكومة سيخيب ظنهم".
وتابع العثماني: "هؤلاء الذين روجوا لأشياء غير صحيحة، وعملوا على النفخ في بعض الاختلافات داخل مكونات الحكومة وتضخيمها خاب ظنهم وسيخيب، فالحكومة اليوم موحدة ومنسجمة، وتشتغل في الميدان، وما يهمنا هو العمل والإنتاج".
وسجل أن "أول رسالة لهذا اللقاء أن الأغلبية مجتمعة وموحدة وملتفة حول البرنامج الحكومي الذي قدمته للمواطنين وصادق عليه مجلس النواب".
وأضاف: "نحن أغلبية منسجمة، لكننا لا نطلب من الأغلبية أن تكون متماهية، وإلا فسنكون حزبا واحدا، بل إن النقاش والاختلاف مرحب به، حتى وإن كان حارا وحادا".
وأفاد أن "هناك نقاشا قويا وحادا داخل مكونات الأغلبية حول عدد من القضايا، غير أن ذلك يتم ضمن الاحتكام إلى مبادئ عامة تم التأصيل لها في البرنامج الحكومي".
وشدد العثماني على أن "القطاعات الحكومية لا تشتغل في جزر منعزلة، بل تشتغل في تناغم تام"، معتبرا أن "
الحصيلة جيدة على العموم، وتعكس حجم الجهد الذي بذله أعضاء الحكومة في هذه المرحلة".
ابن كيران.. الغائب الكبير
رفض أمين عام حزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران، المشاركة في لقاء أحزاب الأغلبية الحكومية لإعلان حصيلة الحكومة في 120 يوما بعد تشكيلها.
وفضل ابن كيران الغياب عن هذا اللقاء وفاء لعهد قطعه بأن لا يشارك في أي لقاء رسمي مع زعماء الأحزاب السياسية الذين ساهموا في إفشال مهمته في تشكيل الحكومة.
غياب ابن كيران لم يكن يعني غياب حزب العدالة والتنمية الذي يقوده عن اللقاء، حيث شارك النائب الثاني للأمين العام سليمان العمراني، في الوقت الذي حضر فيه جميع الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية الحكومية لهذا اللقاء.
أخنوش: نجحنا جميعا
قال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الوزير النافذ وصديق الملك، إن الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني تشتغل بجدية وهي متماسكة.
وتابع أخنوش، أنه رغم الخلافات والنقاشات الحادة داخل مكونات الأغلبية حول عدد من القضايا إلا أن ذلك يتم باحترام تام لمؤسسة رئاسة الحكومة.
وقال إن حزبه "باعتباره مكونا من مكونات الأغلبية يرغب في أن تنجح حكومة العثماني في عملها، فنجاح الحكومة من نجاحنا، كما أن اجتماعات الأغلبية تمر في جو جد إيجابي رغم الاختلافات الموجودة حول بعض القضايا".
وشدد على أن "مكونات الأغلبية تحاول مناقشة تلك القضايا الخلافية في احترام متبادل، وهذا الأمر هو الذي أدى إلى اتخاذ قرارات صائبة منذ تشكيل الحكومة حتى الآن، ما يعكس وجود تماسك وعمل إيجابي داخل الحكومة".
لشكر: مرتاحون مع العثماني
وأعلن الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، عن ارتياح حزبه للعمل مع حكومة سعد الدين العثماني، مسجلا دعمه ومساندته لها بشكل غير مشروط.
وقال لشكر إن حزبه "لن يتنصل من أي قرار تتخذه الحكومة في أي قطاع من القطاعات الوزارية".
وشدد لشكر على أن الاتحاد الاشتراكي "لن يدعم قطاعات وزارية على حساب قطاع آخر، فحزبنا سيدعم جميع القرارات التي تتخذها الحكومة بغض النظر عن القطاع الذي يتواجد فيه الحزب أو الذي لا يقوم بتسييره".
وسجل لشكر أن "الحوار الاجتماعي في هذه الحكومة لم يرق إلى المستوى المأمول، فالمواطنون يعانون من ضعف القدرة الشرائية بسبب تجمّد الأجور منذ ست سنوات، داعيا إلى إيلاء الحوار الاجتماعي الأهمية اللازمة".